بل دفاعا عنك يا نادين ..

mainThumb

10-01-2010 12:00 AM

منال خضر

ربما انا هنا افتح عش من أعشاش الدبابير التي لا ترحم من خلال مقالي هذا .. ولكني ارجو من الجميع فهم محتواه قبل التعليق على أي مما جاء فيه ..

قبل ايام شعرنا بزوابع غبار إثيرت على اثر كتابة مقال لإعلامية عربية شابة .. وانطلقت صواريخ لفظية عابرة للقارات وملأت بها مساحة التعليقات في جميع الصحف والصالونات ..

ثمة قصص أو مقالات فيها عنصر الغرابة أو الخروج عن المألوف بالمعنى الدقيق للكلمة يتلقاها المتلقي فتثير لديه آراءآ متباينة حول فهم الموضوع , إما آراءً إيجابية وإما آراء سلبية تعود على المجتمع .ولكننا هنا لم نرى إلا الآراء السلبية المجحفة ..

تلك المرأة ناقشت وضع خاص في منطقتها خصوصا ووضع عام في باقي الدول العربية وانتم تعرفون جيدا الكوارث التي تترتب على مثل هذه الحالات عندما تحصل وهي بالاساس غير مقبولة عند الامهات لا بل واولادهن وخصوصا عندما تكون هناك علامة استفهام وتساؤلات جمة تلوح بالافق امام الجميع وخصوصا الاولاد (لماذا فعل ابونا هذا )

انتم تناسيتم كل ما جاء بمقال الاعلامية السعودية نادين البدير وتوقفتم فقط عندما تساءلت عن فكرة الازواج الاربعة ومن ثم بدأتم باطلاق النار جزافا وبدون هدف منشود تريدون اصابتها دون التفكير المنطقي بنواياها ..

وانا متأكدة وعلى يقين تام انها لا تريد الزواج من اربعة في وقت واحد فمسألة تعدد الازواج هي أمرٌ مفروغ منه ولا يحق لأي أحد البحث فيه..

وبما أن فهم الفحوى هو الأساس في معالجة القصة أو الحكاية ، فأنني أعتبر هذا المقال قد إثار الغبار والبلبلة وخصوصآ من متلقين سطحيين امثال البعض من الشعب العربي ..

وهي حقيقة لم تقصد ما قالته .. هي استفزت العقول بطريقه جد مستفزة ونسيت انها تتعامل مع متلقين أبعد ما يكونوا عن المنطقية والتحليل الصحيح .. هي نسيت ان من سيتلقف مقالها هم نفسهم من ينبذون حقوق المرأة ويؤمنون كل الإيمان بان الله فضلهم على النساء بحجة القوامة التي حرِّفت وفهمت حسب اهواءهم وكما يريدون . هم لا يعرفون مفهوم القوامة بحق فالمقصود بقوامية الرجل على زوجته : قيامُه عليها بالتدبير والحفظ والنفقة والدفاعِ عنها.

ولنعد الى ما يقوله أئمة التفسير والفقه في موضوع القوامة : أن قوامة الرجل على المرأة هي: قوامة تدبير, وحفظ ورعاية ودفاع عنهن وسعي فيما يجب عليهن لله ولأنفسهن, وليس المعنى المقصود - كما يخطئ في فهمه كثير من الناس -: قوامة القهر والتسلط والتعنت وذوبان وانمحاء هوية المرأة .

القوامة مسؤولية والقوامة تكليفا بهذا الاعتبار أكثر من كونها تشريفـاً , فهي تحمّل الرجل تبعية خاصّة , وهذا يوجب اعتماد التعقّل والرويّة والأناة , وعدم التسرع في القرار , كما أنه لا يعني : مصادرة رأي المرأة ولا ازدراء شخصيتها .

هي لو ارادت الازواج الاربعة بحق كما اعتقد البعض فلن تتوانى عن فكرتها ولن تستشير احد ولن تضطر لسماع من يتشدق بالفهم والدين .. ولكنها طرحت ذلك الطرح الذي إن لم يأتي بنتيجة فقد وضّ?Zح وأظهر النوايا الرخيصة التي تغيب وتظهر وتلوح بالافق وكأن الحياة الزوجية ما هي إلا لهدف واحد فقط لهم لإشباع الرغبات فقط لا غير

هذا ما توصل إليه البعض وهذا ما دارت عليه تعليقاتهم غير اللائقة او التي لم تكن مناسبة ، ولأن مجمل تفكيرهم بهذا الشيء فقد دارت التعليقات وإقتصرت حول هذا الموضوع بالذات .كلهم ساروا على مبدأ ان وقع الجمل كثرت السكاكين كل من لا يعرف الكتابة ترجل واستل لسانه وأخرجه من غمده وبدأ بالتهجم وإطلاق الإتهامات والأضحوكات والكلمات الفاجرة البذيئة ، وبدأ كل منهم بالإساءات والتجريح الذي لا يرضي الله سبحانه وتعالى

كل شخص اساء بالكلام فهو قد عبر عن مدى تفكيره وعن كيفية ولوج الفكرة الى عقله ذو التفكير الذي انحصر بفكره واحده وهي فكرة الاباحية ومن ثم ارتكب معصية زادت ميزان سيئاته الى ما لا تتصورون وأوقعوا أنفسهم في إثمٍ اكبر الكبائر وهو قذف المحصنات ..

لماذا أثار هذا المقال حساسيتكم وحنقكم ولماذا لم تناقشوه بكل موضوعية وواقعية بدل اسلوب التجريح والتقريع قبل التجني وإطلاق الحكم والمواعظ وسرد النصائح بأسلوب تهكمي مستهتر مستهزء ..؟

يا الهي ما اسهل سوء الفهم وما اسهل النطيحة والرديحة ..

أما أنتن ايتها النساء يا من تنطحتن قبل الرجال واستهزأتن وتسلقتن على ظهر من هي من جنسكن وتتحدث بلسانكن وتدافع عن حقوقكن بأسلوب لم تتجرأن التعامل فيه لأنكن قد تعودتن على الخنوع والخضوع أمام كل من يكسر عيونكن وكرامتكن وبدأتن بإطلاق النصائح والحكم من خلال تجارب شخصية سخيفة بأسلوب رخيص شنع وأظهرتن الولاء والحب والطاعة لأزواجكن وأنتن تشعرن في قرارة انفسكن بضعفكن وقلة حيلتكن وتعشن على كف عفريت ورشة ملح صغيرة إن كانت زائدة أم كانت ناقصة هي كفيلة بوجود حجة لازواجكن بالزواج باخرى ..

لماذا لم تفكرن مليا بأطروحة نادين (المختلقة )التي هدفت من ورائها مصلحتكن اولا واخيرأ لماذا لم تحاولن التعلم من طريقة مجادلتها للذكور في زمن قطِّعت فيه ألسنتكن وتربطت فيه ايديكن وتلعثمت الكلمات من مخارجها وضاعت ولم تجد اذن صاغية خوفا من الشماتة وخوفا من كلام الجارات والخالات والعمات .. أطروحتها تلك كانت بمثابة سند لكن .. ورد على كل من تسوِّل له نفسه بكسر قلب رقيق .. قلب زوجة احبت ونذرت نفسها لشريك حياتها .. قلب إمرأة وقّ?Zعت إسمها في خانة شريك النصف في شركة الحياة لتستيقظ يوما على خبر شراكة ثالثة ورابعة من دون رأس مال وتعب ودراسة لذلك المشروع وذلك الحلم الذي تعبت وتعبت حتى رأته قائما وفي لحظة هُدِم?Z ذلك البناء العظيم الذي شيِّدته بحبها وصبرها وسنين طوال من عمرها.

أنتم نسيتم وتناسيتم المشاعر والأحاسيس التي تحدثت عنها الكاتبة والتي لم ولن تشعروا بها ابدآ ما دامت الانانية وتبلد الإحساس متلازم معكم .. أعتقد ان هذا الإستهجان والإستنكار لمكنون المقال لم يصدر إلا من بعض الأشخاص غير المطلعين على حقيقة الامور .. وليحاول أي منكم العيش بها ولو لدقيقه واحده ..

تخيلوا ان أي واحد منكم الآن قد وصله خبر ان والده قد تزوج على امه الكبيرة بالسن امرأة اخرى بدون سبب يذكر .. تخيلوا ان هذا حصل من رجل وصل الى سن الستين او اكثر ..

الحرام بيِّن والحلال بيِّن .. وتعدد الأزواج مرفوض ومحرم عند جميع الشرائع فكيف اعتقدتم جازمين انها تقصد ما تقول .. هي رفضت تعدد الزوجات فكيف بها أن تنادي بتعدد الأزواج من منطلق إيمانها بتوحد العلاقة والشراكة بين الرجل والمرآة .

كررت تعليقي أكثر من مره بقولي إذا حدثك العاقل بما لا يعقل فصدقته فلا عقل لك ..

كررته مراراً وتكراراً ولكنه لم يستوقف احد وتوالت التعليقات المسيئة اكثر واكثر ولم تنتبهوا انكم تسيئون لأنفسكم بوصم انفسكم بقلة العقل .

الله تعالى أباح تعدد الزوجات لظروف خاصة وتحت شروط خاصة ايضآ ووضحها بقوله :

و?Zإِنْ خِفْتُمْ أ?Zلاّ?Z تُقْسِطُواْ فِي الْي?Zت?Zام?Zى ف?Zانكِحُواْ م?Zا ط?Zاب?Z ل?Zكُم مِّن?Z النِّس?Zاء م?Zثْن?Zى و?Zثُلا?Zث?Z و?Zرُب?Zاع?Z ف?Zإِنْ خِفْتُمْ أ?Zلاّ?Z ت?Zعْدِلُواْ ف?Zو?Zاحِد?Zةً أ?Zوْ م?Zا م?Zل?Zك?Zتْ أ?Zيْم?Zانُكُمْ ذ?Zلِك?Z أ?Zدْن?Zى أ?Zلاّ?Z ت?Zعُولُواْ }}

هذه الآية الكريمة توضح ما كان عليه الحال قبل الف وبضع مئات من السنين لهذا قد اباح الله سبحانه وتعالى التعدد ولم يفرضه كما يتمنى البعض منكم ويسير عليه تلبيةً لرغبته هو لا طلباً لرضى الله ..!!

الله سبحانه وتعالى إشترط العدل وقال :

و?Zل?Zن ت?Zسْت?Zطِيعُواْ أ?Zن ت?Zعْدِلُواْ ب?Zيْن?Z النِّس?Zاء و?Zل?Zوْ ح?Zر?Zصْتُمْ ف?Zلا?Z ت?Zمِيلُواْ كُلّ?Z الْم?Zيْلِ ف?Zت?Zذ?Zرُوه?Zا ك?Zالْمُع?Zلّ?Zق?Zةِ و?Zإِن تُصْلِحُواْ و?Zت?Zتّ?Zقُواْ ف?Zإِنّ?Z اللّه?Z ك?Zان?Z غ?Zفُورًا رّ?Zحِيمًا}}

ولكنكم تحديتم تحذيراته لكم وآثرتم الفساد الذي يلحق بعائلاتكم وأبناءكم من وراء هذا التعدد اللا مبرر وخصوصاً في وقتنا الحالي فلم يعد هناك حروباً وسبايا ولم يعد هناك فائضاً من النساء ولم تعد أعباء الحياة تحتمل عبئاً آخر فقد ظلمت الكثير من الزوجات جراء هذا التعدد وقد ظلم ابناء لا حول لهم ولا قوة واصبحوا ابناء قهر لماذا كل هذا ..!! لا لشيء إنما لتصوغوا لأنفسكم شهادات مزورة ولتقنعوا انفسهم بأنكم تقدرون وتقدرون وتقدرون وحقيقتكم لا يعلمها الا الله وحده .. سبحانك اللهم إنهم كانوا من الظالمين ..

ايها الرجال .. الى متى ستبقون تتسلحون بإمرأة وتجعلونها سلاحكم وتهددون به شريكة حياتكم بدل اتباع الموعظة الحسنة والقوامة الصحيحة على زوجاتكم وأم ابنائكم ..

وانتم ايتها النسوة الى متى ستبقين في حالة رعب وشدة وانهيار عاطفي وعصبي وتلفُّت?Z هنا وهناك لحد الجنون من رؤية او سماع الحديث عن اخرى كي لا يلتفت إليها ذلك الرجل البصباص الذي لا ينظر لكن إلا وكأنكن( بطيخات ) اذا لم تعجبيه فسيشتري غيرك ويستمتع بها .. وتبقين انت مهمله على قارعة الزمان ..

أيتها المسكينه إسمعي وعي ما جاء بمقال نادين وتفهّ?Zميه جيدا ودافعي عنه بكل ما اوتيتي من قوة ..

اوضاعنا لا تسمح بالتعدد .. يجب وضع شروط وتحقيقات لمن يريد ذلك ووضع حلول للمرأة التي ترفض ذلك الوضع المشين .. لا ان تقبل به جزافا ورغما عنها .. فعزة نفس المراة الكريمة ترفض ذلك رفضا قاطعا

اننا كزوجات نحمل الرقم واحد مؤمنات قانتات صادقات صائمات .. لفروجنا حافظات .. لا نعلم من تكون زوجات أزواجنا وما هي أخلاقهن فكيف بنا ان نرضى على أنفسنا وبكل بساطة أن نكون معرّ?Zضات وباي لحظة أن نصاب بأمراض فيروسية (الإيدز) قاتلة لا حول لنا بها ولا قوة ..

اللهم عافينا واعفوا عنا واجعلنا من المكرمين .. اللهم آمين ..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد