فلسفة صدام في موقف الإعدام

mainThumb

06-12-2008 12:00 AM

يقول أحد الفلاسفة (يختار الله الأشياء التي تحدث لنا، لكننا نحن نختار كيف يتم التعامل مع هذه الأشياء) كثيرون يظنون أنها الفلسفة لا تتفق والدين ولكن على الرغم من هذا الاعتقاد إلا أننا لا نستطيع إنكار أن الفلسفة هي أسلوب من أساليب التمعن بعظمة الخالق، والعبارة السابقة لواضعها تحمل في معناها حقيقة الخيار الذي يعيشه الإنسان، وهي مقولة تنافي كل من يتحججون بالمصير المحتوم لتبرير أفعالهم.

قد تتساءل ما علاقة الفلسفة والخيار والمصير بصدام أو بأي إنسان : إننا في كثير من الأحيان نقع في ظروف تفرض علينا ونستسلم لحال واقعها، ونتحجج أنه مصيرنا وأننا لا نستطيع أن نقف في وجه الأقدار، وهذه اللغة هي لغة انهزامية وتفتقر لبعد إيماني وإنساني حقيقي، ولكن في قصة صدام لم يكن حاله حال الراضخ للأمر الواقع، وهذا الحال ليس معاندة في الأقدار بقدر ما هو إيمان بحقيقة أننا نملك في حياتنا الخيار حتى أخر لحظة فيها.

هكذا كان حال الرئيس العراقي في لحظات حياته الأخيرة، فربما كان المصير المتمثل بالإعدام محتوماً بالنسبة لشخص الرئيس العراقي في ظل وقوعه بين أيدي ألد أعداه، هؤلاء الأعداء الذين يريدون التلذذ والتفنن بأخر لحظات حياته، إلا أن صدام ضمن حقيقة إيمانه بالكلمات الفلسفية السابقة كان مدركاً أنه هو في النهاية من سيختار هيئة نهايته لا من كان مقيداً بقيودهم ومحاطاً برغباتهم بإذلاله، وفي ظل انشغال وقصور فكر من كانوا يظنون أنهم يتجاوزون طبيعة الاختيار والمصير الذي أعطاه الله للجميع نظراً لقلة إيمانهم بقدرة الله على قلب موازين المواقف حيث استطاع صدام ضمن لحظات أكثر إيمانية من غيرها ومن غيره بحقيقة الخيار الذي منحه الله للجميع أن ينفذ هيئة ما صور أنها نهايته في نظر أعدائه ليجعل منها طريقاً للخلود في فكر الجميع وفي منطق حقيقة واقع الشهداء.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد