لا تنزع فرحة العيد من القلوب يا سيستاني

mainThumb

05-12-2008 12:00 AM

تلقى العالم الإسلامي ببالغ الأسى والحزن التصريحات الصادرة عن مكتب المرجع الشيعي علي السيستاني بان يوم الثلاثاء هو أول أيام عيد الأضحى المبارك ، وان يوم الاثنين هو وقفة عرفة ولا ندري على ماذا استند السيستاني في إصداره لهذه الفتوى ، فهو قابع في منزله في النجف لا يدري عن هذه الدنيا وأحوالها إلى ما يسمح بتمريره إليه من قبل حاشيته ، لكن يبدو إن الشيعة مصرين على نزع فرحة عيد الأضحى المبارك من قلوب المسلمين في كل مرة ، ففي 2006 وقع رئيس وزراء العراق جواد المالكي على صك إعدام الشهيد صدام حسين رحمه الله متسببا بتحويل العيد لدى ملايين المسلمين إلى مأساة دخلت بيوتهم وما زالت حسرة في قلوبهم ، وفي هذا العيد يأبى مرجعهم الأعلى إلا أن ينزع الفرحة بيديه غير مبال بما ينتج عن فتواه اللامسؤولة من فرقة للمسلمين وتشتيت لكلمتهم ووحدتهم ، وقد نلتمس له العذر إذا كانت الفتوى بشأن عيد الفطر ، لاختلاف مطالع الهلال كما قال علماء الفقه والفلك ، لكن ان تكون الفتوى بخصوص عيد الأضحى فهذا الغريب حيث انه لم يحدث في تاريخ المسلمين القديم أو الحديث ان جاءت فرقة او طائفة بما جاء به السيستاني حتى الباطنيين والحشاشين بالرغم مما أحدثوا في الأمة من ويلات إلا أنهم لم يجعلوا العيد عيدين ، و مؤسس الدولة الصفوية إسماعيل ألصفوي والتي ينتمي إليه السيستاني لم يجرؤ على ذلك .

ولنستعرض نبذه عن حياة السيستاني لتتضح حقيقة هذا الرجل ، ولد آية الله علي السيستاني في ربيع الأول من عام 1930 في مدينة مشهد شرقي إيران، وتلقى تعليمه الأولي فيها، انتقل إلى الحوزة العلمية في قم حيث تتلمذ على يد المرجع السيّد حسين البروجردي وغيره من العلماء والمراجع الشيعة.

ثم غادر قم متجهاً إلى النجف بالعراق في عام 1951، حيث أكمل دراسته الدينية تحت إشراف الإمام الحكيم وآية الله الشيخ حسين الحلي والإمام الخوئي وفي عام 1992 عندما توفي المرجع السيد الخوئي نودي بالسيستاني مرجعا ، كانت أسرته (وهي من الأسر العلوية الحسينية) تسكن في أصفهان علي عهد السلاطين الصفويين وقد عين جده الاعلي (السيد محمد) في منصب شيخ الإسلام في سيستان في زمن السلطان حسين الصفوي . إذن الرجل ليس عربيا بل إيرانيا فارسيا ، ولد في إيران وتتلمذ على يد علماء الشيعة الصفويين في إيران ، وهو من عائلة صفوية تعتز بقوميتها الفارسية وتعمل على علو ها على غيرها من القوميات حتى على القومية العربية ، فكيف يصبح مرجعا اعلى لشيعة العراق أليس في العراق مراجع شيعية عربية من أمثال آية الله فاضل المالكي الذي أفتي بأنه لا يجوز لمرجع غير عراقي الأصل أن يتدخل في الشأن السياسي العراقي سواء كان في قم أو في النجف، ووجوده في النجف لا يعني أنه عراقي".

ويقصد بذلك السيستاني ، أم إن المراجع الشيعية العربية الرافضة للتدخل الإيراني في العراق قد غيبوا عن الساحة وأقصوا لصالح المراجع الصفوية القادمة من قم ومشهد وكاشان ، أين أبناء العراق الشرفاء عن هذه الحقيقة المرة ، إن حصول السيستاني على الجنسية العراقية لا يعني انه حريص على العراق فلو كان كذلك لعمل جاهدا على توحيد صف أبنائه لا تمزيقهم ، حيث نجد هذا البيت وقد لبس حلت العيد وجاره مازال ينتظر العيد في اليوم التالي بسبب هذه الفتوى الغريبة والشاذة ، ولن أطيل في الكلام عن ولاء هذا الشخص وإخلاصه للعراق فكلنا يعرف مدى الحقد ألصفوي على العراق وأهله وخاصة بعد هزيمة إيران في حرب الخليج الأولى ، والشعور بالذل الذي أذاقهم إياه القائد الشهيد صدام حسين رحمه الله ، وسأنتقل إلى محور أخر وهو مدى تأثير فتاوى السيستاني الغريبة الصادرة بين فترة وأخرى على علاقة العراق مع الدول الأخرى ، وسآخذ العلاقة الأردنية العراقية مثالا على ذلك فقد ساءت هذه العلاقات في عدة مراحل وكادت أن تنقطع بسبب هذه الفتاوى ، ففي عام 2005م اصدر السيستاني فتوى بوجوب مقاطعة الحكومة العراقية للأردن ونص الفتوى كما يقول السيستاني (إننا نعتبر تلك الدول [السعودية والأردن وسوريا ] من أولى الدول التي يجب أن تُقاطع اقتصاديًا فلا يعقد بينهم وبيننا تجارة أو عقد اتفاق ) ، وهذا أدى إلى أن تلغي الحكومة العراقية صفقة استيراد سمن نباتي من الأردن بقيمة سبعة ملايين دولار استجابة لفتوى السيستاني ،يبدو أن السيستاني أعطي أكثر مما يستحق من الاهتمام ، فالهالة التي أحاط نفسه بها وتكبره عن الخروج للناس ومخاطبتهم أو حتى الصلاة بهم جعله يظن نفسه انه الإمام الثاني عشر لدى الشيعة ، وان تحديد موعد الفرائض التي شرعها الله بيده ، وانه بلغ درجة القدسية لدى الشيعة ، وهذا ما يسعى له أعداء الإسلام في إنشاء مرجعيات إسلامية متعددة لتفريق كلمة الأمة وشق صفها ، وتحويل ولاء المسلمين إلى الأشخاص وليس إلى العقيدة ، أدعو مرجع الشيعة السيستاني إلى تقوى الله في العباد ، وخاصة العوام منهم ، والذي صور لهم انه خليفة الرسول الأعظم في الأرض ، فلا يكون سببا لضلالهم وفرقتهم فهو محاسب أمام الله عن نفسه وعمن اتبع فتواه ، فلا يزين له الشيطان سوء عمله فيهلك ويهلك العباد والبلاد ، ونحن كمسلمين نقول للسيستاني كفى الى هذا الحد يا سيستاني فقد آذيت الأمة بفتواك ، لقد شققت صفها حتى في العبادة ، ونزعت فرحتها التي أرادها لها رب السموات والأرض حفظ الله أمة الإسلام من كل من أراد بها الفرقة ، من أتباع ابن سبأ وابن ملجم ، وأعاد إليها عمر من جديد .

fd25_25@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد