الروبوتات وذكريات الجدات

mainThumb

05-12-2008 12:00 AM

نشرت الصحف قبل أيام خبرا بأنه قد تحل الروبوتات (الانسان الآلى) مكان الطهاة فى المطابخ مستقبلا بحيث تقدم الوجبات المختلفة للانسان.

لنعد أعزائى القراء بالذاكرة الى تلك الايام الخوالى أيام كانت الجدات رحمهن الله كيف كن يقمن بجميع أعمال المنزل ومساعدة الأجداد فى جميع أعمال الزراعة فى الحقول وفى جميع أوقات السنة وقد كن يذهبن الى الجبال يجلبن الحطب على ظهورهن ولايبالين من تقلبات الدهر.

وما أشهى وألذ من رغيف الخبز من عمل أيديهن بحيث تكاد تشم رائحة الخبز من مسافة بعيدة . وما أطيب تلك الخضروات التى كن يزرعنهن فى الحقل حيث كانت تسقى بماء المطر العذب المنهمر من السماء مباشرة. وفى أوقات الصيف كن يقمن بتخزين تلك الخضروات وتتم عملية التخزين بواسطة التجفيف حيث لم تكن لديهن مبردات.

واذا اشتد الحر كن يملأن الجرار من ماء الآبار النقية الصافية التى لاتخالطها الشوائب.

وفى آخر النهار كن يلجأن الى اعداد الطعام من مالذ وطاب من انتاج منزلى بينما كان الاجداد يتسامرون على ضوء القمر وعلى قناديل الزيت لايأبهون بمشكلات الحياة المختلفة.

لكن ومع تغير الحال أصبح الانسان لا يستمتع برغيف الخبز ولا يستمتع بالمأكولات التى خالطتها المواد الكيماوية بالرغم من توفر مختلف أصناف الطعام على الموائد.

لنقارن أعزائى القراء بين الجيلين جيل الحاضر وجيل الأجداد والجدات لوجدنا ان هذا الزمن قد تغير كثيرا وهذا التغير هو من نتائج العولمة.

هذا العصرالذى يتميز بالسرعة فى مختلف شؤون الحياة حيث أصبح الانسان لا يستمتع بشىء والسبب يعود الى كثرة متطلبات الحياة بحيث يحسب الانسان ليومه وغده ويحمل على عاتقه الهموم ليلا ونهارا لايستقر له قرار.

أهكذا تحولت حياتنا الى الالات حتى أصبحنا لا نستطيع أن نسير بضعة أمتار الا بواسطة السيارة حتى داهمتنا الأمراض المختلفة وأصبح الترهل فى أجسامنا. وأصبحنا نعتمد فى طعامنا فى أغلب الأحيان على الجاهز من المعلبات التى تحوى الكثير من المواد الحافظة .

أهكذا تحولت حياتنا وبسرعه عجيبة الى روتين قاتل وممل نجلس ساعات وساعات أمام شاشات التلفاز وشاشات الكمبيوتر وفى أوقات فراغنا نحلم بأن نمتلك الكثير الكثير من الأدوات التكنولوجية بحيث نتابع كل ما يستجد فى عالم التكنولوجيا والمعلومات. أصبحنا نسير بلا هدف ونسير الى المجهول. ماذا بعد؟و الى أين المسير؟ أصبحت الاتكالية تسرى فى عروقنا اذا اردنا شيئا من شخص معين يبعد امتارا لا نذهب اليه بأرجلنا صرنا نتكلم معه بواسطة الأنترنت أو الجهاز الخلوى.

أهكذا تحولنا وبسرعة عجيبة الى الالات تسيرنا ونحن واقفون فى أماكننا.حيث الاعتماد الكلى عليها. أهكذا تحولت زغردات الجدات فى الأعراس الى ألوان باهتة من خلال الأورغ وتحول صوت الناى الى أبواق غربية لا تشنف الأسماع.. استفهامات وأسئلة كثيرة تطرح فى هذا المجال وتحتاج الى اجابات وحلول. أخى الانسان: ان للتكنولوجيا الحديثة ايجابيات وسلبيات. علينا الأخذ بايجابياتها ونتجاوز سلبياتها بحيث لا نفقد الاصالة . وفق الله الجميع للأستخدام الأمثل للتكنولوجيا الحديثة بما يعود بالخير على البلاد والعباد انه سميع مجيب الدعاء.
 gasimabdalla@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد