هل نكتفي ذاتيا بالماء ؟

mainThumb

02-12-2008 12:00 AM

سؤال كبير يحتاج إلى وقفة تفكير وتأمل ممزوجة بتفاؤل وأمل مبني على معطيات واقعية محسوبة ومخطط لها، لقد عودنا المسؤولون في قطاع المياه عبر العقود الماضية على وعود كثير للتغلب على مشكلة شح المياه في الأردن وقد كتب لبعضها النجاح ولغالبيتها الفشل لأسباب تتعلق بسوء تخطيط تارة وأسباب خارجة عن الإرادة من جانب آخر .

لقد كان لمعدل النمو السكاني غير الطبيعي ممثلا بالهجرات المتتالية للأردن الأثر الكبير في تخبط وتعثر عمليات الإعداد والتخطيط لإستراتيجية مائية قابلة للحياة، لقد اصطدمت غالبية خططنا ومشاريعنا المائية في الأردن بمشاكل ومعيقات جمة أهما الهجرات السكانية بدءا من نكبة 67 وانتهاء بحروب الخليج و العراق و لبنان .

لقد عمد أصحاب القرار في قطاع المياه على سد النقص في المياه على حساب أمننا المائي بحد ذاته كزيادة الضخ من الآبار الجوفية وتفريغ السدود دون مستوى الحد الآمن على أمل " الفرج" وها هو الوضع يزداد سوءا.

إن تقدم ونجاح خططنا التنموية في الأردن لن يتأتى إلا بتوافر المياه الكافية للشرب والصناعة والتجارة والزراعة وهذا يعني أن مشاريعنا التنموية الكبرى لن ترى النور وستبقى مرهونة بتوافر المياه.

ولكن المتفحص لواقع الحال يجد أن خياراتنا محدودة لسد العجز والذي قد يصل إلى 500 مليون متر مكعب من الماء وليس لنا إلا أن نفكر بالاستعانة بدول الجوار العربي والتركي للشراء أو المقايضة إذا ما كان لدينا من الموارد ما نقايض به ولكن كيف والى متى؟ إن بناء خططنا واستراتيجياتنا المائية اعتمادا على غيرنا لن يحل مشكلتنا على المدى البعيد إضافة إلى أننا سنبقى تحت رحمة التغيرات والتجاذبات السياسية بين دول المنطقة وبالتالي فإنني اعتقد أن جلالة القائد لم ولن يقبل أن نبقى تحت تهديد ورحمة الآخرين ، هذا ما نتحسسه من خلال إشرافه المباشر على هذا القطاع الحيوي الهام إدراكا من جلالته بأن لا تنمية بدون طاقة وماء .

أن خططا وفكرا جديدا بدأ يلوح في الأفق لأن الأمر وصل مرحلة الخطر فإذا كنا ثالث أفقر دولة في العالم فإننا وبعون الله وحكمة قيادتنا وهمة أبنائنا لن نسمح بان نصبح ثاني أفقر دولة مائيا في العالم... إننا نتباهى في الأردن بان لدينا من الخبراء في مجال المياه ما يكفي لبناء استراتيجيات مسؤولة وطموحة قابلة للتحقيق وعلية فان تعاضد الأفكار والخبرات والهمم بين خبرائنا في قطاع المياه والطاقة هو السبيل لتحقيق ما نصبو إليه لا سيما وان هذا القطاع أصبح تحت رعاية وإشراف ملكي مباشر كما أسلفت.

لقد أطلق جلالته فكرة و مشروع الطاقة النووية والتي ستوفر لنا أكثر من 400 مليون متر مكعب من الماء في المستقبل القريب إضافة إلى ما ستوفره من طاقة كهربائية تستخدم في كافة المجالات ، كما أن مشروع ناقل البحرين(الأحمر-الميت) والذي سيوفر لنا أكثر من 500 مليون متر مكعب من الماء الصالح للشرب والصناعة والزراعة من خلال عمليات تحليه واعده ، وبحسبة بسيطة - لن أركز بها على الأرقام - فان فائضا مائيا سيتحقق خلال اقل من عقد أو عقد ونصف من الآن إذا ما كتب لهذه المشاريع النجاح وإنني على يقين بأن هذه المشاريع ستنجح بعون الله ورعاية القائد.

لقد دلت كل المؤشرات عبر عقود مضت بأن اكتفائنا الذاتي بالماء هو السبيل الوحيد لقوتنا وعزتنا فقد جعل الله من الماء كل شيء حي وبالتالي فأن تحقيق مثل هذه المشاريع سيغير وجه الأردن التنموي وحتى الحضاري حيث سيكون لتوافر المياه الأثر الايجابي على كل مناحي الحياة وستتحرك عجلة الإنتاج والتنمية وبكافة المجالات متوجة بابتسامة كل أردني في ربوع هذا الوطن لا سيما وقد عشنا وترعرعنا في حياة ملئها شح في كميات المياه باستعمالاتها المختلفة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد