الجدار العنصري الصهيوني بأيدي مصرية

mainThumb

02-01-2010 12:00 AM

لم أكن أعلم أنه سوف يأتي يوما أرى أن مصر العظيمة التي كان لها الفضل الأكبر في تحرير الوطن العربي كله ، كما أنها من دعم كل حركات التحرر والنضال الوطني لدول القارات الثلاثة آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية أن تصبح مصر أخرى لا نعرفها تحاصر أشقاءنا في غزة وتقيم جدارا فولاذيا أشبه بجدار الصهاينة في الضفة الغربية لخدمة أمن الكيان الصهيوني ناهيك عن الجنود على الحدود مع قطاع غزه الذي كان ولسنوات طويلة تحت الإدارة المصرية ، حيث مهمة هؤلاء الجنود توفير الأمن للمجرمين الصهاينة علما أن لقطاع غزه تداخلا إنسانيا وارتباطا اجتماعيا مع مصر جمعه الله ووحدته الطبيعة ولن تستطيع قوى في العالم أن تقطعها .

ومصر التي بعد انقلاب أيار الأسود عام 1971 م الذي قاده بطل العبور المزيف أنور السادات وأراده أن يكون متزامنا مع نكبة العرب الكبرى بفلسطين والتي يسميها الصهاينة بعيد استقلالهم المزعوم ووضع خيرت أبناء مصر في السجون والمعتقلات وانفرد بالسلطة وحرف ثورة 23 يوليو عن مجراها الطبيعي وأصبحت مصر من داعم ومساند للأمة العربية والإسلامية وكل حركات التحرر بالعالم لمصر أخرى تسير في مخطط الصهيو -أمريكي وكان مهندس كل ذلك الانقلاب أنور السادات وسيده هنري كيسنجر الصهيوني المعروف هدفها القضاء على ثورة 23 يوليو وانجازاتها التاريخية ، وكانت مصر بعد ذلك الانقلاب السباقة بالعدوان على الأشقاء مثل العدوان على الجماهيرية الليبية بشكل سافر عام 1977م وثم المشاركة في تدمير العراق بالعدوان الثلاثيني عام 1991م والمشاركة أيضا في حصاره لمدة 13 عاما حيث كان لها الدور الأكبر بعد ذلك في إسقاط نظامه الوطني وذلك بالسماح لقوات الغزو والاحتلال الانجلوأمريكية الصهيونية بالمرور من قناة السويس التي أممها الزعيم العربي الخالد جمال عبد الناصر لمصلحة مصر والأمة العربية وتقديم التسهيلات للقوات الانجلوأمركيه وتدمير الدولة العراقية وإرجاعها إلى ما قبل عصر الدولة ، وبالأمس القريب أيضا أشعلت الفتنة بين الشعب المصري الكريم والشعب الجزائري لأجل مباراة كرة قدم تافهة واليوم تحاصر أهلنا في قطاع غزة وتستخدم جيشها الذي كان على مدار التاريخ جيش مصر الوطني وحامي الأمة العربية في محاصرة قطاع غزه الصامد فهل جاء الزمن الذي نرى تحالفا مصريا صهيونيا ضد الأمة العربية والإسلامية حيث العداء المصري واضح لكل معسكر المقاومة والتحرر عربيا كان أم إسلاميا انظروا لعداء مصر مع إيران وتحالفها سابقا مع العميل المخلوع محمد بهلوي الذي استقبله السادات على أرض مصر الطيبة بعد أن طرده شعبه ووضع بذلك عداوة بين الشعبين الإيراني والمصري حتى يومنا هذا .

ماذا نسمي هذا الجدار الذي أقامته مصر مع قطاع غزه ، وهل أصبح أهالي قطاع غزه النصف مصريون من يهدد الأمن الوطني لمصر كما يدّعي المسئولون المصريون ، ماذا نسمي القرار الذي وصفه أبو الغيط وما أدراك ما أبو الغيط بالسيادي بمنع حتى قافلة شريان الحياة التي تحمل مساعدات إنسانية لقطاع غزة وقد جاءت تلك المساعدات من دول لا تربطها بفلسطين أي حدود ، حيث منعت بالقرار السيادي كما يدّعي أبو الغيط من دخول الأراضي المصرية عبر نويبع حيث طالبها بالدخول عبر ميناء العريش والهدف التعجيز وإرهاق أولئك الأبطال اللذين يريدون من هذه القافلة أن تكون صرخة ضمير للعالم بتحمل مسؤوليته أمام شعب يباد جوعا وعلى مرأى من العالم الذي يدّعي التحضر وتحملوا في سبيل ذلك التعب والمخاطر .

هل هذه مصر التي نحبها ونعترف لها بالفضل على كل الأمة وقد أصبحت اليوم للأسف تتحالف مع العدو الصهيوني لإقامة جدار الحقد العازل فهناك داخل فلسطين الجدار الصهيوني الذي قطع الكثير من الأراضي المحتلة عام 1967م ، إضافة لقوات أمن محمود عباس الجاهزة لحماية العدو من أبطال المقاومة وعلى قطاع غزه تولت مصر المسؤولية بإقامة الجدار الذي يسمونه بالسيادة لحماية الصهاينة من المقاومة ولتجويع أهالي قطاع غزة الصامدة وللأسف يأتي ذلك بالذكرى السنوية الأولى لفشل الصهاينة في عدوانهم على قطاع غزه لاقتلاع المقاومة ، وقد هزموا هزيمة سياسية عظيمة وما تقرير جولدستون إلا أكبر دليل على ذلك وقد فشلوا في الحرب وجاء الآن الدور لمصر لتكمل ما عجز عنه الصهاينة في محاصرة القطاع من خلال هذا الجدار الذي رفضه وسيرفضه كل الشرفاء في مصر الكنانة ، وبالأمس رفع عدد من مؤسسات المجتمع المدني المصرية قضية على الحكومة المصرية لمنع إقامة هذا الجدار الذي أساء لتاريخ مصر العريق وللقوة الناعمة المصرية التي أثرت بكل محيطها العربي والإقليمي وأصبحت مصر للأسف منذ انقلاب أيار الأسود مصر أخرى تعمل ضد مصر الحقيقية مصر جمال عبد الناصر وأحمد عرابي وسعد زغلول وعزيز المصري ونجيب محفوظ وطه حسين ومحمد حسنين هيكل وإحسان عبد القدوس وغيرهم وغيرهم .

ما نراه اليوم أن مصر كامب ديفيد تغتال مصر الحقيقية ولكن يبقى ما نراهن عليه هو الشعب المصري العظيم أن يعيد مصر لطبيعتها ولدورها المؤثر في أمتها ومحيطها ، إن التاريخ العريق لمصر لن يقبل هذه المهزلة أبدا أبدا يا مصر الكنانة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد