أطباؤنا في غزة هاشم

mainThumb

14-01-2009 12:00 AM

نعم انت جريحة يا غزة الإباء نعم جرحك النازف لم يرف له جف العالم نعم انت اليوم تلملمين اشلاء صغارك الغر وكلنا ننظر بلا خجل فما اهون دمعك الطاهر الذي تسكبين من مقلتيك على قلوبنا فلم نذرف عليك حتى دموع التماسيح نعم انت بحاجة لكل يد تمتد اليك فانت قد احترقت بنار العدو البربري وكأن الارض قد اهتزت من تحت قدميك ولكن مازلت تقفين بشموخ وإباء رغم المحنة وظلم ذوي القربى اشد مضاضة على النفس.

لقد لبى بعض أطباؤنا نداء الواجب بل لبوا نداء الدم الذي يسري في عروقهم دم الاخوة قبل دم العروبة دم المصير المشترك قبل دم الانسانية دم النخوة في وقت تخلى عنك المقربين منك نعم تركوا اهلهم ليقفوا بجانب صغارك الذين لم ترحمهم يد البطش والعدوان جاؤك ملبين النداء ليقدموا لك ما استطاعوا اليه سبيلا.

ان الكلمات تعجز عن وصف هذا الشعور ونحن نرى هؤلاء الاطباء الأردنيين والعرب قد دخلوا الى غزة الصمود متحدين الموت صارخين في وجهه القبيح لعل ايديهم الطاهرة تنقذ طفلا او شيخا جريحا.

لقد سجلوا اسماؤهم بلا شك بحروف من نور في كتاب تاريخك الدامي يا غزة الشموخ ولم يأبهوا للخطر المحدق بكل شيء في ازقتك وحارتك التي غمرها دم الاطفال والنساء وتركت فيها الاشلاء مطروحة على قارعة الطريق لتخبرنا بأن عدوا بربريا نازيا قد مر من هنا ونحن شهود عليه.

من هذا المكان ادعو وزارة الصحة ووزارة الخارجية ونقابة الاطباء الاردنيين الى سرعة التحرك والتنسيق لتوفير ممر آمن لادخال الاطباء الراغبين الى غزة ليقدموا المساعدة لاشقاءنا هناك نعم كوادرنا الطبية على اعلى مستوى وهي وجه مشرق لنا نفتخر بهم فل نكن اول السباقين الى خوض هذا الغمار من اجل انقاذ ما يمكن إنقاذه من الجرحى. واخيرا تحية اكبار واجلال لكل الاطباء الاردنيين الذين دخلوا الى غزة الابية ليعبروا عن تضامننا فنحن اشقاء الدم والمصير وتحية لكل الطواقم الطبية العربية والاجنبية التي مدت وتمد يد المساعدة الى شعبنا فهؤلاء الاطباء يخوضون مقاومة ضد الاحتلال الغاشم بعلاج الجرحى الذين صب عليهم هذا العدو البربري الهمجي جام غضبه نار سلاحه الذي لم يرحم صبيا ولا شيخا ولم يفرق بين شجر وحجر. ونتمنى لهم السلامة وليحفظهم الله من يد العدو الغاشم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد