دموع وشموع

mainThumb

01-12-2008 12:00 AM

مناسبات إضاءة الشموع متنوعة بتنوع الحدث ففي الهند اضاءوا الشموع حدادا على قتلاهم في بومباي .. وفي غزة تضاء الشموع احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي بسبب الحصار .

وفي أعياد الميلاد تضاء الشموع لسببين متناقضين الأول لا يدرك , وهو ضياع عام وانقضائه بما حمل من فرح وحزن ونجاحات وإخفاقات والثاني أملا بأن العام الجديد سيكون أجمل وأكثر بهجة لكن نطفئ شموعه بالتمني وهي عادة ذات أصول وثنية مشابهة ولها فلسفة النور ضد الظلام ( زردشتية أو مجوسية ) غلفت فيما بعد بالدين عند البعض ولهم في ذلك فلسفة خاصة ويقلدها الآخرون بلا اهتمام بأصلها إنما مجاراة للغير حتى لو اختلف عنا لماذا ؟ لا احد يقول لك الجواب المهم هذا ما يفعله الناس .

لكن إذا اعتبرنا أن إطفاء الشمع هو تعبير عن انقضاء زمن سنوات من العمر غير معروف متى يتوقف لماذا لا نشعل شمعة جديدة للعام القادم ؟ قبيل كل قداس وعند كل دخول للكنيسة تضاء شموع تصاحبها ابتهالات وصلوات المؤمنين ودموع وشموع وزهور عند وداع الأحبة إلى مثواهم الأخير في كثير من الثقافات .

لكن رمزية الأشياء قد تختلف حتى لو لم يدركها البعض . شموع الهند قد تحمل إشعال نار الكراهية بين شعبين كانا في الأصل شعبا واحدا اجتمعا جغرافيا تحت (نير) الاستعمار وفرقهم الاستقلال وتسابقا باتجاه القوة فأصبحا نوويين..... وشموع غزة ترمز لنداء قبول الانفصال والاعتراف بسلطة الأمر الواقع تحت دعوة فك الحصار .

(كما يراه مناهضي حماس ) وكان الاحتلال يجمع الغزيين بإخوانهم في الضفة تحت نير الاحتلال . وكانت شرارة الانتفاضة الأولى حادثة دهس العمال الغزيين والانتفاضة الثانية اقتحام شارون للأقصى في الضفة ....فرمزية الدم الواحد والألم الواحد والمصير الواحد والانتماء الواحد كانت هي السائدة .

فوصل الأمر حد أن الحج وهو شعيرة التوحيد والتوحد أداة لتعزيز الفرقة وتعميق العداء!!!!! لماذا كلما أردنا التغيير نصاب بخيبة الأمل ؟؟؟؟ فهل ما يجري في غزة هو شمعتنا الأخيرة ؟؟؟؟ لكن رغم كل شيء قليل من الناس متفائلون مثلي فلينظروا إلى السماء حين تنقطع الكهرباء لتتمتع بجمال النجوم..... فهذا التقدم وتكنولوجيا العصر بقدر ما سهل علينا زاد في آلامنا وتسابقنا على الماديات وأنسانا أن ما فوق التراب تراب ... نحن في زمن التناقضات ؟؟؟ .

قطع علي صوت هاتف احدهم في المقهى وأنا أفكر في هذا الحال وخصوصا حين بدأت فتح صفحة أزمة ثقافية في علاقاتنا الإنسانية .

كان صوت الهاتف عاليا على أغنية احبك يا حمار وفي الطرف الآخر رن هاتف شابة جامعية على نغمة بوس الواوا وبقربي شابين منهمكين بسؤال حيّرني أيهما أفضل أنواع الجل و الو اكس مع حفظ الأسماء والألقاب لمادتين يمنعني سني وصلعي من استخدامهما فعرفت أني في المكان الخطأ فهل من هم مثلي أيضا في الزمان الخطأ ؟ عدت إلى البيت ماشيا وأنا اردد أغنية بحبك يا حمار بعد أن اشتريت CD بوس الواوا وأتناقش مع نفسي حول شكل باروكة الشعر التي يتوجب على تفصيلها لأكون عصريا .. فهتف شيء في داخلي لماذا لا تضيء شمعة وترسل شعاع نور لابد أن هناك الكثيرين ممن يتساءلون مثلك والكثير ممن يعترض على طريقتك في التفكير المهم أضيء شمعتك وليضيء كل شمعته فقوس قزح لا يكون جميلا لولا تعدد ألوانه ...وهو أيضا يبعث على التفاؤل ويذكرنا بجمال صنع الخالق وكل عام وانتم بألف خير ..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد