صحيفة السوسنة الأردنية

بزغ القمر... أطلت النجوم... واشتد البرد... جلست وحيدا أمام المدفأة... جلست وأنيسي اللهب الأحمر الساطع... خطر ببالي بعض الكستناء لهذه المدفأة... أحضرت بعضها وهيأت السهرة وحيدا أمام المدفأة وحبات الكستناء تتلألأ بين يدي... اصطفت في طابور عسكري فوق غطاء المدفأة... ذكرتني هذه الحبات بالطابور الخامس والذي والحمد لله متوافر بكثرة في وطننا العربي, ولكن هذه الحبات على عكس غريمها لا تؤذي أحدا... بدأت النار بالتأجج... بدأت الطقطقة بالبزوغ... وارتفعت الرائحة الزكية لتزكم انفي... ثم تراكضت بعض الحبات بالتقافز يمنة و يسرة... و البعض الأخر انفجر استواء وتناثرت بقاياه بالغرفة... بينما القليل جدا بقي على هدوئه متزنا لا ينفجر... وقد تتسألون ما دخل العرب بالكستناء؟؟؟

أقول لكم, إن العرب على عكس الكستناء تماما... ولان الشيء بالشيء يذكر... نرى في هذه الأيام نار الاحتلال و نار الحصار تحيط بأهلنا هنا وهناك... ولكن العرب على عكس الكستناء لم يسمع لهم طقطقة!!! نرى في هذه الأيام نار القتل و التدمير والدماء تسيل... ولكن العرب على عكس الكستناء لم نشتم لهم إلا رائحة التخاذل و الهوان!!!

نرى في هذه الأيام نار الجوع و المرض والأعراض تدنس... ولكن العرب على عكس الكستناء لم تتحرك ولم تقفز من على كراسيهم!!!

نرى في هذه الأيام نار التشريد و قتل الرضيع والجميع بالأقدام يدهس... ولكن العرب على عكس الكستناء لم تنضج العروبة فيهم و لم تستوي الشهامة فيهم أبدا!!!

ولكن الحق يقال أننا نرى الكستناء على عكس العرب تنفجر و تتناثر غضبا عند النيران و القتل الشهي... أما العرب فأقوياء أصماء لا يسمعون ولا يرون ولا يعقلون...إذا هم متزنون!!!

والآن استميحكم عذرا... سأقوم لأجمع بقايا الكستناء المتناثرة في أرجاء الغرفة... أما العرب فلا داعي لان يتعب أحدكم فإنهم في قمعهم خامدون ولم يتزحزحوا... فالنظافة من الإيمان... سلام على قوم قتلوا و ذبحوا و اغتصبوا ... وقالوا أننا بخير لم يحدث شيء... لأجلِ أطفالٍ يتوسّ?Zدون?Z آثار?Z المارّ?Zةِ يلتحفون?Z السماء تحت?Z المطرِ ترتعشُ أحلامُهُمْ و العظام بعيدًا عن هذا الجحيمِ.

كلُّ جناحٍ عاشقٌ كلُّ خبطةٍ قُبلةٌ توحِّدُ وحدتينا ناثرةً نجومها ضحكات و حبّ?Zات كستناء لأصابعٍ تمتدُّ صوب?Z عناقِنا شموعًا هل كلامي صحيح... أم أنا للظلم صريح؟؟؟