واقع اللغة وسبل النهوض بها

mainThumb

31-10-2009 12:00 AM

هذا عنوان " مؤتمر اللغة العربية في المؤسسات الأردنية، واقعها وسبل النهوض بها" الذي أقيم الأسبوع الماضي، وفي هذا المؤتمر أكد رئيس مجمع اللغة العربية أن المجمع حرص منذ إنشائه على تحقيق إنجازات مهمة في خدمة العربية بالتعاون مع المؤسسات العلمية والتربوية واللغوية داخل الأردن وعلى امتداد الوطن العربي!!.

وتساءل "لماذا لا تستطيع وزارة التربية والتعليم، أن تبادر حالاً إلى تطبيق المبدأ التربوي العالمي، الذي يقضي بأنّ?Z كل معلم هو معلم لغة؟"! مع أن أستاذنا الكبير يدري أن الوزارة لا تستطيع أن تنتقي المعلم الذي يصلح أصلا للتعليم! للنقص الشديد في كوادر التعليم، وأنها تتعامل مع شهادات فتطرح في الميدان خريجين غير مؤهلين تربويا عدا عن الضعف في اللغة العربية الذي يعتري الخريجين حتى من خريجي اللغة العربية، ثم أن واقع التعليم من حيث اهتمامه باللغة العربية في انحدار عدى عن الانحدار العام جراء تقييد المعلم في تعامله مع الطالب والنظر اليه ك"أزعر" يناكف الصبيان في المدارس!!!.

وفي المؤتمر طرح أحد المشاركين فكرة اجتياز امتحان الكفاءة باللغة العربية شرط للتعيين في المؤسسات العامة والخاصة" للارتقاء بالمهارات اللغوية لدى أبناء العربية، وأهميته في رفع مستوى

الأداء اللغوي. وهذا طرح جيد ويجب أن يكون أحد شروط تعيين المعلمين، لأن المدرسة هي راعية اللغة وهي التي تعلم النشء الأساليب اللغوية الصحيحة وتربط الطالب بلغته وتاريخه عن طريق تفعيلها في التعليم، ونحن لا ينقصنا المنهج فالمناهج فعالة لكن التطبيق ومتابعة اللغة ضعيفة لأسباب تتعلق بالمعلم وبالطالب وبالجو العام تعليميا واعلاميا وثقافيا.

فمكانة المعلم وأهمية إعداده وبرامج إعداده لاترقى لحمل هذا الهم، ثم إن قوانين التربية وتوجيهاتها تغفل الواقع الذي نعيشه وطبيعة المجتمع لأنها في معضمها إما مفروضة أو مستوردة وكلاهما لا يصلح لنا ويخدم من فرض أو ورّد هذه التعليمات.

والناظر الى واقعنا اللغوي يرى أننا نكاد نصبح في تعليمنا غابة من اللغات فكل اللغات تدرس عندنا ويحتفى بها كالإنجليزية والفرنسية في رياض الأطفال حتى اللغة الكورية في الجامعات!

وهذا له أثره في تعليم اللغة العربية وممارستها حيث أن الشباب أخذوا يقبلون على اللغات الأخرى وينسون لغتهم ظنا منهم أن اللغات الأجنبية والتلفظ بها دليل على التقدم والثقافة ".

واقع اللغة العربية مثل واقع الأمة، ليس لها وزن سياسي في العالم، وليس لها ثقل لفرض رؤيتها أو قرارها حتى في اخص الأمور التي تتعلق بها وبمصيرها، لذلك كل ما نقدم هو عبارة عن دراسات وتوصيات تبقى حبيسة الأدراج والرفوف، ولا يسمح لها النزول الى الواقع والنهوض به وهي اللغة الأم للأمة، في حين نجد لغات أخرى تفرض نفسها وتجد من الدعم والتمكين بحجة أنها لغة العلم، أما اللغة العربية فهي تتراجع بسرعة عالية منذ صرخة الشاعر حافظ ابراهيم في القرن الماضي:

رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي وناديت قومي فاحتسبت حياتي..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد