صحيفة السوسنة الأردنية

موسى إبراهيم أبو رياش

(1)

تسير سيارة خالد مسرعة في طريقها عائدة إلى البيت بعد يوم عمل طويل، وفي مخيلة خالد طعام غداء شهي ينتظره منذ زمن، فجأة يتعالى صوت الهاتف الخلوي، يرد خالد على زوجته التي تطلب منه أن يحضر معه بعض الفاكهة؛ تفاح، دراق، عنب، موز، وليجلب كميات كافية من أجل زيارة أختها وزوجها، فجأة يتعالى صوت ارتطام عنيف، ويتمزق جسد خالد إلى أشلاء منسحقة بين حطام السيارة التي انطبقت عليه.

**********

(2)

في سباق راليات لا مثيل له في العالم، تتسابق حافلتان في أحد الأحياء الشعبية، تتوقف الأولى لتقل راكباً، فتتجاوزها الثانية مسرعة ولا تتوقف إلا إن وجدت مجموعة ركاب، وهكذا، وفي لحظة ما تجاوزت حافلة الحافلة الأخرى عند أحد التقاطعات، ففوجئت بشاحنة من الجهة اليمنى، فلم يستطع السائق السيطرة أو التصرف، فضغط على المكابح بشدة، فانقلبت الحافلة وصدمتها الشاحنة بعنف، وانهمرت الدماء على أرض الشارع معلنة عن موتى وجرحى.

**********

(3)

ذات مساء، يحمل سعيد صحن حمص من أجل العشاء عائداً إلى البيت، كان يسير بمحاذاة الشارع المعبد وهو يدندن بأغنية وطنية مشهورة، وفجأة طار صحن الحمص في الفضاء، وسقط جسد سعيد على بعد أمتار، ينزف دماءً حارة بريئة، وتسمر سائق السيارة الذي لم يتجاوز خمس عشرة سنة خلف مقود السيارة لا يستطيع حراكاً أو كلاماً.

**********

(4)

السيارة تسير مسرعة، شعر أحمد أنها ليست على ما يرام، فهناك خلل ما، لا يستطيع تبيانه لقلة خبرته بالسيارات ومشاكلها، يدرك أن عليه أن يوقفها ويستعين بمتخصص لمعالجة الخلل، ولكنه يجب أن يصل إلى الموعد المحدد مع أصدقائه، اتصل معه أحد الأصدقاء يستعجله، فأسرع قليلاً، وفجأة فقد السيطرة على السيارة وأصبحت في يد القدر، فاصطدمت بقوة بحافلة كبيرة أمامها، واصطبغ الشارع بدماء غزيرة من السيارة والحافلة، ووصل أحمد إلى موعد آخر كان ينتظره وهو لا يدري.

**********

(5)

نعاس يسيطر على صالح وهو يقود سيارته على طريق بجانب أحد الأودية، يفرك عينيه بشدة، ويحرك رأسه ذات اليمين وذات الشمال ليطرد النعاس، سيتوقف في أقرب استراحة أو مكان مناسب، يعاوده النعاس، ويعاود فرك عينيه وتحريك رأسه، وفي لحظة نعاس قاهرة تنحرف السيارة، وتنحدر في الوادي منقلبة مرات ومرات، وتخرج جثة صالح بعد أن تضرج الوادي بدمائه.

mosa2x@yahoo.com