أطفالك يا غزة .. !

mainThumb

18-01-2009 12:00 AM

ما زال العدوان البربري الهمجي على غزة الابية مستمرا وان توقف اطلاق النار، ونحن لا نحرك ساكنا سوى اطلاق الشعارات ولعل هذا اضعف الايمان ان كان بنا بقية من ايمان.

مازال اطفال غزة ونساؤها هم الوقود لهذه الهجمة الصهيونية التي قتلت براءة الطفولة على مذبحة غزة وراعنا تلك المشاهد لهؤلاء الصبية الذين يسقطون كل يوم مضرجين بدمائهم الزكية التي طهرت دنس العدو من كل بقعة وطئتها قدمه.

لعلنا لا نملك لهؤلاء اليافعين غير الحزن والدعاء بالانتقام ممن جعلوا منهم هدفا لتلك الصواريخ الهمجية.

فقد سحقت طفولة غزة طوال سنيين وما بقي منها شيء فلم تعد هناك مفردات نطلقها عليهم هل نسميهم اطفالا او فتية ام صبيان؟؟

وربما نستطيع ان نقول عنهم شبابا يافعين فهم في عمر الزهور ولم تتفتح اعينهم رغم ذلك الا على مشاهد القتل. ولكن نسميهم رجالا فهم من واجه ويواجه الموت بشجاعة الاسود في زمن افتقدنا فيه معنى الشهامة وقيم الرجولة.

سكت الجميع عما يحدث لهولاء الصبية وهم يتعرضون لمذبحة العدو يقتلهم دون رحمة او نظرة شفقة لهذه الطفولة التي فقدت براءتها على مذبح السياسات الخاطئة وتقاطع المصالح الاقليمية والدولية نعم كلنا نلتف حول المقاومة بشتى فصائلها لدحر هذا العدوان الغاشم ونطالبها بالصمود ما امكن لكن ان يرفق هؤلاء الصامدون باطفالنا وان يتحاشوا المناطق المأهولة بهم حتى لا نجعل منهم هدفا لحقد العدو الذي فقد كل معاني الانسانية.

لا نريد ان نصل الى انتهاء العدوان الغاشم على اشلاء هؤلاء الفتية بل نريد ان نرى العدو وقد وجد غزة عصية عليه ونريد من المقاومين البواسل الذين نذروا انفسهم لمواجهة الموت بشرف وشجاعة الا يأخذوا اطفال غزة معهم الى ساحة الردى.

فلنمكن لهم ان يشعروا ولو لمرة واحدة ان هناك مصطلح يسمى طفولة.

لك الله يا غزة فكم فقدت طوال تاريخك العظيم من معاني الطفولة فكنت دائما تقدمين اطفالك قرابين على مذبح الحرية تارة وقرابين لتحقيق المصالح والمطامع والنزوات تارة اخرى.

فهل قدرك يا غزة هاشم ان تفقدي اطفالك وانت تنظرين اليهم دون وداع ؟ أمقدر لك ان نحتمي خلف شعارات نطلقها بوجوب التضحية بالغالي والنفيس بينما تلبين النداء فتقدمين هؤلاء الغر للموت ونحن نيام ؟

نخاف على اطفالنا ونرعاهم بينما لا نتوانى عن حثك على ان تسوقي ابناءك الى ساحة الشرف ذاك الشرف الذي فقدناه من زمن حتى لم نعد نذكر متى فقدناه.

لن ينسى هؤلاء الفتية كل من ساهم في دفن طفولتهم قبل نضوجها ولن يرحموا من استغل ويستغل معاناتهم لتحقيق اطماعه ونزواته .

فلترفعي رأسك عاليا يا غزة الشموخ فأنت من يضحي وانت من يقدم وانت من سيبقى والكل سيمر من فوق ثراك الطاهر دون ان يذكره التاريخ لانك من سطر التارخ وأنت من سيكتب الحاضر والمستقبل بصفحات الدم والشهداء رغم انوف الجبناء وكل من يمتشق الشعارات سلاحا. فالمجد والخلود لشهدائك الابرار.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد