صحيفة السوسنة الأردنية

قديما قالو ان تاريخ الاوطان هو محصلة تجارب رجالها فاذا كانت تواريخ الرجال وتجاربهم هي المكونة الاساس لتاريخ الوطن فان تلك التجارب هي التي تفرز الرجال والقادة والابطال على مختلف مستوياتهم اقتصادية و اجتماعية او سياسية او ثقافية

والطبيعة تابى الفراغ واخطر ما يمكن ان يتعرض له وطن هو ملء الفراغ بالغث وتهميش السمين وكان هناك جهة تحاول ان تلعب بالخفاء وتواصل مهمتها لاقتحام الخط الاحمر لمجتمعنا المتراص والمتماسك الصابر صبر الجمال وتبدا النقر عليه ظانه انها ستفعل شيئا واليوم سمعنا عن قائمة الاثرياء التي اعطيت لوسائل الاعلام المختلفة لتمرير تلك المعلومة التي لاتستند الى حقيقة او واقع لان فلاحا بسيطا قال لي دفعوا لي بالدونم 2مليون عندي 200دونم بس انا ماببيع الارض لو طلعت روحي ولو ضربنا 2مليون ب200دونم سيصبح الاخ ضمن قائمة الاثرياء الاثرياء تلك ولعله يصبح راس هرمها

هذه القائمة تبرز اليوم في زمن المر بكل اسف كقنبله موقوته في ظل حالة من التمزق الاجتماعي وانهيار منظومة القيم وبعد ان ظهرت موضه الانتحار للتعبير عن وضع سئ يعيشه الكثير من ابناء مجتمعنا الكريم العزيز النفس الذي تربى على العز واكل الوز حتى وصلت للاتجار بالبشر وبالاعضاء البشرية في ظل الفقر والجوع والعطش والمرض الذي اصبح متنوعا لاندري له سببا ولاعلاجا وكانت المحاولات لاصلاح جانب على حساب الاخر الذي نمى وكبر واصبح يشكل خطرا على الوطن والمواطن

وظل السؤال يتكرر اين هي تلك الوعود بالرخاء والى متى سيظل المواطن يدفع الثمن ولماذا عجزنا عن تحقيق قفزة نوعية وكيف نمى رصيد هؤلاء الذين برزوا في وقت يئن المجتمع تحت وطاه الفقر والجوع جوع الانسان الكائن التاريخي والبنية التاريخية وكل عملية تتجاهله ستتحطم على جدرانه فالمجتمع كائن مدجج بالمشاعر والاحلام والرؤى والرغبات فلماذا تظهر قائمة الاثرياء اليوم وفي هذا الوقت بالذات ومن الذي صنفهم وكيف يصنفون اذا كان الغني غني النفس والنبيل الذي يعطي اكثر مماياخذ بنظر النبلاء والحكام والعزيز عزيز النفس والقنوع من رضي بما قسم الله له

أي قائمة تلك التي ضمت عائلات ثريه و ان كان هناك حقا من ثري فالثري هو واحد او اثنان اما بقية العائلة فهي تعيش في خانتنا تنظر الفرج من الله

تلك القوائم التي تم تسويقها بطريقة ليست ذكية اثارت الحساسية والكراهية والحقد والنقد وعرت البعض وتسائل الكثيربماذا اسهمت تلك الاسماء بما يخدم الوطن والامه وليكون لهم سطرا من سطور الرجال الذين يصنعون التاريخ و من الذي سرب تلك الاسماء وماالهدف وهل هي فعلا تضم قائمة اثرياء حقا ومن اين لهم هذا واين هي المسائلة وهل يتهربون من الضرائب وهل يخدمون بلدهم وامتهم وهل يسهمون بعملية التطوير والتحديث وهل وهل واخيرا هل هناك لله من اموالهم

لاندري كل ما نعرفه ان مثل هذا الخبر الاثارة كان يجب ان لا يثار وان لا يسمح له ان يمر فالغني هو الله وان كان هناك من اعطاه الله فهو يستحق ولكن ليتق الله بشعور الاخرين وفي حاجاتهم ومطالبهم ليتق الله في جمعها وفي انفاقها وفي الوطن واهله

فكيف اذا ما اشهر ثراؤه المزعوم وجعل حوله مناخ حقد وحسد وضغينه وافرز الف سؤال وسؤال