رسالة من حاتم الطائي إلى سيادة الرئيس !!!

mainThumb

16-12-2008 12:00 AM

عذراً يا سيادة الرئيس أرى من الواجب عليّ أن ابعث لك هذه الرسالة ،فإن كنت قد نسيتني فانا حاتم الطائي ( أبو عدي ) ما زلت في ثنايا الجزيرة العربيّة، وأذكّرك أنني كنت أعيش في ثنايا هذه الجزيرة في عصور ما قبل الإسلام ، وإذا ما امتدحت لك نفسي بخصالي الحميدة ستقول عنّي أنني كاذب ، ولكنني سأبيّن لك حقيقة أخلاقي وأمري في هذه الجزيرة ، أتعرف ما أفعله لدعوة الضيوف إلى بيتي المتواضع ، أريد ان أضيف إلى معلوماتك إذا كنت لا تعرف ، فأنا من شدة كرمي واهتمامي بالضيف أعمل على أن أوقد النار في أعلى تلة قريبة حتى يراها عابر سبيل، أو مسافر ضلّ الطريق في هذه الصحراء المترامية الأطراف ، ولا تحسب انني أوقدها إعلاناً للحرب على الغير ، أتعرف ماذا فعلت حتى أقوم بواجب الضيافة ؟ لقد عقرت فرسي الوحيدة بعد أن نفذ ما لدي من شياه حتى لا يقول عني ضيفي انني إنسان بخيل ، لقد ذاع صيتي وشهرتي في كل البلاد فأنا الرجل الحر الكريم الشريف صاحب الخلق الرفيع نصير المرأة والمظلوم والفقير والمحتاج ويكفيني فخراً انّ رسولنا الكريم قد قال فيّ :(( رحم الله حاتماً فإنه كان يحض على مكارم الأخلاق ))، عذراً أن زرتني هذه المرّة وعلى حين غرة فاستقبلتك بجفاء وأنا متأكّد أنّ استقبالي لم يعجبك أتعرف لماذا ؟ لأنك قد أشهرت سلاحك عليّ في بيتي وقتلت أبنائي وأبناء عشيرتي وقمت بالسطو على مؤونتي ورزقي الذي وهبني الله إيّه ، وبفعلك هذا أنت مع ( الشنفرى ) ومع جملة الصعاليك الّذين كانوا يرهبون النّاس بسلاحهم ويستولون على مقدّراتهم وقوتهم وعيالهم ، فرغم هوة الزمان بيني وبينك حيث أنك تعيش في القرن الحادي والعشرين متنعماً برفاهية التقدم العلمي العظيم في وطنك وسنحت لك الفرصة للتخرج من جامعة الحضارة في هذا القرن ، أرجوك أن لا تنظر إليّ نظرة الإستعلاء تلك فأنت لست أفضل منّي لسبب أنني لدي من الخلق الرفيع والحلول ما يكفي لحل مشاكل شعبك الذي تحبه وتحرص على راحته ، لا تستهين بي أبداً أنني أستطيع أن أغيّر حتى نمط تفكير أفراد شعبك الّذين تحبّهم وتحرص على رفاهيتهم فأنتم طالما ناديتم بالأمن والسّلام مابين الشعوب فلا اعتقد انّ هذا يتّفق مع اختراقك لبيتي وديواني العامر، فهل هذا من حسن المعاملة واحترام الغير وخصوصياتهم في ديارهم !!! .

لن أعذرك إن كنت لا تعرف عن عاداتنا وتقاليدنا فهل من المعقول أن تكون تخرجت من جامعة حضارة القرن الحادي والعشرين ولا تملك أن تتحلى بأبسط الخلق الرفيع وهو أن تطرق باب بيتي حتى اسمح لك بدخوله؟ فكيف تجلس في ديواني مهدّداً ومتوعداً مطلقاً نارك عليّ وعلى أبناء جلدتي ! ما عليك أيها الرئيس إلا ان تحترم مشاعري ومشاعر أبناء عشيرتي وعاداتهم وأخلاقهم ، عليك أن تراجع حساباتك وتعود إلى احترام مشاعر وحقوق الغير ، وأعلمك أنّ النار لم تنطفىء في حمانا إيذاناً بإكرام الضيف .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد