الإرهاب الاقتصادي

mainThumb

30-11-2008 12:00 AM

يقال "قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق" وبهذا الوصف نستطيع تفهم معنى العنف والإرهاب الذي تمارسه الطغمة الحاكمة في إسرائيل على أرض فلسطين والمدعوم بكل أشكال الدعم والمؤازرة من الولايات المتحدة الأمريكية والذي يصل مداه إلى حد المشاركة الفعلية في هذا العنف والإرهاب الاقتصادي بجانب العنف السياسي والعسكري ضد الشعب الفلسطيني بكل فئاته العمرية كل صباح ومساء فبجانب الإجرام والبطش الذي تمارسه عبر الآلة العسكرية تمارس أيضاً أشد أساليب العنف والإرهاب الاقتصادي على الشعب الفلسطيني لحرمانه من لقمة العيش اليومية والتي تعتبر بنفس درجة الإيلام والبطش والإرهاب الذي تمارسه الزمرة العسكرية عبر دباباتها وطائراتها ووسائلها العسكرية الهمجية الأخرى.

فمليون ونصف انسان مابين طفل وامراه ورجل والتي تحاصرهم العصابات الصهيونيه برا وجوا وبحرا مغلقه كل المنافذ والمعابر مانعه وصول الكهرباء والوقود والاغذيه والدواء ولو كانت تستطيع لمنعت الهواء عنهم وبين فينه واخرى تدكهم بالصواريخ وبقذائف الدبابات والطائرات وماتيسر لها من الات الفتك والتدمير والقتل هادفه الى قتل اكبر عدد منهم بقذائف وصواريخ الموت ومن لا تصله قذيفه او صاروخ فليمت من الجوع او من عدم وجود الدواء او من البرد المهم قتلهم جميعا اما من الجوع او بالمرض او بالصواريخ والقذائف الفتاكه في اكبر مشروع قتل جماعي شهده ويشهده العصر والعالم اجمع فما تقوم به الدوله الغاصبه ليس بالشيئ الجديد عليها فهي جزء من عقيدتها وتفكيرها الاجرامي على مدار عمر وجود احتلاها واغتصابها لفلسطين والاراضي العربيه .

فقطع الأشجار وإفساد التربة الصالحة للزراعة ومصادرة الأراضي ومنع العمال من مزاولة أعمالهم الذين يقتاتون من دخلها والذين ليس لهم من دخل آخر ومنع وصول المواد الخام والمتطلبات الأساسية لاستمرار عجلة التصنيع والتحكم الجائر في تسويق المنتجات ومنع استيراد المواد التموينية وتوقيف حركة التجارة الداخلية و الخارجية وتوقف المصانع عن العمل وعدم دفع مستحقات الضرائب والتحكم في المعابر البرية وحتى الجوية وتدمير البنية التحتية وإغلاق الجامعات والمدارس ومصادرة المياه فكل هذه الممارسات الهمجية والتي تهدف إلى تدمير حياة الإنسان ومحاولة قتل روحه المعنوية والمادية والتي تهدف إلى زيادة رقعة وحدة الفقر والعوز والتحكم بلقمة عيش المواطن وأشعاره وإخضاعه للإذلال في كل صباح ومساء ففي كل هذا محاولة ميؤوسة لخلق أفظع الآثار النفسية والاجتماعية المدمرة لأبسط قواعد الإنسانية لكافة أبناء الشعب الفلسطيني على طول مدنه وقراه بكل فئاته من أطفال وشيوخ ونساء وكل هذا يترافق مع أبشع صور الإرهاب والبطش الأخرى التي تمارسه قوات الاحتلال من خلال الآلة العسكرية ولهذا فإن هذا البطش والعنف والإرهاب الاقتصادي والذي تمارسه الطغمة الطاغية على أرض فلسطين ضد الشعب الفلسطيني لا يقل بإيذائه وآثاره وألمه وبطشه عن الآثار الذي تمارسه الوسائل العسكرية الأخرى بل هي في ذات درجة التصنيف من حيث أنها تعتبر عنفاً وإرهاباً وظلماً يتوازى في درجة همجيته مع العنف السياسي والعسكري وبهذا فإن إسرائيل المحتلة تمارس كل أشكال قطع الأعناق والأرزاق معاً على مرأى ومسمع العالم أجمع.

وبهذا فالطغمه الحاكمه في اسرائيل ومن يساندها وعلى مدار سني احتلالها للاراضي الفلسطينيه والعربيه ومن خلال ممارساتها الهمجيه خالفت وتخالف كل القوانين والاعراف الانسانيه متحديه كل المجتمع الدولي والذي لا يزال لا يحرك ساكنا تجاه ذلك لحتى هذه اللحظه .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد