لنعترف بحماس

mainThumb

14-12-2007 12:00 AM

بعد قمة انابوليس بقيت المشكلة الفورية غير محلولة: تواصل نار الصواريخ من غزة نحو بلدات اسرائيلية ، وحتى الاكثر تفاؤلا يعترفون بان تحقيق اتفاق دائم ، ناهيك عن تطبيقه ، سيستغرق وقتا طويلا ، إذن ما العمل في هذه الاثناء بالنسبة لغزة؟ ، قبل قرابة سنتين ، عندما فازت حماس في الانتخابات في القطاع ، قررت حكومة اسرائيل عدم الاعتراف بالواقع ومقاطعة حماس حتى تطلق ثلاثة تصريحات: الاعتراف باسرائيل ، سريان مفعول الاتفاقات الموقعة بين اسرائيل والفلسطينيين والتخلي عن الارهاب.

وبالتوازي شددت اسرائيل (وكذا الولايات المتحدة) على أن هناك "فلسطينيين طيبين" ، يجب مساعدتهم وتعزيزهم ، وهناك حماس ، محظور الاعتراف بها ويجب معارضة كل ما تفعله ، وهذا الموقف اتضح اكثر فأكثر عندما سيطرت حماس على القطاع ، وتبنت اسرائيل موقف ابو مازن بان الحكم في غزة غير شرعي ، ولهذا من الصحيح العمل على اسقاطه - وبغض النظر عما يفعله.

لهذه السياسة توجد أربع نتائج:

الاولى: اسرائيل تعد كمتدخلة في شأن فلسطيني داخلي ، وكالمعتاد النتيجة معاكسة لما هو مرغوب فيه.

الثانية: عدم الاعتراف بالواقع ، في أنه في غزة يوجد حكم حماس ، ينزع الميزة في أنه أخيرا يوجد في غزة حكم يتحكم بما يحصل ولا يتحلل من المسؤولية في نفس الوقت.

الثالثة: ليس لحماس ما تخسره ، ولهذا فلا احتمال في أن ترغب في وقف النار نحو اسرائيل.

النتيجة الرابعة هي أن اسرائيل تواصل اخذ المسؤولية عن رفاه سكان غزة ، في ظل التجاهل بان لديهم هناك حكم ، وهو الذي يجب (بل ويرغب في) أن يكون مسؤولا ، ولذلك على اسرائيل أن تعترف بان في غزة يوجد ، بحكم الامر الواقع ، حكم ليس خاضعا للسلطة الفلسطينية ، وهذا الحكم يتحمل المسؤولية عن كل ما يجري في غزة ، بما في ذلك النار نحو اسرائيل ، ولا يغير في الامر من شيء من هي المنظمة التي تقف خلف الصاروخ.

اسرائيل وهذا الكيان المعادي يمكنهما ان يتوصلا الى ترتيب العلاقات بينهما ، وسيتضمن الترتيب وقفا متبادلا للاعمال العدائية ، الرقابة على محور فيلادلفيا وتبادل السجناء ، وطالما احترمت هذه التفاهمات ، ترفع اسرائيل الحصار الاقتصادي عن القطاع.

ان قطاع غزة هو بحكم الامر الواقع دولة أكثر من أي شيء آخر: فهي ليست منطقة محتلة ، ليست منطقة برعاية دولية وليست جزءا من دولة اخرى ، ومن المجدي استغلال هذا الواقع. ان تهديد اسرائيل بوقف توريدات حيوية الى غزة ليس مبررا ، اذا عرض كضغط على "سكان ابرياء" ، ولكنه بالتأكيد مبرر عندما يوجه تجاه كيان سياسي ، يتحمل المسؤولية ويمكنه أن يوقف الضغط ، فقط اذا ما وافق على وقف العدوان. الضغط ليس عقابا على ما فعلوه ، بل عقوبة كي يوقفوه.

واستمرار السياسة الحالية سيؤدي آجلا أم عاجلا الى عملية عسكرية واسعة لاحتلال غزة ، ومن الافضل خلق ردع ناجع على عملية كهذه ، والردع الناجع يمكن تحقيقه فقط اذا كان هناك طرف آخر يتحمل المسؤولية ، ولديه ما يخسره.

وماذا بالنسبة لشرعية حكم حماس في غزة؟ هذا موضوع فلسطيني داخلي ، ولا يجب ان نتدخل.

- رئيس مجلس الامن القومي الاسبق



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد