جمهوريّة فنزويلا العربية: المفهوم وغير المفهوم

mainThumb

14-01-2009 12:00 AM

أن تقوم?Z فنزويلا بطرد السفير الصهيوني من أراضيها أمرٌ مفهوم ويستحق الإحترام والإشادة لأن م?Zنْ يأوي مجرماً في بيته، يُعتبرُ شريكاً له في الجريمة، ولأن فنزويلا تُريد إغاظة أمريكا بالدرجة الأولى ولا مصلحة?Z استراتيجية لها مع "إسرائيل" ولا خطر?Z إستراتيجياً تُشكلّه "إسرائيل" عليها، ثم أن قرار طرد السفير الصهيوني يعدُ قراراً جماهيريّاً شعبويّاً سيزيدُ من قدرة النظام الفنزويلي على البقاء في وجه الإمتعاض الأمريكي منه، وحتى لا نبخس فنزويلا حقها فهي كأي نظام وشعب آدمي لا يمكنها الصمت إزاء المحرقة الصهيونية بحق أهلنا في فلسطين، فهل أصبحت فنزويلا "جمهوريّةً عربيّةً" أو أكثر?Z عروبةً من العرب أو فلسطينيّة من الفلسطينيين؟. لفنزويلا حساباتُها الخاصة ولنا حساباتُنا الخاصة ورغم تشابه أو اختلاف هذه الحسابات يبقى القرار الفنزويلي مفهوماً ويستحقُ الإحترام.

غيرُ المفهومِ هو استماتةُ الدول العربية في حماية السفارات الصهيونية فيها، والدفاع عنها في وجه تيار الغضب الشعبيّ العارم!، بل إن البعض لا يرغب بالتضحية بعلاقاته مع "إسرائيل" ويُطالب بالمستحيل عينه من خلال إشتراط الإجماع العربي على قطع العلاقات مع الصهاينة. لكن الفهم?Z يُصبحُ مستحيلاً عندما يُحمّل نفرٌ غير قليل من الفلسطينين أنفسهم المقاومة الفلسطينية مسؤولية الجرائم الصهيونية بحق شعبهم في غزة .

ربما نسيّ العرب أن الحرب على غزّة لن تكون إلا مقدمةً لفرضِ واقع إقليميّ جديد لن يربح?Z فيه إلا "إسرائيل" وسيخسرُ فيه جميعُ العرب على مستوى الأنظمة والشعوب. وسيكونُ غريباً ألا تدرك الدول العربية حجم الخطر المحدق بهم في حال استمر الإنقسام العربي واستمرت المزيدات والمساجلات والخلافات حول استراتيجية التعامل مع الخطر الصهيوني، قد تُحقق بعض "الدول" العربية مكاسب آنيّة بإبقاء "أواصر الودِّ" مع العدو الصهيوني، ولكن المؤكد أن بعثرة الجهود العربية وإسقاط خيار مقاومة المشروع الصهيونيّ الخطير سيقودُ حتماً إلى خسارة العرب جميعاً.

الموقف العربي المنقسم هو الذي شجّع "إسرائيل"على تماديّها وعدوانها، والإنقسام العربي كان من أسبابه المباشرة الإنقسام الفلسطيني الذي أضعف أو أسقط خيار المقاومة الوطنية الفلسطينية للإحتلال وعوّل بشكلٍ "غير راشد" على "عملية السلام" والتسوية. ولا بُدّ من إنهاء هذا الانقسام الفلسطيني بالعودة إلى الثوابت الوطنية وأبرزها احتفاظ الأخوة الفلسطينين بجميع خياراتهم السياسية والعسكرية في مواجهة الإحتلال الصهيوني ومشروعه البغيض.

مسؤولية إنهاء هذا الإنقسام تقع كُليّاً على عاتقِ الفلسطينين أنفسهم وجزئياً على أشقائهم العرب، أقولُ كليّاً على الفلسطينين لأنهم أصحاب الأرض ومنهم الشهداء والتضحيّات واللاجئون. أما المسؤولية الجزئية للعرب من غير الفلسطينين فلأنهم عربٌ مثلهم، ولأن "المشروع الصهيوني" مشروع توسعيّ بغيض سيبدأُ بفلسطين، ولن يتنهي فيها، بل سيمتدُ بعيداً في الأرض يُقطعُ أوصال الأمة ويعيثُ فيها فساداً وتنكيلاً.. هذا وعدُ الله وقدره: أن يُفسد?Z اليهودُ في الأرض وليس في فلسطين?Z وحدها.

المطلوبُ - فلسطينيّاً وعربيّاً- هو وحدةُ الموقف ورصّ الصفوف وتنحيةُ الخلافات في مواجهة الخطر الداهم، وعلى العرب جميعاً أن يدركوا أن المشروع الصهيونيّ التوسعيّ لن ينجحّ ، إذا فشل في فلسطين. على الأشقاء الفلسطينيين في الداخل والشتات أن يدركوا عظمة قضيّتهم وقداسة تضحياتهم، وعلى العرب جميعاً أن يدركو الخطر وأن يحشدوا لمواجهتة كل الوسائل.أما هذا الانقسام، وهذه الفتنة فلن تخدم أحداً إلا "إسرائيل" ولن تضرّ أحداً إلا العرب، والفلسطينيون أولّهُم مثلما هم الآن. فهل وصلت الرسالة؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد