تحد كبير في توقيت غير مريح

mainThumb

13-05-2008 12:00 AM

ما حصل في بيروت يجب أن يقلق إسرائيل في المدى البعيد ، رغم أنه لا يفترض أن يؤثر على الوضع الأمني لإسرائيل بشكل فوري ، وأنه على ما يبدو فإن حزب الله يركزعلى تعزيز مكانته في الساحة اللبنانية الداخلية ، وأنه لا يسعى إلى المواجهة الفورية والمباشرة مع إسرائيل.

على المدى البعيد فإن ما حصل يجب أن يقلق قادة إسرائيل ، ومن الممكن أن يعقد الوضع على الجبهة الشمالية ، كما من الممكن أن يبدد أحد الانجازات المعدودة التي تفاخر بها حكومة أولمرت في أعقاب الحرب الثانية على لبنان ، بشأن إبعاد حزب الله من جنوب لبنان ، جزئيا ، في إطار القرار ,1701

في نهاية الأسبوع رفعت حالة التأهب بشكل محدود في عدد من أجهزة الجيش الإسرائيلي ، بينها الاستخبارات وقيادة الشمال العسكرية ، إلا أن المخابرات العسكرية (أمان) لا تتوقع حصول مواجهات مع حزب الله في الوقت الحالي.

ان الأهم هو ملاحظة الاستخبارات العسكرية لمدى الثقة بالنفس التي يبديها حزب الله ، والذي يبدو أنه تمكن من تجاوز آثار الحرب التي اندلعت في العام ,2006

من الممكن أن يكون حزب الله يتجنب الآن المواجهة مع إسرائيل ، إلا أنه عدا عن ذلك فمن الممكن ملاحظة حصول تطور ملموس في المنظمة ، فقد تضاعف عدد الصواريخ الموجودة لديه منذ الحرب ثلاث مرات ، في حين لا تزال تتواصل عملية التهريب عبر الحدود السورية بدون توقف.

في المقابل ، فقد بدا رئيس الحكومة اللبنانية ، فؤاد السنيورة ، مرتبكا في المؤتمر الصحفي الذي عقده في بيروت ، أنه "للحظات كان يبدو كأنه يوشك أن ينفجر بالبكاء ، مثلما فعل أثناء الحرب في آب 2006".

ورغم أن السنيورة قد بدا قتاليا بوجه خاص في بداية كلمته ، وهاجم حزب الله ، إلا أنه رفع العلم الأبيض في النهاية ، وقال إن حكومته لم تنشر أبدا قرارا بتفكيك شبكة اتصالات حزب الله ، ووافق على قرار الجيش إبقاء رئيس أمن المطار في منصبه.

ان حزب الله قد سجل في الأزمة الحالية نصرا خفيفا وسريعا وذكيا ، وفي حين أن حكومة السنيورة باتت هامشية ، فإن حزب الله يعزز مكانته وقوته في لبنان.

إن المشكلة ليست لبنانية فقط ، فإسرائيل تواجه في الشمال والجنوب قوى مؤيدة لإيران ، وأن المواجهات العسكرية هي مسألة وقت ، وحتى الآن حاذر حزب الله من خرق القرار 1701 بشكل مكشوف وتجديد تواجده العسكري في الجنوب على الحدود مع إسرائيل ، ولكن إزاء ضعف الجيش وتردد قوات الطوارئ الدولية فمن الممكن أن يقوم بذلك في المستقبل ، وسيكون ذلك بالنسبة للقيادة الإسرائيلية المنشغلة بقضية التحقيق الجديد مع أولمرت ، والاستعداد على ما يبدو للانتخابات ، والتي تقف مترددة أمام هجمات الصواريخ والقذائف من غزة ، بمثابة تحد كبير في توقيت غير مريح./«هآرتس»/



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد