غزة هاشم أسيرة

mainThumb

01-12-2008 12:00 AM

من البديهي أن تمارس إسرائيل حصارها على غزة وان تقوم بأبشع المذابح فيها منذ عام 1956م لكن هذا لا يمنع أن نذكر للاحتلال بعض الحسنات على الرغم من كونه احتلالا بغيضا قبيح الوجه إلا أن هذا الوجه القبيح كان له فضل كبير على أهل غزة من عدة نواحي نذكر بعضها للمقارنة بما وصل إليه أهل غزة هذه الأيام منذ مجيء السلطة إلى انقلاب حماس الدموي في غزة:

• ساهم الاحتلال في تطور غزة عبر فتح باب العمل للأيدي الفلسطينية التي عملت في مختلف القطاعات الاقتصادية الإسرائيلية وأصبحت عمالة مدربة وماهرة مما عاد على سكان القطاع بوفرة مالية ساهمت في نهضة عمرانية شاملة لقطاع غزة.

وبقيت الدول العربية تغلق أبوابها في وجه هذه الأيدي المدربة تحت حجة واهية وهي دعم صمودهم في بلدهم بما تقدمه من فتات المساعدات التي جاءت فقط بمجيء السلطة الفلسطينية.

• أدى تشغيل الفلسطينيين والعمل داخل إسرائيل إلى وفرة مادية انعكست على قطاع التعليم الفلسطيني الذي غدا من أكثر الشعوب العربية تعلما وساهموا بخبراتهم في بناء نهضة علمية واقتصادية في مختلف الدول العربية.

• رغم اندلاع الانتفاضة الأولى وسقوط مئات الشهداء والجرحى نتيجة العنف الإسرائيلي الوحشي إلا أن هذا العدو كان يتحمل مسؤوليته الأخلاقية كدولة احتلال تجاه الضفة والقطاع فكانت الأطقم الطبية تنتقل بحرية وسهولة باتجاه المشافي الإسرائيلية لتقديم العلاج للجرحى دون انتظار موافقات أمنية وتصاريح للدخول.

• لم تعاني وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين من شح الموارد الغذائية لان المعابر لم تكن تغلق أبدا لأنه لم يكن هناك معابر بين إسرائيل والقطاع.

• لم يكن معبر رفح ولا جسر اللنبي يغلق في وجه حركة المسافرين أبدا في كلا الاتجاهين. أما اليوم بعد سيطرة السلطة الفلسطينية على الضفة وغزة بدأت بوادر الابتزاز الإسرائيلي في إغلاق المعابر رغم الاتفاقات المبرمة مع السلطة الفلسطينية وزادت الأمور تعقيدا بعد فوز حماس بالانتخابات وتشكيلها الحكومة وفرض الحصار على غزة والضفة وزاد سوءا عقب الانقلاب الدموي لحماس في خطوة لتحقيق الإمارة الإسلامية في غزة ثم عطلت الحوار والذي كان من المقرر أن يفضي إلى حل الخلاف الفلسطيني الداخلي الذي انتهى بمذابح دامية قامت بها حماس في القطاع. إلا أن حماس لم تلتفت إلى معاناة الشعب الفلسطيني في غزة جراء الحصار المفروض على القطاع ثم تطورت الأمور إلى ابتزاز سياسي لحجاج بيت الله الحرام ومنعهم من السفر لأنهم حصلوا على تأشيرات السفر من رام الله.

أيعقل أن تمارس حماس الدور والأسلوب الذي تمارسه إسرائيل ؟؟ بعيدا عن العاطفة إن ما تقوم به حماس في غزة ليس مقاومة وإنما دور تلعبه في القطاع بالوكالة عن إسرائيل هدفه ترسيخ الشرعية لحماس عبر استرضاء إسرائيل سرا والتستر بالمقاومة والدين إعلاميا.فهل تبقى غزة رهينة الأسر؟؟؟؟ هل ستبقى رهينة لأجندة خارجية إقليمية تنفذها حماس في القطاع المنكوب بقوة السلاح وحكم الملالي؟؟؟؟ أيعقل أن إسرائيل تقف على الحياد دون أن تتدخل لولا أن هناك أجندة تخدم مصالحها تنفذ في غزة لصالحها؟؟؟؟ في الختام ليس هناك من فرق بين سياسة إسرائيل وسياسة حماس في القطاع لان كل منهما مارس ويمارس سياسة التجويع والإرهاب والقتل والاختطاف والاعتقال ضد أهل غزة !!! والضحية هم الغزيون فقط.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد