المجالس البلدية ومشكلة التهرّؤ الحضري
إعادة التطوير العمراني للأجزاء القديمة من مباني المدن مُشْكِلة هامّة تُواجه المجالس البلدية على المستوييْن المحلّي والعالمي ، وغالباً ما يلجأ المواطنون أو الوزارات والدوائر الحكومية المالكة لهذه المباني . (Deteriorated Areas) إلى إجراء عملية تجديد حضري للمناطق المُتهرّئة منها
وتهدف عملية التجديد هذه إلى إعادة أو رفع الكفاءة الوظيفية لمثل هذه المباني كاستجابة طبيعية لحركة التطوّر العمراني في المدينة ، وتحدث مُشكلة التهرّؤ الحضري لعدّة أسباب من أهمّها :
- العامل التاريخي : ويتمثّل بِقِد?Zم عُمْر الأبنية وإهمال صيانتها ممّا يُسارع من عملية إهترائها.
- العامل الطبيعي : ويتمثّل بالهزّات والزلازل وتعرّض المدن للتدمير الجُزئي أو الكُلّي .
- الحروب وويلاتها وتعرّض المدن للقصف المدفعي أو الجوّي : الأمر الذي يؤدّي إلى إخلاء السكان لمناطق القصف ، لتُصبح هذه المدن أو أجزاء منها خاوية على عروشها ، كما حدث ذلك في معظم المدن الأوروبية على أثر الحربيْن العالميتيْن ، وكما حدث في كابول والعديد من مدن العراق وسراييفو وتوزلا وغروزني ومدن قطاع غزّة.
وفي هذا المجال سيكون نقاشنا لقضيّة التهرّؤ الحضري الناجمة عن العامل التاريخي ، ذلك لأنّها مُشكلة عامّة تُواجهها إدارات المجالس البلدية التي لا حول لها ولا قوّة إلاّ التأسّف والتأفّف حينما تمنح تصاريح البناء – رغم إرادتها أحياناً- لأصحاب هذه المباني القديمة (الأثريّةالجميلة) بهدف إعادة إعمارها، وتحدث الطامّة الكُبرى لدى البعض حينما يرون الجرّافات تُطيح بمعالم الأبنية القديمة المليئة بالذّكريات العزيزة والغالية ، هذه الأبنية التي تُشكّل شواهد حيّة لعظمة الأجداد في الماضي .
ومن الجدير بالذّكر أنّ مُدننا الأردنية كغيرها من مُدن العالم الثالث ، تُعاني من مشكلتي البناء العشوائي والأسوأ : الهدم العشوائي الأهوج للأبنية القديمة ، ولذلك فإنّ من الصّعوبة بمكان تحديد المراحل التاريخية لكيفيّة توسّع هذه المدن ( المراحل المورفولوجية) رغم الإستعانة بكافّة الهياكل التنظيميّة الصّادرة لها ، فعلى سبيل المثال لا الحصر ومن تجربتي الشّخصيّة المُتواضعة فقد واجهتني مُعاناة كبيرة لا يعلمها إلاّ الله أثناء دراستي لمدينة إربد ( في مرحلة الدكتوراة) بهدف تحديد المراحل المورفولوجية لتوسّع المدينة المذكورة ، رغم التسهيلات الكافية التي قدّمها لي الكادر الفنّي في البلدية ، وبالمقابل فإنّ الباحث في مورفولوجية (شكل ومُخطّط ووظيفة ) المدن الأوروبية أو الغربية عموماً لا يحتاج إلى جزء بسيط من هذه المُعاناة لأنّ كل ما يتعلّق بالمدينة منذ تأسيسها موثّق بشكلٍ دقيق لدى مجلسها البلدي ، ففي هذه المدن تستطيع التعرّف على الفترات التاريخية التي بُنيت فيها مباني مُعظم هذه المدن من خلال ج?Zوْلةٍ بين مركز المدينة وأطرافها، بل تحرص إدارات هذه المدن بالمحافظة على كثيٍر من أحيائها القديمة كما هو الحال مثلاً في الحيّ اللاتيني من مدينة باريس ، ولا يخفى على أحد ما تُشكّله هذه الأحياء من موردٍ سياحي كبير لجمال قِد?Zمِها .
ومن الجدير بالذكر أنّ أكثر ما يلفت إنتباه الزّائر لمدينة ما هو الأجزاء القديمة منها ، وكم أشعر بالسرور والدّهشة حينما أشاهد المُدرّج الروماني في وسط مدينة عمّان وأنا أقف على جبل القلعة وأنظر باتّجاه جبل اللويبدة أو جبل الجوفة أو جبل القصور أو الأشرفية ، إنّه مزيج عقلي يبعث على الإثارة والإنشراح النفسي ( إختلاط القديم بالجديد بأشكالٍ وألوانٍ وأحجامٍ متفاوتة) ، كما ينتابني الشّعور نفسه حينما أقف على الشارع الرئيسي الّذي يفصل بين مدينتي جرش (القديمة والحديثة المعاصرة)، أنّها ثُنائية فريدة من نوعها ، والشعور نفسه يُراودني حينما أزور الكرك أو مادبا أو السلط .
أمّا في مدينة عجلون (أقدم سناجق الأردن ، البهيّة الزاهية التي عاصرتها وعرفتها جيّداً منذ خمسة عقود ) فالأمر يختلف في هذا الأمر بالنسبة لي ، فقد شاهدت فيها عمليات إغتيال رهيبة بحقّ المباني القديمة ، وفي مُقدّمتها مبنى السّرايا الذي كان يُشكّل مع المسجد الأيوبي والشجرة العملاقة( الكيناية) ثالوثاً مُتألّق الجمال ، وبنظرة واحدة لهذا الثالوث تُدرك عراقة وأصالة عجلون ، وتنبهر أكثر حينما تمزج ذلك بنظرة إلى قلعتها الفريدة الرابضة على قمّة جبل عوف ، ويزداد إنبهارك حينما كنت تنظر للمدينة( من جهتها الجنوبية ) لتُشاهد خليطاً معمارياً مثيراً حقّاً ممزوجاً من مساجدوكنائس ومساكن تقليدية قديمة .
وكم يتألّم المرء حينما يرى الجرّافات وهي تعبث بذكرياته ومشاعره وتُغيّرهويّة القرى والمدن الأردنية ، إنّ هذا وبكل صراحة : إغتيال جريء للتاريخ بل إقتلاعه من جذوره!!!! أما آن الأوان أن نُحافظ على تراثنا وتاريخنا وعراقتنا ووجودنا!!! كيف ولماذا يحدث ذلك ؟!!! إنّها قضيّة شائكة أطرافها مواطن يريد أن يهدم القديم ليسكن وليس عنده بديل لذلك ، وبلديّات مُفلسة لا تستطيع شراء مثل هذه التّحف من الأبنية ، و... و....، ما الحلّ !!! إنه سؤال مُوجّه إلى من يهمّه الأمر !!!!
استقرار أسعار الذهب في السوق العالمي
استقرار أسعار النفط قبيل محادثات تجارية بين أميركا والصين
رئيس الوزراء مهنئا الملك بعيد الجلوس الملكي: دمتَ ذخراً لهذا البلد الأصيل
قرار من ترامب بشأن مواطني 12 دولة يدخل حيز التنفيذ
عودة أولى قوافل الحجاج الأردنيين عبر المدورة
رئاسة الوزراء تهنئ الملك بعيد الجلوس الملكي
الأردن يواجه العراق الثلاثاء بتصفيات كأس العالم
الملك يصل الى موقع انعقاد المؤتمر الثالث للأمم المتحدة للمحيطات في نيس الفرنسية
الليمون والموز يتصدران قائمة الأغلى سعرًا في سوق عمان المركزي
الاحتلال يُصدر تحذيرًا عاجلًا لسكان شمال غزة ويدعوهم للإخلاء الفوري
الديوان الملكي يهنئ الملك عبدالله الثاني بعيد الجلوس الملكي
سوريا .. الجهات الأمنية تطلق سراح عشرات الموقوفين في اللاذقية
28 مصابًا بقصف إسرائيلي استهدف نقطة مساعدات وسط غزة
عُمان تطلب توضيحاً رسمياً بشأن ما حدث بتدريبات النشامى
كم يبلغ سعر كيلو الأضاحي البلدي والروماني في الأردن
في الأردن : اشترِ سيارة .. وخذ الثانية مجّانًا
التلفزيون الأردني يحذر المواطنين
إلغاء وظيفة الكنترول بشكل كامل في الأردن
أسماء ضباط الأمن العام المشمولين بالترفيع
قرار من وزارة العمل يتعلق بالعمالة السورية
الملكة رانيا: ما أشبه اليوم بالأمس
وفاة مستشارة رئيس مجلس النواب سناء العجارمة
خلعت زوجها لأنه يتجاهل هذا الأمر قبل النوم .. تفاصيل لا تُصدق
فيفا يمنح الأردن 10.5 مليون دولار بعد التأهل إلى كأس العالم 2026
كتلة هوائية حارة قادمة للمملكة من الجزيرة العربية .. تفاصيل
تنشيط السياحة توضح موقفها من حفل البتراء المثير للجدل