السعوديون في أنابوليس

mainThumb

25-11-2007 12:00 AM

سألني مسؤول، غير سعودي، قبل أيام أثناء مكالمة هاتفية: «هل تعتقد أن السعوديين فعلا لن يشاركوا في مؤتمر أنابوليس؟ يا أخي أبو مازن كان محقا عندما قال إن أنابوليس ليس تطبيعا.. فما هي القصة». إجابتي كانت انني لا أتحدث باسم السعوديين، لكن بمقدوري أن أحلل. فكان رده بالايجاب. تحليلي كان انه، عطفا على ما نشر في الصحافة الأميركية، وتحديدا «الواشنطن بوست»، عن شروط سعودية، والمعلومات القادمة من واشنطن مؤكدة تلك الشروط السعودية .. فمن الواضح أن السعوديين يلعبون ورقة الحضور بدرجة عالية من الحرفية، وعلى طريقة مباريات كرة السلة يستخدمون دبلوماسية الجزء من الثانية، في آخر أشواط المباراة، إذا جاز التعبير.

فعلى الرغم من اقتراب موعد التئام المؤتمر، إلا أن السعوديين تركوا الباب مفتوحا للتكهنات حول حضورهم من عدمه. وبالتالي كنت دائما أرجح احتمال حضورهم المؤتمر إذا تحققت بعض الأمور. وكلام أبو مازن صحيح، فأنابوليس ليس تطبيعا، والجلوس على طاولة أنابوليس أسهل من الجلوس على طاولة مؤتمر مدريد في التسعينات.
كذلك لا بد من حضور سعودي، فالسعوديون أصحاب «مبادرة السلام»، ولا يجوز أن يكسب الاسرائيليون المباراة بسبب الغياب السعودي أو العربي، خصوصا إن كان الهدف من المؤتمر هو تسجيل نقاط، ويكفي تذكر مفاوضات واي ريفر، وما قيل، ويقال عنها.

موافقة السعودية على الحضور، ممثلة بوزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، كشفت أن السعوديين لم يهرولوا، بل تأنوا كثيرا، وحصلوا على ما يريدونه قبل المشاركة.

وكان ما أراده السعوديون، وهو أن المرجعية التي تستند إليها الدعوات والمفاوضات في أنابوليس باتت متضمنة لمبادرة السلام العربية، وبالتالي تتضمن شمولية عملية السلام، وليس اقتصارها على مسار واحد، وهذا ما ضمن حق الحضور السوري، بعد ادراج ملف الجولان، والملف اللبناني في أنابوليس.

أيضا أراد السعوديون من الأميركان تفهما لأهمية أن يكون هدف المسار الفلسطيني هو اقامة الدولة الفلسطينية، ووجود اطار زمني محدد للمفاوضات. وكذلك كانت المطالب السعودية تلح على اجراءات إسرائيلية تتضمن وقف الاستيطان.

وقرأنا قبل أيام في «الواشنطن بوست» تصريحات عن ضغوط سعودية، وعن تحرك إسرائيلي للتجاوب مع بعض تلك المطالب، ومن المهم القول هنا إن الموقف السعودي كان مهما وضروريا، مثلما أن حضور الرياض ذو أهمية، فالملك السعودي هو صاحب المبادرة التي تحولت إلى «المبادرة العربية للسلام»، ومن هنا كان هناك حرص سعودي على تدعيم الموقف العربي، وعدم شق الصف.. حضور من أجل العمل الحقيقي لا التطبيع، أو كما قال الأمير سعود الفيصل «لن نذهب إلى هناك لنصافح أحدا أو نبرز عواطف لا نشعر بها».

ومن المهم القول هنا، لجميع الأطراف، إن خطورة أنابوليس تكمن في رفع سقف التوقعات، وعدم التحسب لما سيأتي بعد المؤتمر، خصوصا إذا لم يتوصل المؤتمر إلى نتائج ملموسة، وهذا ما نخشاه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد