منظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد

mainThumb

16-01-2009 12:00 AM

المد والجزر ... القوة والضعف ... التقدم والتراجع ، كانت ولا زالت من الظواهر المسلم بها في مسيرتنا الوطنية نحو الحرية والإستقلال وبناء الدولة ، وهي – والحمدلله- موجودة في واقعنا الفلسطيني الحزبي والتنظيمي كقدر واجهته مختلف الفصائل والحركات الوطنية والإسلامية وباتت من الأمور الإعتيادية في ظل حالة اللاإستقرار السياسي والأمني والإقتصادي والنضالي ، لكننا وعلى مر الظروف الصعبة والمنعطفات الحادة التي واجهة مسيرتنا الثورية والنضالية كنا نتخطاها بثقة وعزيمة لا تلين ، متسلحين بالمقولة الشهيرة الضربة التي "لا تميتنا تزيدنا قوة " - وما أكثر الضربات التي تلقيناها وصمدنا أمامها ولم ننكسر - .

إختلفنا في إطار منظمة التحرير كثيرا ، لكننا أبدا لم نختلف على مكانتها كممثل شرعي ووحيد لنا جميعا ... تصارعنا كثيرا ، لكننا لم نتجاوز في صراعنا محرمات مبادئها وميثاقها وأنظمتها التي دفعنا دمائنا وأرواحنا من أجل تثبيتها وحمايتها ... وفي أسوأ الظروف وأشد حالات الإنتكاس والفشل ، كانت المنظمة ولا زالت عنواننا الوطني والمعنوي والخيمة الكبيرة التي نستظل بظلها وننهل من معين تاريخها وحضارتها وأصالتها وعمق إمتدادها الفلسطيني والقومي ... وهي بلا أدنى شك هويتنا النضالية التي زرعناها بين ضلوع صدورنا ودافعنا عنها في كل معارك الوجود وحماية القرار المستقل ... زرعناها وردة على قبر كل شهيد وطاقة فرج في كل جدار لزنزانة أسير وبريق أمل في عيون اللاجئين والمبعدين والمشردين للعودة إلى ديارهم ، وهي بلسمنا الوطني لشفاء الجرحى وتضميد جراحنا من الإنقسام والتشرذم والتفسخ .

منظمة التحريرالفلسطينية هي صوتنا الوطني الجهور الموّحد الذي فيه رفضنا كل محاولات الوصاية عليها أو التآمر لشطبها وخلق البدائل لها ... هي موقفنا الوطني الصلب الذي من خلاله أفشلنا كل المشاريع التصفوية ومحاولات الإلتفاف الخبيثة للمساس بقضيتنا الوطنية او محاولات التهميش والتذويب والهيمنة والتوطين ... وهي – وإن كانت تمر بأسوأ الظروف – لا زالت مرجعيتنا الوطنية والسياسية والدبلوماسية التي تحتاج منا المزيد من الولاء وصدق الإنتماء ... تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى مزيد من الدعم والإسناد والإلتفاف والحماية !!!

لقد كانت منظمة التحرير ولا زالت الرقم الصعب في حسابات الأعداء قبل الأصدقاء والمعادلة التي لا تقبل القسمة على أحد ... هي بوابة عبورنا إلى دول العالم من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب ...وهي حضورنا الكامل في المحافل الدولية وفي المؤتمرات والقمم العربية والعالمية الذي من خلاله أصبح لنا إسم وعلم وكلمة وصار لنا مكان ووجود أسوة ببقية دول وشعوب العالم ... نعم هذه هي منظمة التحرير الفلسطينية لمن لم يكتب له حظ التعايش معها ولمن لم ينعم بشرف الدفاع عنها ... هذه هي "عنوان فلسطين" بقضيتها وألمها وجرحاها وأسراها وشهدائها ومبعديها ، لمن وللأسف من سمحوا لأنفسهم بأن يستبدلوا إسمها وحضورها العربي والقومي بأسمائهم وحضورهم الذاتي والشخصي !!! هذه هي " الشرعية الفلسطينية " التي لا تختزل تاريخها العميق ولا طموحها الوطني الكبير بالشهوات الفردية ولا بالمكاسب والأهواء الذاتية والأنانية ، وهي بالـتاكيد لا يمكن أن تفرط ببرنامجها ومشروعها الوطني لتكون فريسة لبرامج ومشاريع فئوية وخارجية تسعى إلى تدميرها والقضاء عليها .

اليوم ، ومع تصاعد العدوان الإسرائيلي على شعبنا في قطاع غزة وتدميره الممنهج لكل مناحي الحياة فيه وإستهدافه البشع للسكان المدنيين خاصة الأطفال والنساء منهم ، وقصفه الوحشي للبيوت والمقرات والمستشفيات والمؤسسات المدنية والإعلامية والمساجد والمقابر، وفي ظل حالة الإنقسام والتراجع الفلسطيني الذي تسبب به الإنقلاب الأسود وما نجم عنه من ويلات ومآسي ، ومع حالة الخلاف العربي التي تجسدت في عدم حسم موضوع القمة العربية الطارئة لبحث العدوان على غزة وما سبق ذلك وما تلاه من مواقف وتصريحات ، بات ضروريا لنا – نحن الفلسطينيون – أن نسارع إلى حماية منظمة التحرير الفلسطينية ونعيد لها هيبتها ومكانتها ووجودها الفعلي والحقيقي على الساحتين الدولية والعربية .

الآن ، ونتيجة للهجمة الغريبة التي يشنها البعض على الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعلى قيادات منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية ، وبعد ما شاهدناه وسمعناه في أروقة مؤتمر الدوحه يوم الجمعة 16/1/2009 ، بات من الضروري جدا أن يتم توحيد الصوت والكلمة الوطنية دفاعا عن منظمة التحرير الفلسطينية وشرعيتها من خطر الإنقلاب عليها والسعي لخلق بدائل فلسطينية لها وعلى لجنتها التنفيذية أن تسارع في الدعوة لعقد إجتماع موسع للمجلس المركزي للمنظمة تحت شعار ( نعم وألف نعم لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده ) تبحث فيه المستجدات السياسية والأمنية على الساحة العربية والفلسطينية وتداعيات العدوان على قطاع غزة ونتائج مؤتمري الدوحة والكويت .
إنتهى


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد