تقارير طبية

mainThumb

11-01-2010 12:00 AM

قد يتدخل مواطننا في أي شيء ويبدي رأيه فيه! ويعارضه ويثور عليه، وقد ترفض الحكومة ومؤسساتها ودوائرها أشياء كثيرة من المواطن إلا التقارير الطبية، ولا يثق مواطننا بشيء قدر ثقته بالتقارير الطبية التي تصدرها المستشفيات، وإن كانت هذه التقارير تبطل حقا وتحق باطلا، فهو تقرير طبي صدر عن مستشفى يتحمل مسؤولية هذا التقرير وما يترتب عليه، فلا يستطيع مسؤول في مؤسسة أن يطعن في تقرير طبي أتى به موظف، ولا قاض يحكم بعكس ما يوجد في التقرير الطبي حتى لو رأى عكس ذلك، وإن بدا صاحب التقرير لا يشكو من شيء، فهو حاصل على تقرير طبي!!.

وإذا اعتدى أحدهم على آخر وأراد أن يتخلص من المشكلة يذهب الى المستشفى ويحصل بطريقة ما على التقرير أو حتى ينام على أحد أسرة المستشفى ويتقدم بشكوى على المعتدى عليه، فيعامل المعتدى عليه معاملة المعتدي، فيتنازل المعتدى عليه عن حقه! فيتخلص المعتدي من المساءلة فهو متضرر كما الآخر كما يقول التقرير.
أصبح من البديهي أن يذهب كل من دخل في مشاجرة الى المستشفى ليحصل على تقرير ليضيع الحق وسط زحام التقارير الطبية التي أصبحت تعطى على مزاج الزبون في الغالب، وليس كما هو الواقع الطبي لطالب التقرير.
موظفون يربكون العمل، وآخرون يلقون أحمالهم على زملاء العمل لكثرة غيابهم، مدارس تعاني الفوضى، وطلبة يمضون أشهرا دون تعليم! بسبب التقارير الطبية، وهناك من يبتزون أموال الدولة بتقارير طبية، وغيرهم ينهون الخدمة مبكرا ويحصلون على مستحقاتهم وغيرهم يرزح تحت الخدمة سنوات طويلة ولا يستطيع الركون الى الراحة وهو مريض، والسبب التقارير الطبية فمن يريد الحصول عليها فالأمر سهل المهم أن يعزم الأمر ويتقدم وتبدأ المراجعات، وفي النهاية يحصل على التقرير وإن لم يكن صحيحا.
هذه التقارير تشي بمشكلة في المجتمع أو في بعض فئاته، لماذا يتهرب الموظف من عمله ولا يرغب به؟!، في حين مجتمعات أخرى، يتسابق المواطنون فيها على العمل ولا يحسون بلذة الحياة بلا عمل، لماذا في مجتمعات أخرى ناهضة، إذا أراد صديق أن ينفع صديقه يهيء له عملا فيه تحد حتى يجد الصديق نفسه ويبدع، وعندنا بالعكس تماما يبحث له عن مكان في وظيفة حكومية والشرط ألا يعمل وتكون الوظيفة أحسن إذا كان صاحبنا جالس طوال اليوم بلا عمل أو يقضي بها ساعتين ويعود الى النوم الطويل.
من المسؤول عن هذا السلوك أهي الأسرة، أم المدرسة أم هي تراكمات من الماضي السحيق حيث مجتمعاتنا كانت تعيش في عصر الكلام!! فقط يأكلون ويتكلمون ليس إلا، وحتى تستمر هذه الثقافة عند البعض ليس لهم إلا التقارير الطبية، وحيث أنها في المتناول فلم?Z لا....


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد