حل الدولتين

mainThumb

24-12-2008 12:00 AM

يعتبر تبني مجلس الأمن الدولي قراراً يهدف لتحريك مسيرة السلام الفلسطينية الإسرائيلية وتنشيطها "خطوة ايجابية مهمة"، خاصة ان (القرار) يدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل.

لقد انتظر الشعب الفلسطيني زمناً طويلا لكي يكون له دولة مستقلة يعيش فيها بكرامة وأمان واستقرار وأزدهار.

إن السلام العادل (القائم على "حل الدولتين") بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتعاهد على تطبيقه "الآن" هو السبيل الوحيد الذي سوف يحقق للفلسطينيين ما ينتظرونه.

إن الوصول إلى سلام دائم وعادل يُفضي إلى تعايش سلمي بين دولتين فلسطينية وإسرائيلية سينتج فارقا هائلا ليس في نوعيه معيشة الفلسطينيين والإسرائيليين فحسب بل في نوعيه معيشة شعوب المنطقة بأسرها، المنطقة التي مزقها "غياب السلام" واستمرار الصراعات والذي حرمها لفترة زمنية طويلة من اللحاق بركب النهضة الفكرية الحديثة والتطور العلمي والتكنولوجي والازدهار الاقتصادي والاستقرار السياسي الذي ساد في كثير من دول العالم والذي أنتج الرفاه لشعوبها.

إن من يستعرض التاريخ الدموي لهذه المنطقة منذ بداية القرن الماضي، (من قتل وتهجير ومعتقلات ويتامى وأرامل وفقر وبؤس وتطرف وإرهاب وعدم استقرار وعدم وضوح المستقبل)، والذي هو ليس سوى عذاب أبناء هذه المنطقة، يدرك أهمية حاجة المنطقة وأبنائها للسلام، ومن يدرك أهمية السلام ويرغب في العيش بسلام وأمان ويتمنى ذلك إلى أبناء منطقته علية أن لا يمل ولا يكل من السعي وراء السلام مهما طالة مسعاه، ولا يرفض أي محاولة تسعى لتحقيق السلام، مهما كان مصدرها، ومهما كانت نتائجها المتوقعة.

لا أعتقد بان هناك مبررات لا للعرب وعلى رأسهم الفلسطينيين ولا للإسرائيليين للتباطؤ في تحقيق السلام "الآن" كونه الحل السحري الذي سوف يعالج جميع المشاكل والقضايا التي تعاني منها دول المنطقة كانت اقتصادية- مالية أو سياسية- أمنية أو حتى اجتماعية- ثقافية.

وأعتقد جازماً بأن السلام العادل والدائم الذي ترنوا إليه شعوب هذه المنطقة سيتحقق "فعلياً" عندما يصبح السلام ومبادئه جزء لا يتجزأ من فلسفتنا الحياتية ومن التفكير السياسي والثقافي لأبناء وشعوب هذه المنطقة.

لذا يتطلب من نشطاء ومحبي السلام والعارفين بأهميته أن يعملوا على تثقيف شعوب المنطقة وتعليمهم بقدره وأهمية السلام في تقرير مصير حياتنا ومستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة من أبنائنا حتى يصبح السلام وليس الحرب والعداء والكره هو الثقافة السائدة بيننا.

أن السلام العادل (الذي يؤمن لكل طرف حقوقه) والتعايش المتبادل بين العرب جميعا والإسرائيليين "ضرورة إستراتيجية" و"مطلب أخلاقي" كون النقيض للسلام والتعايش هو الموت والدمار (( ضرورة إستراتيجية نتيجة للتقدم التقني المستمر في صناعة السلاح الذي أصبح قاتل فتاك للإنسان ومبيد للبشر ومدمر للحضارات، ومطلب أخلاقي حيث أن حياة الإنسان أكثر قداسة من أي شي أخر)).

على الرغم من اضاعة فرص سلام كثيرة في الماضي، منذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 181 قبل أكثر من نصف قرن والقائل بإقامة "دولتين للشعبين" والذي تمخض عن هذه الإضاعة عشرات السنيين من المعاناة، إلا أن عدالة (حل الدولتين) لا يزال أمرا قائما.

إن "السلام" النابع من الإيمان الجماهيري بمبادئ "حق الحياة الكريمة والآمنة لجميع البشر" و "التعايش بسلام" سيضع حدا لأعداء السلام، والمحرضين على الكراهية والإرهاب والقتل سواء كانوا عرب وفلسطينيين أو إسرائيليين، وسيساعد القادة "الحكماء" في هذه المنطقة على انجاز السلام الحقيقي (العادل والدائم). إن انتشار ثقافة السلام كفيل حقيقي وضامن لحل جميع القضايا العالقة، بما فيها القضايا الجوهرية بين العرب( بما فيهم الفلسطينيين) والإسرائيليين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد