شخصيات وطنية معاصرة

mainThumb

04-06-2025 02:31 AM

شخصيات وطنية معاصرة في مرحلة ما بعد الاستقلال: زيدان كفافي.... عالم الآثار الأردني الذي وثّق التاريخ وارتقى بالمؤسسات

يُعد الأستاذ الدكتور زيدان عبد الكافي كفافي أحد أبرز الأكاديميين والباحثين في علم الآثار في الأردن والعالم العربي، وقد تُوجت جهوده الوطنية والعلمية بحصوله على وسام الاستقلال من الدرجة الأولى عام 2016، وهو أرفع وسام وطني يُمنح تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في خدمة الأردن علميًا وثقافيًا. إذ امتدت مسيرته العلمية والإدارية لأكثر من أربعة عقود، جمع فيها بين القيادة الجامعية، والبحث العلمي، والتوثيق الحضاري المتقدّم. لقد مثّل د. كفافي نموذجًا متميزًا في تعزيز مكانة جامعة اليرموك،وتثبيت الهوية الحضارية الأردنية من خلال البحث الأثري المعمّق، وبناء شراكات دولية فعالة ساهمت في تمويل مشاريع علمية استراتيجية.
في جامعة اليرموك، لعب د. كفافي دورًا محوريًا في تطوير البنية الأكاديمية والبحثية، حيث شغل مناصب إدارية عليا شملت رئاسة الجامعة،وعمادة كلية الآثار والأنثروبولوجيا، وعمادة البحث العلمي والدراسات العليا. وخلال رئاسته للجامعة، عمل على تعزيز ثقافة البحث العلمي، وتشجيع النشر في المجلات المحكمة،وتطوير البرامج الأكاديمية المتخصصة. كما ساهم في دعم مراكز التميز الأكاديمي، وتوسيع نطاق التعاون مع الجامعات الدولية.
أما على المستوى العلمي، فقد أسهم الدكتور كفافي بشكل حاسم في توثيق التاريخ الأثري للأردن، لا سيما في فترات ما قبل التاريخ،من خلال أعمال تنقيب ودراسات ميدانية دقيقة في مواقع أثرية مثل "عين غزال"، "تل الحمة"، و"وادي الزرقاء". وقد ساعدت هذه الأبحاث في إعادة رسم خريطة الاستيطان البشري في المنطقة، وأسهمت في وضع الأردن في مقدمة الدول ذات الإرث الحضاري العميق. نُشرت أبحاثه في مجلات دولية مرموقة،وأدرجت بعض أعماله ضمن مراجع تعليمية في جامعات أوروبية وأميركية
تجلّت أهمية علاقاته الأكاديمية الخارجية في استقطاب تمويلات بملايين الدولارات لدعم مشاريع البحث الأثري والتدريب، وذلك من خلال شراكات مع جامعات ومراكز أبحاث عالمية. لقد وظّف هذه التمويلات في تطوير فرق البحث الأردنية، وفتح فرص تدريب وبعثات علمية لطلبة الدراسات العليا، مما أسهم في تعزيز قدرات الكفاءات الوطنية في علم الآثار.
إن مسيرة الدكتور زيدان كفافي تمثل مزيجًا فريدًا من الكفاءة الأكاديمية، والإدارة المؤسسية، والانفتاح الدولي، والالتزام العميق بتوثيق تاريخ الأردن الثقافي والحضاري. وهو بذلك يُعد من الأسماء التي يُبنى عليها في مستقبل مؤسسات التعليم العالي والسياسات الثقافية الوطنية
يُعد الأستاذ الدكتور زيدان عبد الكافي كفافي من أبرز علماء الآثار في العالم العربي، وهو شخصية علمية لها بصمة مميزة في بناء وتطوير التعليم العالي والبحث الأثري في الأردن. يجمع بين التخصص العميق في علم ما قبل التاريخ،والخبرة الإدارية الممتدة، والرؤية الاستراتيجية التي مكنته من الارتقاء بمؤسسات مثل جامعة اليرموك إلى مستويات غير مسبوقة في البحث العلمي والعلاقات الأكاديمية الدولية.
ساهم الدكتور كفافي بشكل جوهري في توثيق التاريخ الأثري للأردن، حيث قاد أعمال تنقيب رائدة في مواقع مثل "عين غزال"، التي أعادت رسم معالم حضارة ما قبل الفخار النيوليثي،وأسهمت في رفع مكانة الأردن ضمن خارطة التراث العالمي. نُشرت أبحاثه في مجلات علمية دولية مرموقة، وتم إدراج مؤلفاته في برامج تعليمية بأوروبا وأميركا.
خلال رئاسته لجامعة اليرموك، عزز مكانتها البحثية، واستقطب تمويلات علمية خارجية بملايين الدولارات،مما مكّن الجامعة من تطوير بنيتها البحثية، ودعم الباحثين وطلبة الدراسات العليا. وقد ساهمت علاقاته الواسعة مع مؤسسات أكاديمية دولية في إطلاق مشاريع أثرية وثقافية طويلة الأمد، جعلت من اليرموك مركزًا مرجعيًا في علم الآثار.
في السياق العربي، يمكن مقارنة د. كفافي بأسماء بارزة مثل الدكتور زاهي حواس من مصر، الذي شغل منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ووزير الدولة لشؤون الآثار، واشتهر بترويجه الدولي لحضارة مصر القديمة. كما يُقارن بالدكتور خزعل الماجدي من العراق، وهو باحث موسوعي في علم الأديان والتاريخ القديم. والدكتور إيان هودر (Ian Hodder) من بريطانياالذي تولى مناصب في مؤسسات مرموقة مثل جامعة ستانفورد، وساهموا في تطوير نظريات حضارية حديثة لكن ما يميز د. كفافي عن هذه الشخصيات هو منهجيته الأكاديمية الصارمة، وقيادته الفعلية لمؤسسات علمية كبرى، وقدرته على الجمع بين التنقيب والكتابة الأكاديمية والحوكمة الجامعية والجمع بين الحس الوطني العميق، والتأصيل العلمي،والقدرة على استقطاب الموارد المالية والمعرفية في آن واحد.
ان تولّي الدكتور زيدان كفافي لأي مؤسسة علمية أو ثقافية رفيعة لن يكون مجرد تكريم لمسيرته، بل هو رافعة نوعية للمؤسسة نفسها، إذ ستستفيد من قدرته على جذب التمويلات، وتعزيز الحضور الدولي،وتقديم مشروع حضاري يعكس هوية الأردن وينافس عالميًا. ويواصل الدكتور كفافي السعي لتحقيق طموح كبير يتمثل في جذب تمويلات دولية واسعة النطاق لدعم مشاريع التنقيب عن الآثار القديمة في الأردن، خاصة في المواقع التي لم تُكتشف بعد، مؤمنًا بأن الاستثمار في التراث هو استثمار في الهوية الوطنية والاقتصاد الثقافي، وأن الشراكات البحثية العالمية تمثل رافعة استراتيجية للبحث العلمي والتنمية المجتمعية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد