حب الرسول(صلى الله عليه وسلم)واجب شرعي

mainThumb

27-02-2010 12:00 AM

اكرم الخطيب

أوجب الله تعالى علينا طاعة النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى : ( و?Zأ?Zطِيعُوا اللّ?Zه?Z و?Zأ?Zطِيعُوا الرّ?Zسُول?Z و?Zاحْذ?Zرُوا ف?Zإِنْ ت?Zو?Zلّ?Zيْتُمْ ف?Zاعْل?Zمُوا أ?Zنّ?Zم?Zا ع?Zل?Zى ر?Zسُولِن?Zا الْب?Zلاغُ الْمُبِينُ ) وأخبر الله تعالى أن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم هي طاعة لله تعالى ، قال الله تعالى : ( م?Zنْ يُطِعِ الرّ?Zسُول?Z ف?Zق?Zدْ أ?Zط?Zاع?Z اللّ?Zه?Z و?Zم?Zنْ ت?Zو?Zلّ?Zى ف?Zم?Zا أ?Zرْس?Zلْن?Zاك?Z ع?Zل?Zيْهِمْ ح?Zفِيظاً )
وحذّ?Zر الله عز وجل من التولي عن طاعته ، وأن هذا قد يصيب المسلم بالفتنة وهي فتنة الشرك ، قال الله عز وجل : ( لا ت?Zجْع?Zلُوا دُع?Zاء?Z الرّ?Zسُولِ ب?Zيْن?Zكُمْ ك?Zدُع?Zاءِ ب?Zعْضِكُمْ ب?Zعْضاً ق?Zدْ ي?Zعْل?Zمُ اللّ?Zهُ الّ?Zذِين?Z ي?Zت?Zس?Zلّ?Zلُون?Z مِنْكُمْ لِو?Zاذاً ف?Zلْي?Zحْذ?Zرِ الّ?Zذِين?Z يُخ?Zالِفُون?Z ع?Zنْ أ?Zمْرِهِ أ?Zنْ تُصِيب?Zهُمْ فِتْن?Zةٌ أ?Zوْ يُصِيب?Zهُمْ ع?Zذ?Zابٌ أ?Zلِيمٌ ) وأخبر الله تعالى أن مقام النبوة الذي أعطاه لنبيه صلى الله عليه وسلم يستوجب من المؤمنين احترام النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره ، قال الله تعالى : (إناأ?Zرْس?Zلْن?Zاك?Z ش?Zاهِدًا و?Zمُب?Zشِّرًا و?Zن?Zذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللّ?Zهِ و?Zر?Zسُولِهِ و?Zتُع?Zزِّرُوهُ و?Zتُو?Zقِّرُوهُ و?Zتُس?Zبِّحُوهُ بُكْر?Zةً و?Zأ?Zصِيلا )

ولا يتم إيمان المسلم حتى يحبّ?Z النبيّ?Z صلى الله عليه وسلم ، بل حتى يكون النبيُّ صلى الله عليه وسلم أحبّ?Z إليه من والده وولده ونفسه والناس أجمعين . عن أنس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ) رواه البخاري وعن عبد الله بن هشام قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب ، فقال له عمر: يا رسول الله ، لأنت أحب إلي من كل شيء ، إلا من نفسي . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك ) فقال له عمر : فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الآن يا عمر ) رواه البخاري قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وأما السبب في وجوب محبته ص?Zلّ?Zى اللّ?Zهُ ع?Zل?Zيْهِ و?Zس?Zلّ?Zم?Z وتعظيمه أكثر من أي شخص فلأن أعظم الخير في الدنيا والآخرة لا يحصل لنا إلا على يد النبي ص?Zلّ?Zى اللّ?Zهُ ع?Zل?Zيْهِ و?Zس?Zلّ?Zم?Z بالإيمان به واتباعه ، وذلك أنه لا نجاة لأحد من عذاب الله ، ولا وصول له إلى رحمة الله إلا بواسطة الرسول ؛ بالإيمان به ومحبته وموالاته واتباعه ، وهو الذى ينجيه الله به من عذاب الدنيا والآخرة ، وهو الذى يوصله إلى خير الدنيا والآخرة . فأعظم النعم وأنفعها نعمة الإيمان ، ولا تحصل إلا به وهو أنصح وأنفع لكل أحد من نفسه وماله ؛ فإنه الذى يخرج الله به من الظلمات إلى النور ، لا طريق له إلا هو ، وأما نفسه وأهله فلا يغنون عنه من الله شيئا ..) وقال بعض أهل العلم : إِذ?Zا ت?Zأ?Zمّ?Zل العبدُ النّ?Zفْع الْح?Zاصِل ل?Zهُ مِنْ جِه?Zة الرّ?Zسُول ص?Zلّ?Zى اللّ?Zه ع?Zل?Zيْهِ و?Zس?Zلّ?Zم?Z الّ?Zذِي أ?Zخْر?Zج?Zهُ الله به مِنْ ظُلُم?Zات الْكُفْر إِل?Zى نُور الْإِيم?Zان ، ع?Zلِم?Z أ?Zنّ?Zهُ س?Zب?Zب ب?Zق?Zاء ن?Zفْسه الْب?Zق?Zاء الأ?Zب?Zدِيّ فِي النّ?Zعِيم السّ?Zرْم?Zدِيّ , و?Zع?Zلِم?Z أ?Zنّ?Z ن?Zفْعه بِذ?Zلِك?Z أ?Zعْظ?Zم مِنْ ج?Zمِيع وُجُوه الانْتِف?Zاع?Zات , ف?Zاسْت?Zح?Zقّ?Z لِذ?Zلِك?Z أ?Zنْ ي?Zكُون ح?Zظّه مِنْ م?Zح?Zبّ?Zته أ?Zوْف?Zر مِنْ غ?Zيْره , و?Zل?Zكِنّ?Z النّ?Zاس ي?Zت?Zف?Zاو?Zتُون?Z فِي ذ?Zلِك?Z بِح?Zس?Zبِ اِسْتِحْض?Zار ذ?Zلِك?Z و?Zالْغ?Zفْل?Zة ع?Zنْهُ ، وكلّ م?Zنْ آم?Zن?Z بِالنّ?Zبِيِّ ص?Zلّ?Zى اللّ?Zه ع?Zل?Zيْهِ و?Zس?Zلّ?Zم?Z إِيم?Zانًا ص?Zحِيحًا لا ي?Zخْلُو ع?Zنْ وِجْد?Zان ش?Zيْء مِنْ تِلْك?Z الْم?Zح?Zبّ?Zة الرّ?Zاجِح?Zة , غ?Zيْر أ?Zنّ?Zهُمْ مُت?Zف?Zاوِتُون?Z . ف?Zمِنْهُمْ م?Zنْ أ?Zخ?Zذ?Z مِنْ تِلْك?Z الْم?Zرْت?Zب?Zة بِالْح?Zظِّ الأ?Zوْف?Zى , و?Zمِنْهُمْ م?Zنْ أ?Zخ?Zذ?Z مِنْه?Zا بِالْح?Zظِّ الْأ?Zدْن?Zى , ك?Zم?Zنْ ك?Zان?Z مُسْت?Zغْرِقًا فِي الشّ?Zه?Zو?Zات م?Zحْجُوبًا فِي الْغ?Zف?Zلات فِي أ?Zكْث?Zر الأ?Zوْق?Zات , ل?Zكِنّ?Z الْك?Zثِير مِنْهُمْ إِذ?Zا ذُكِر?Z النّ?Zبِيّ ص?Zلّ?Zى اللّ?Zه ع?Zل?Zيْهِ و?Zس?Zلّ?Zم?Z اِشْت?Zاق?Z إِل?Zى رُؤْي?Zته , بِح?Zيْثُ يُؤْثِره?Zا ع?Zل?Zى أ?Zهْله و?Zو?Zل?Zده و?Zم?Zاله و?Zو?Zالِده ، غ?Zيْر أ?Zنّ?Z ذ?Zلِك?Z س?Zرِيع الزّ?Zو?Zال بِت?Zو?Zالِي الْغ?Zف?Zل?Zات ,
وإلى هذا المعنى يشير قول الله عز وجل : ( النّ?Zبِيُّ أ?Zوْل?Zى بِالْمُؤْمِنِين?Z مِنْ أ?Zنْفُسِهِمْ ).
قال ابن كثير رحمه الله :
قد علم شفقة رسوله صلى الله عليه وسلم على أمته ، ونصحه لهم ، فجعله أولى بهم من أنفسهم ، وحكمه فيهم مقدما على اختيارهم
وقال الشيخ ابن سعدي رحمه الله
يخبر تعالى المؤمنين خبرا يعرفون به حالة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومرتبته ؛ فيعاملونه بمقتضى تلك الحالة ، فقال : ( النّ?Zبِيُّ أ?Zوْل?Zى بِالْمُؤْمِنِين?Z مِنْ أ?Zنْفُسِهِمْ ) : أقرب ما للإنسان ، وأولى ما له نفسه ، فالرسول أولى به من نفسه ، لأنه عليه الصلاة والسلام ، بذل لهم من النصح والشفقة والرأفة ، ما كان به أرحم الخلق وأرأفهم ، فرسول الله أعظم الخلق منة عليهم من كل أحد ، فإنه لم يصل إليهم مثقال ذرة من خير ، ولا اندفع عنهم مثقال ذرة من الشر إلا على يديه وبسببه . فلذلك وجب عليه أنه إذا تعارض مراد النفس ، أو مراد أحد من الناس مع مراد الرسول أن يقدم مرا الرسول ، وأن لا يعارض قول الرسول بقول أحد كائنا من كان ، وأن يفدوه بأنفسهم وأموالهم وأولادهم ، ويقدموا محبته على محبة الخلق كلهم ، وألا يقولوا حتى يقول ، ولا يقدموا بين يديه ) . وحاصل ما ذكره أهل العلم في بيان ذلك أن غضب الله والنار هما أعظم مرهوب للعبد ؛ ولا نجاة منها إلا على يد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ورضى الله والجنة هما أعظم مطلوبه ، ولا فوز بهما إلا على يد الرسول صلى الله عليه وسلم .

وإلى الأمر الأول يشير النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( م?Zث?Zلِي و?Zم?Zث?Zلُكُمْ ك?Zم?Zث?Zلِ ر?Zجُلٍ أ?Zوْق?Zد?Z ن?Zارًا ف?Zج?Zع?Zل?Z الْج?Zن?Zادِبُ و?Zالْف?Zر?Zاشُ ي?Zق?Zعْن?Z فِيه?Zا و?Zهُو?Z ي?Zذُبُّهُنّ?Z ع?Zنْه?Zا و?Zأ?Zن?Zا آخِذٌ بِحُج?Zزِكُمْ ع?Zنْ النّ?Zارِ و?Zأ?Zنْتُمْ ت?Zف?Zلّ?Zتُون?Z مِنْ ي?Zدِي
و?Zأ?Zمّ?Zا ( الْج?Zن?Zادِب ) ف?Zج?Zمْع جُنْدُب , و?Zالْج?Zن?Zادِب ه?Zذ?Zا الصِّر?Zار الّ?Zذِي يُشْبِهُ الْج?Zر?Zاد .

و?Zم?Zقْصُود الْح?Zدِيث أ?Zنّ?Zهُ ص?Zلّ?Zى اللّ?Zه ع?Zل?Zيْهِ و?Zس?Zلّ?Zم?Z ش?Zبّ?Zه?Z ت?Zس?Zاقُط الْج?Zاهِلِين?Z و?Zالْمُخ?Zالِفِين?Z بِم?Zع?Zاصِيهِمْ و?Zش?Zه?Zو?Zاتهمْ فِي ن?Zار الآخِر?Zة , و?Zحِرْصهمْ ع?Zل?Zى الْوُقُوع فِي ذ?Zلِك?Z , م?Zع?Z م?Zنْعه إِيّ?Zاهُمْ , و?Zق?Zبْضه ع?Zل?Zى م?Zو?Zاضِع الْم?Zنْع مِنْهُمْ , بِت?Zس?Zاقُطِ الْفِر?Zاش فِي ن?Zار الدُّنْي?Zا , لِه?Zو?Zاهُ و?Zض?Zعْف ت?Zمْيِيزه , و?Zكِلاهُم?Zا ح?Zرِيصٌ ع?Zل?Zى ه?Zل?Zاكِ ن?Zفْسه , س?Zاعٍ فِي ذ?Zلِك?Z لِج?Zهْلِهِ . )
وأما الثاني فيشير إليه قوله ص?Zلّ?Zى اللّ?Zهُ ع?Zل?Zيْهِ و?Zس?Zلّ?Zم?Z : ( كُلُّ أُمّ?Zتِي ي?Zدْخُلُون?Z الْج?Zنّ?Zة?Z إِلا م?Zنْ أ?Zب?Zى ق?Zالُوا ي?Zا ر?Zسُول?Z اللّ?Zهِ و?Zم?Zنْ ي?Zأْب?Zى ق?Zال?Z م?Zنْ أ?Zط?Zاع?Zنِي د?Zخ?Zل?Z الْج?Zنّ?Zة?Z و?Zم?Zنْ ع?Zص?Zانِي ف?Zق?Zدْ أ?Zب?Zى ) واخر دعونا ان الحمد لله رب العالمين.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد