صحيفة السوسنة الأردنية

نشرت قبل عدة أيام العديد من المواقع والصحف الالكترونية نداء استغاثة اطلقته مجموعة من الممرضات العاملات في مستشفى البشير واللاتي يسكن في مدينة عين الباشا إلى وزير الصحة ، بشأن نقلهن إلى مستشفى عين الباشا الذي تم استحداثه مؤخرا في مدينتهن ، هذا النداء الذي يدل على مدى القهر الذي وصلن إليه .

فلولا ان الأمور قد زادت عن حدها وطفح الكيل معهن لما لجأن لنشرن غسيل وزارتهن على صفحات المواقع الالكترونية ، هذا الغسيل الذي تنبعث منه رائحة الترهل الإداري وسوء التخطيط والتخبط في اتخاذ القرارات الذي تعاني منه وزارة الصحة وخاصة قسم شؤون الموظفين .

ان ما يطلبنه الممرضات صاحبات الشكوى حق مكتسب لهن وليس منة من احد عليهن فمن حق الموظف ان ينتقل إلى مكان عمل قريب من سكنه ان وجد وهو أولى بذلك ممن يتم تعيينه جديدا وهذا متعارف عليه في كل مؤسسات الدولة ، ومبرر عدم وجود مستشفى في مدينة عين الباشا قد انتفى باستحداث المستشفى الجديد ، فهل كان من داعي ان يطلقن صرختهن عبر وسائل الإعلام ؟؟ الم يكن أولى ان يقوم قسم شؤون الموظفين في وزارة الصحة بعمله على أتم وجه ويراجع أوراقه وملفاته ليرى من يطلب النقل إلى المستشفى الجديد في عين الباشا ؟ أم ان بعض الموظفين استعذب الراحة ولو على حساب عذاب الآخرين ؟ .

لماذا يتم تعيين الممرضات الجديدات على حساب كادر مستشفى عين الباشا حتى وان كن من خارج هذا اللواء ؟ أليس أفضل ان يتم تعبئة شواغر مستشفى عين الباشا من طالبي النقل إليه من أبناء وبنات المنطقة ؟ لقد كنا في عهد احد الوزراء السابقين نوجه اشد الانتقادات إلى وزارة الصحة بسبب تحويلها إلى قلعة حصينة محظورة وخاصة على الصحفيين ، ولكن بمجرد مجيء الدكتور الفايز على رأس هذه الوزارة استبشرنا خيرا وخاصة بعد استحداثه لسياسة الباب المفتوح ، والاستماع إلى شكاوى المواطنين والموظفين ، فهل يعقل ان تكون وزارة الصحة قد عادت إلى ذلك العهد المظلم ، فان كانت كذلك لا سمح الله فان مبررات وجود وزير الصحة على رأس هذه الوزارة قد انتفت ، ووجب عليه الرحيل في أول تعديل أو تغيير وزاري ، وليعلم وزير الصحة إنني ومجموعة من زملائي الكتاب سنتبنى موضوع هؤلاء الممرضات حتى يحصلن على حقوقهن ، وسنطرق كل الأبواب ابتداء من دائرة الرقابة والتفتيش في الوزارة مرورا بديوان المظالم ، ورئاسة الوزراء ، واللجنة الصحية في مجلس النواب ، ونقابة الممرضين التي نطالب نقيبها بان يقوم بواجبه المهني الذي لأجله تم انتخابه وان يتخذ الإجراءات المناسبة حول هذا الموضوع .

ولن نتردد في ان ندق أبواب الديوان الملكي العامر لإيصال صوتهن ، فهو بيت الأردنيين جميعا وجلالة سيدنا صاحب قلب حنون على بنات شعبه من كثير ممن يتربعون على الكراسي ، فمن حق جلالته علينا ان نعلمه بالمسئول المقصر في عمله وبالمسئول المتفاني في أداء واجبه ، إلى متى ستبقى الأمور على هذا الحال في وزارة الصحة ؟ وكيف تطلبون من الموظفين الإبداع والإخلاص في العمل ولا توفرون لهم ادني مقومات الراحة الوظيفية المتمثلة بقرب الوظيفة من السكن .

وزارتك يا معالي نايف الفايز بحاجة إلى إعادة هيكلة ودراسة ابتداء من الممرضين والممرضات في المستشفيات وانتهاء بأصحاب المراكز العليا في مركز الوزارة ، واعلم يا معالي الوزير انك مسئول أمام الله أولا قبل ان تكون مسئول أمام جلالة الملك وأمام مجلس النواب عن كل صغيرة وكبيرة تحدث في عرينك ، فاخرج من مكتبك وانزل إلى المستشفيات والمراكز الصحية لتسمع وترى بنفسك الآم وهموم الموظفين قبل المواطنين ، وفقك الله يا معالي نايف الفايز .