العشائرية والدولة الحديثة
د. هاني الشبول
شاهدنا في الآونة الأخيرة من تاريخ مجتمعنا الأردني المعاصر حالة واسعة من الارتداد والانسحاب نحو العشيرة والعشائرية، حتى أصبحت أية مشكلة شخصية بين شخصين تتحول إلى اقتتال واحتراب عشائري شامل.
وأخذت الأصوات الأردنية المتنورة ترتفع محذرة من عودة تلك الظاهرة العصبية وما يترتب عليها من أمراض اجتماعية، تفعل فعلها في بنية وهياكل المجتمع إضافة إلى خطورتها على الوحدة الوطنية الأردنية.
لا تعتبر العشائرية من مظاهر الطبيعة العمياء، بل هي خلق إنساني مستند إلى روابط نفسية كلاسيكية أساسها التجميع العصبوي القائم على مصالح شخصية، (بغض النظر عن صغرها او كبرها).
اذا، فهي ظاهرة يمكن لجمها والسيطرة عليها والتحكم بها، ولو في حدود، كما يمكن إطلاقها من القمم حسب توقيت المصالح وبروزها وموائمتها لفترة ما!
وتعود العشائرية في جذورها إلى ما قبل القروسطية، أي انها خارج روح العصر، وبالتالي فهي حالة رجعية، لم تعد تتلاءم مع ما يفترض من التطور الاجتماعي والسياسي السائد في البلد، ومن شأنها أيضا أن تعيق المساعي الوطنية التي تبذل لتطوير مجتمع "مدني" يقوم على المواطنة، الأمر الذي يجعل التسليم بوجودها والتحالف معها أمراً محرجاً من الناحية الحضارية.
في المجتمع المدني، بمفهومه الحديث، تقوم العلاقات الاجتماعية والسياسية بين الأفراد وبينهم وبين الدولة على أساس عقد اجتماعي حر، تتحدد بموجبه حقوقهم وواجباتهم والقوانين والشرائع التي تنظم وجودهم الاجتماعي وسلوكهم السياسي والاقتصادي.
فهو إذا مجتمع الأفراد الأحرار المتساوون أمام القانون، وهو مجتمع تسوده قيم ومعايير القبول بالآخر وتعدد الآراء والأفكار، وحل الصراعات والخلافات قانونيا.
أما في المجتمعات الأهلية (مثل المجتمعات العشائرية والطائفية) يكون الفرد مندمج اندماجاً عضوياً في عشيرته أو طائفته وانتماؤه إليها قسري، فلا يملك حق نقدها أو مخالفتها، وكل خروج على أعرافها يضعه في خانة التكفير والعصيان، فالقيم والمعايير والأعراف والأنظمة مفروضة فرضاً، لا خيار في قبولها أو رفضها. ولا تعترف العشيرة بالفرد وحريته (الحرية الشخصية)، ولا تُراعى المساواة بين أعضائها، فهي قائمة على مراتبية طبقية.
فتركيبة المجتمعات الأهلية تشكل، أياً يكن شكلها، إرباكاً لقيام المجتمع المدني ونهوضه على أسس حديثة، وتعيق تشكل الفرد بفكرة الليبرالي والذي هو أصل المجتمع المدني وأساسه.
أن الخلاص من العشائرية، ومواجهة ما تفرزه من مظاهر التخلف وبعث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، هو مسؤولية كل القوى الوطنية الحية والمتنورة والمؤمنة والمقتنعة بهويتها الوطنية، ومسؤولية مؤسسات المجتمع المدني من أحزاب ونقابات وغيرهما من القوى التي تنادي بقيم العدل والمساواة والتسامح والتعددية، وإقامة مجتمعات ديمقراطية تقوم على أساس المواطنة الكاملة بعيداً عن الجنس والدين والطائفة والعشيرة والمنشأ الاجتماعي.. تصان فيها الكرامة والحرية الشخصية، وتمارس فيها الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، ويسود فيها القانون والمساءلة والمحاسبة وغيرها. هذا النضال (برأيي) لن يؤتي أكله وثماره إلا من خلال مناهج تعليمية وتربوية تؤسس لبنية مجتمعية تقوم على أساس فهم وتربية وطنية واضحة، تبدأ من مرحلة المدرسة إلى
مرحلة الجامعات، فبدون ذلك فإننا سنبقى غارقين في ثقافة الجهل والتخلف، هذه الثقافة التي لن تنتج مجتمعات حضارية.
مع تأسيس الدولة الوطنية الحديثة بركائزها الوطنية القائمة على حكم القانون وسيادته على الجميع لم يعد للتكتلات العشائرية وأدوارها ( أجابية كانت أم سلبية) أي أهمية، بل أمست حجر عثرة أمام التطور الاجتماعي والاندماج والوطني وإرساء أسس المدنية. حيث تعد العشائرية اليوم من التشكيلات السياسية- الاجتماعية المضادة لحركة التاريخ.
فبينما ترنو مملكتنا الأردنية الهاشمية بقيادتها المتنورة، وبمنطلقاتها العقلانية والديمقراطية إلى ترسيخ أسس الدولة الوطنية الحديثة، بأدواتها وفكرها، لا تزال العشائرية تتحكم بجزء من مسار تقدمنا، وتعرقل عملية الانتقال إلى المجتمع المدني، وتؤخر عملية تكوين مجتمع وطني موحد جميع (الأردنيين) فيه مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات.
فحتى يتحقق مفهوم الدولة الوطنية الحديثة كاملا، على المواطن الأردني أن يكون انتماءه أولا للوطن، وانحيازه أولا للدولة، ولا يحتمي بالعشيرة بديلا عن الدولة والقانون.
بلقيس تروج لمنتجاتها التجميلية وتتصدر الترند
إطلالات نور علي جريئة في لعبة حب
هذه الدول ستشارك في البطولة العربية للمصارعة
17 دولة تشارك في بطولة الأردن الدولية للجولف
مايا قطيشات تحرز فضية آسيا للناشئين للجوجيتسو
متى تغيِّر احتجاجات الطلاب معادلات السياسة؟
تفسيرات مرعبة لرؤية الخمر في المنام
البنتاغون يعلن الانتهاء من إتمام الرصيف البحري قبالة غزة
طلق زوجته بلحظة غضب والنتيجة ..
نائب الملك يتابع تمرين صقور الهواشم 4 الليلي
دراسة هامّة تبحث تداعيات اللجوء السوري على الديمغرافيا والهوية والأمن
مطلوبون لدفع مستحقات مالية .. أسماء
أسعار الأضاحي المتوقعة لهذا العام
استمرار جدل انخفاض أسعار المركبات الكهربائية .. توضيحات
اكتشاف موقع أثري جديد في جرش .. تفاصيل
هام من التربية لأولياء الأمور .. تفاصيل
تحديد أسعار الدجاج في المملكة .. تفاصيل
خط شحن بحري جديد بين إسرائيل ودولة عربية
إرادة ملكية بحصول شخصيات على ميدالية اليوبيل الفضي
الصناعة والتجارة تحدد سقوفًا سعرية للدجاج ابتداءً من الجمعة
حالة الطقس من الخميس إلى الأحد .. تفاصيل
تشكيلات إدارية وإحالات إلى التقاعد في التربية .. أسماء
أمطار الخير تعود إلى المملكة .. تفاصيل الطقس