أميرة و قراصنة

mainThumb

03-12-2008 12:00 AM

هذا العنوان لا يتعلق بقصة من قصص القراصنة كما في كتابات القرن الرابع عشر أو قصص لسندباد هذه حكاية عصرية جدا من أيامنا هذه.. إنها علاقة غريبة بين القراصنة الصوماليين وسيدة أمريكية .

لقد نسينا أن الصومال كان في يوم من الأيام عضوا في الجامعة العربية وقد لا يبقى في ذاكرتنا سوى اسم احد أشهى وأشهر أنواع الموز وتركنا الصومال لمصيره رغم أهمية موقعه الاستراتيجي وبشكل أساسي لمصر والسعودية واليمن .

بدأت الحكاية بعد اتفاقات كامب ديفد وتحييد مصر وانحسار تأثيرها السياسي والمعنوي وفقدها لهيبتها ودورها أيام الحقبة الناصرية لينشغل الصوماليون بحربهم القبلية ودخول الفكر الجهادي ليضيف إلى قائمة مسببات استمرار الصراع بين أبناء الوطن الواحد عنصرا جديدا .

وأمام هذا الإهمال العالمي لشعب يفتك به الجوع والمرض والجهل والحرب واستفحال نزعة الجشع الدموية لأمراء الحرب وتجار السلاح ... وبطريقة عفوية كعفوية تصرف اليائس من التفات العالم لمصيره وبدون تخطيط مسبق كما يبدوا لأول وهلة بدأنا نسمع عن الصومال والقراصنة ولم تكن القرصنة لتشد انتباهنا لولا تلك الباخرة الأوكرانية للشحن العسكري( فايينا) ومن ثم سفينة تركية وآخرها وأخطرها على البيئة السفينة السعودية (سيريوس ستار ) .

حتى هذه اللحظة سيبدو للقارئ أن لا جديد في الموضوع لكن المفاجئة أن بعض الوسائل الإعلامية ذكرت أن هناك سيدة أمريكية من فرجينيا تدير شركة لبيع وتصميم السترات الواقية من الرصاص على اتصال بالقراصنة عبر الاقمار الصناعية وتقوم بالتوسط بين القراصنة ومالكي السفن وتشرف على المفاوضات ... كتب القراصنة بخط واضح وبحروف انجليزية كبيرة على احد جوانب الناقلة السعودية كلمة(أميرة) للدلالة على هذه السيدة الاميركية ؟!!!! هذه السيدة كما تقول بعض المصادر الصحفية الأمريكية كانت على صلة بالقوات الأمريكية التي قامت بعمليات عسكرية في الصومال عام 2006 وتسعى هذه السيدة لتشكيل نواة قوة مكونة من 500 صومالي لمحاربة القراصنة وتسعى لدى مختلف الدوائر المعنية في العالم وفي أمريكا بشكل خاص لجمع التبرعات اللازمة لمشروعها هذا ..

لكن الخطورة تكمن في دعوة هذه السيدة شركات الشحن للاستعانة بقوات مرتزقة مثل البلاك ووتر لكبح جماح القراصنة بدلا من الاعتماد على حكومة فاشلة في الصومال .. حين نفشل في تامين أمننا الوطني والقومي وحين نفشل في تثبيت قواعد السلم الاجتماعي والعدل وحين يتحول التجار إلى زعماء عصابات يغلفوا نشاطاتهم بدين أو نزعة قومية أو فئوية أو جهوية أو عرقية أو قبلية علينا أن نتوقع سيل من الأميرات وشركات المرتزقة من كافة الأجناس والأعراق ليمارسوا علينا فوق جنوننا جنونهم وشذوذنا شذوذهم .... فهلا تمسكنا بسلمنا الاجتماعي وقادتنا وحبنا المتبادل لبعض وتنافسنا المشرف بالعطاء والبناء ؟؟؟

أتمنى أن يفيق إخوتنا في فلسطين والعراق ولبنان والجزائر والكويت وباقي بلاد العرب.حتى نبقى أصحاب مشروع وطني وحدوي تحرري ولا نكون أدوات في مشاريع غيرنا أمثال هذه الأميرة أو غيرها من الذين يغريهم ملء الفراغ الذي نحدثه بجهلنا...........!!!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد