لغة الحوار

mainThumb

20-11-2008 12:00 AM

من فينا يمتلك الحقيقة بات من الضرورة أن نتقن و نهذب لغة الحوار فيما بيننا ، بعيدا عن المزيدات والتجريح ، لأنها أصبحت في هذه الأيام داء ولا بد أن نتوصل إلى قناعة تامة بأنه لا احد فينا يمتلك الحقيقة المطلقة دون سواه ولا احد يستطيع فرض رأيه أو قناعاته على الآخرين إلا بقدر ما يقتنع فيه المواطن ويصب في مصلحة الوطن ، بل جميعنا نجتهد نصيب ونخطئ ونتعلم من أخطائنا في وقت تشوبنا فيه بعض الضبابية أو تأخير المعلومة الصحيحة التي تنير لنا طريقنا .

ومن قال غير ذلك خانته ذاكرته، ليس من الحكمة أن نصبح نسخا عن بعضنا البعض وألا تجاهلنا لغة العقل و خالفنا قانون الطبيعة البشرية، في وقت نباهي فيه الأمم بأننا دولة ديمقراطية ودولة مؤسسات و حرية الصحافة لدينا سقفها السماء، فهذه حقيقة من انكرها فهو جاحد.

إلا إننا نفاجأ إن بعض من نحترمهم و نخالفهم الرأي ينعتون الآخرين بمصطلحات جديدة على مجتمعنا تارة بالمتقاعدين السياسيين الذين لم يحققوا مكاسب أو مناصب سياسية عبر الأطر الحزبية، وتارة بأمور أترفع عن ذكرها؟ وتارة بالولاءات الخارجية لكن إذا صحت الأخيرة يجب أن لا نأبه بها فهي ثلة تكاد أن لا تذكر وأمرها أضحى مكشوفا بيننا فهم في طريقهم للزوال.

لكن على أطلال أي زمن نعيش في وقت سبقتنا فيه المجتمعات المتقدمة بمئات السنين، وأية ديمقراطية نعزف على أوتارها عندما لا يتسع صدرنا لتقبل الرأي الآخر، أما آن لنا أن نقف وقفة جادة مع الذات ومحاولة ممارسة الديمقراطية كنهج حياة لا شعار نتغنى فيه جميعنا ندرك بأننا دولة مؤسسات مستقلة كذلك القاصي والداني يشاركوننا الرأي بأننا نسير على الطريق الصحيح بخطى واثقة نحو دولة عصرية نتلمس وجودها بين الدول في ظل الظروف السياسية و الاقتصادية الراهنة وننعم بالأمن والاستقرار السياسي في ظل قيادة حكيمة لم تتوان يوما عن وضع النقاط على الحروف وقطع الشك باليقين في أية قضية نختلف أو نتفق عليها أو نتبادل الآراء حولها لكن ما نتمناه أن نرتقي بطريقة حوارنا لا أن يكون حوارنا مبنيا على أوهام سياسة أو أيديولوجية فالوطن للجميع والاختلاف في الرأي تكاد إيجابياته تفوق سلبياته بكثير لما فيه مصلحة الوطن ولا احد يستطيع أن يزايد على حبه للوطن والانتماء إليه إلا بقدر ما يقدم له وتنحني هاماتنا لتقبيل وتقديس كل ذرة من ترابه .
damenjk@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد