بلا مؤاخذه

mainThumb

02-12-2008 12:00 AM

بلا مؤاخذه كلمة يتقنها الأردنيون في خطاباتهم بل ويحسنوا استخدامها بمهارة منقطعة النظير ،فهم يقولونها تحسبا من الوقوع بالمحظور والولوج إلى الحرج وهم لا يعلمون ،وخاصة فيما يتعلق بمحظور العيب أو ما يقرب منه بالتلميح لا بالتصريح.

فحين يريد المتحدث الحديث في جوانب الحياة الاجتماعية فإنّ أكثر كلمة مستخدمة يتلقاها المستمع هي (بلا مؤاخذه) كأن يقول :بلا مؤاخذه أنت بتعرف إنه فلان قد ورث مبلغا كبيرا من المال وحرم أخواته من الورثه ،والله بلا مؤاخذه ماني عارف وين راح يروح بهالمصاري.

أيّ أنا راتبي بلا مؤاخذه على قلّته بكفيني وزيادة،بلا مؤاخذه هو أنت كم ابتستلم وبكيفك بلا مؤاخذه ولاّ لا .وزوجتك بتساعدك بلا مؤاخذه بمصروف البيت ولاّ لا.

أي أنّ الحديث عن مصروف البيت وما شابه من مستلزمات و حاجيات ومتطلبات يستلزم ضرورةً وجود هذه الكلمة، خاصّة إذا تعلق الموضوع بالاستفسار عن الطبخة وطبّاخها وعن الزوجة واتقانها فنّ الطبخ ،ومهارتها في الاستقبال والتنظيم والحديث والوداع،ومتابعة صحون الضيوف إن كانت قد فرغت أم لا.

فيبدأ المتحدّث دائما بكلمة (بلا مؤاخذه )هذا صنع البيت ولاّ تواصي،فإذا عُلم أنه من إعداد البيت يشرع بكلمة بلا مؤاخذه فتتشنّف الآذان صاغية لتعمل عمل الرادار وكأنّ كلمة معيبة محظورة سوف تقال في هذا المقام لتكتشف فيما بعد أنها كلمات عابرة تقال في المناسبات وهي بمثابة دالّ على خلق رفيع وحسن أدب ونصّها (يسلموا أديها على هالطبخة شو زاكية) لتكون الاجابة من صاحب البيت:بلا مؤاخذه مش أكلك( زييد) وتتوالى على هذا المنوال بلا مؤاخذات كثيرة في تلك الجلسة.. كما يقتضي الاستفسار عن موعد محدد للقاء بين اثنين وجود مثل هذه الكلمة الدالّة في عرفنا الاجتماعي على حرص في الكلام كي يبقى المتحدث على مستوى عال من الأدب إذ يكشف هذا مهارة رفيعة في فنّ الخطاب وحسن الطالع –

أقول: يقتضي هذا الاستفسار عن موعد محدد للقاء بين اثنين وجود مثل هذه الكلمة حيث يبدأ الأول الحديث بعبارة بلا مؤاخذه شو عندك بكرة فيرد الثاني والله ولا شئ بس بلا مؤاخذة أنا بنام الساعة (10 ) قبل هيك ممكن للزيارة أن تحدث ،ما أنت عارف بلا مؤاخذه صرنا نشتغل طول اليوم بلا مؤاخذه مثل (الدابة) ويا ليت الراتب بكفّي ،ما أنت عارف بلا مؤاخذه الولد بده والبنت بدها والبيت بده،فيرد الثاني - مقاطعا الحديث - أنت جاي تحكيلي أي بلا مؤاخذه هذاك اليوم البنت المفعوصة(الصغيرة) طلبت مني أجيبلها ملازم للمدرسه والله لهسع ما جيبتلها أياهن.

وتتوالى بلا مؤاخذات بينهم كثيرا حتى يعلم كلاهما أن لا حاجة بلا مؤاخذه للزيارة لأنها قد تحققت على التلفون.

وعليه تتردد في أوساطنا الحياتيّة عبارة بلا مؤاخذه كثيرا كـ :؛هو بلا مؤاخذه الأسعار إن شاء الله بدها تنزل ولاّ لا ،وبلا مؤاخذه راح يستقر سعر البترول ولاّ لا ،وبلا مؤاخذه فيه تعديل وزاري ولاّ لا ،وبلا مؤاخذه الوزراء الّي راحوا على الحج بعرفوا بالتغييرات ولاّ لا ،وبلا مؤاخذه فيه زيادة رواتب ولاّ لا ،،وبلا مؤاخذه كيف الشرطة استطاعت أن تكشف عملية تهريب السيدة للمخدرات وهي بالعيتهن في بطنها .،وبلا مؤاخذه كيف يوزع صندوق المعونة الوطنية على الأرامل المعونات المادية وعلى أي أساس بلا مؤاخذه ناس ابتوخذ وناس لا ،،وبلا مؤاخذه راح الوضع يتحسن ولاّ لا.و،،وبلا مؤاخذه هو الشّب اللّي اتخرج من أولادك اشتغل ولاّ لا ،و،،وبلا مؤاخذه المرأة اللّي زعلت من زوجها رجعت ولاّ لا .،،وبلا مؤاخذه مصاري البورصة بدها ترجع ولاّ لا ،،،وبلا مؤاخذه سيارتي اللي انسرقت من أربع سنوات ممكن ترجع ولاّ لا ،ومخالفة السير المخفيّة(الغيابيّة) هي مستحقة بالامانة والضمير ولاّ لا .،،وبلا مؤاخذه ليش الراعي في عجلون اعتدى على الطوّاف .

وبلا مؤاخذه شو صار بفكرة انشاء جامعة حكومية في عجلون تخدم أبناء عجلون وأبناء جرش. أقوللكوا :بلا مؤاخذه أنا طوّلت عليكم وبلا مؤاخذه أوجعت رأسكم سلام



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد