يد العرب بيد العراقيين

mainThumb

13-01-2008 12:00 AM

أطلقت الجامعة العربية يوم الجمعة الماضي حملة "يد العرب بيد العراقيين" المخصصة لإعانة النازحين والمهجرين العراقيين في دول الشتات. الحملة التي جاءت بمبادرة من الفنان العراقي نصير شمة وبدعم من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة والتي ستستمر ثلاثة أشهر تهدف إلى جمع 131 مليون دولار تخصص لسد بعض النفقات التعليمية والصحية للنازحين العراقيين خارج بلادهم. وسوف يشارك في الحملة فنانون واعلاميون عرب وفضائيات وصحف ومؤسسات مختلفة.

"يد العرب بيد العراقيين" شعار يحمل من التمني أكثر مما يحمل من الواقع. فمنذ أن فرض الحصار الاقتصادي على العراق في مطلع تسعينات القرن الماضي والعرب شبه غائبين عن المعاناة العراقية. وازدادت الجفوة اتساعاً بين العراقيين واخوانهم العرب أثناء الحرب الأمريكية على العراق وما تبعها من احتلال مباشر لأرض الرافدين.

ولعلي لا أبالغ إذا قلت أن أبناء الجيل الجديد من العراقيين فتحوا عيونهم على واقع عربي اصطف فيه اخوانهم العرب مع أعدائهم الاجانب وعاونوهم في العدوان على أراضيهم وتقتيلهم لابنائهم ومحاصرتهم والتضييق عليهم بل ونبذهم واستبعادهم واغلاق الأبواب دونهم كما لو كانوا مجذومين يخشى منهم على سلامة بقية الجسم العربي.

وباستثناء دول عربية مثل الأردن الذي تحمل جزءاً من المقاطعة التي فرضت على العراقيين بسبب تعاطفه مع قضيتهم, وسوريا التي استحقت لعنة أمريكا لأنها فتحت أبوابها بوجه العراقيين وليبيا واليمن والامارات المدفوعة بالشهامة العربية الأصيلة, فإن الجيل الجديد من العراقيين لا يكاد يتذكر لبقية العرب مأثرة ولا دعما.

"يد العرب بيد العراقيين" حملة أتمنى لها كل النجاح ليس لأنها تهدف إلى أن تجمع في ثلاثة أشهر مبلغاً يعدل دخل يومين من صادرات العراق النفطية المنهوبة, وليس لأنها معالجة مبتسرة من الجامعة العربية للتعامل مع قضية خطيرة تتطلب حلولاً قانونية واقتصادية وسياسية هي قضية النازحين العراقيين, إنما لأنها قد تصحح في نظر الجيل الجديد من العراقيين صورة العرب وتعيد مد جسور الأخوة والتضامن بين أشقاء باعدت بينهم صروف الحكم والسياسة.

وتحية للفنان نصير شمة الذي علمنا ما يستطيع الفرد أن يحققه إذا توفر لديه الاخلاص والوطنية. ولو كانت يد العرب بيد العراقيين حقاً لضاق الأفق بأصوات أكثر من ربع مليار نصير شمة يهتفون "وا عراقاه" وذلك أضعف الإيمان.0

* العراق



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد