اصحاب العطوفة والمعالي والدولة .. لا تنفع الفياغرا !

mainThumb

12-01-2010 12:00 AM

محمد ابوقاعود-امريكا

لا اريد ان اكون متشائم ولا اريد ان يفهم القارئ ان هدفي الوحيد هو الانتقاص من اصحاب الدولة والمعالي والعطوفة والسعادة انما هي حقائق اود الوقوف عندها مع عزيزي القارئ. الاصلاح و محاربة الفساد لا يتم بالتطبيل والتزمير والكتابة والزيارات واتخاذ القرارات وتشكيل اللجان والتوقيع على مواثيق الشرف ولو بلغت المليون(وما اكثر المطبلين والمزمرين هذه الايام) لمجموعة اصحاب الدولة والمعالي والعطوفة, هدفي من هذه المقالة النابعة من وجدان اردني غيور على الاردن واهله ان نسمي الامور بمسمياتها والابتعاد عن التسحيج والتزمير من اجل الاردن والاردنيين.

يعلق الأردنيون امال كبيرة على التغيرات الجديدة سواء كانت الحكومة الجديدة او مجلس الاعيان الجديد اوالانتخابات المنتظرة, فبعد تشكيل السيد سمير الر فاعي للحكومة بدأت الأوساط الشعبية والسياسية في الأردن الاستعداد الى ان التغيير قادم ونية الاصلاح حقيقية ولكني لن اطبل ولن ازمر واهز الذنب ولن اشارك الكثير في هذه الامآل لاني ادرك ان الواقع الأردني يحتاج الى حكومة وطنية من نوع مختلف غير الذي تعودنا ان نرى ,حكومة بخبرات ووجوه جديدة عرفت بنزاهتها وعلو مقامها العلمي والعملي وفي سعيها الدؤوب للاصلاح.

هذه الآمال والطموحات لم تمنع عودة نفس الوجوه التقليدية المتنفذة ,الذين لا علاقة لهم لا من قريب او بعيد بالاصلاح والتغيير, التي اعتدنا ان نراهم على مر العقدين او الثلاثة الماضية. هذه الوجوه من اصحاب الدولة والمعالي والعطوفة والسعادة يربطهم الكثير من القواسم المشتركة وقبل الحديث عن هذه القواسم فلا بد من الاشارة الى مجموعة (المقاطيع) وليعذرني الاستاذ ابو غنيمه ان استخدمت مصطلحه (المقاطيع) وان كان تعريفي لهذا المصطلح مختلف عن تعريفه. وهي مجموعة تغار على الاردن كما تغار وتخاف الام على جنينها ولكن ليس لهم حظ في ارث المال ولا المناصب وان كانوا لا يعترضوا على عدم ارث المال لانه رزق من الله .وبينهم وبين معشر الدولة والمعالي والعطوفة والسعادة مفارقات كثيرة:

هذه المجموعة على رغم انهم لم يرثوا المال ولا المناصب كما ورثها الكثير من اصحاب الدولة والمعالي والعطوفة والسعادة الا انهم ورثوا وتعلموا من الاباء والاجداد بإن لا يبغضوا الوطن وإن عصاه البعض, تعلموا دوماً الوفاء والاخلاص للوطن والدفاع عنه وإن خانه البعض , تعلموا من الاباء والاجداد حب الوطن والوطنية والمواطنة الصالحة , تعلموا ان يزرعوا الورود وان يخلعوا الاشواك لا ان يحصدوا كل شيء, تعلموا من الاباء والاجداد البساطة بان يعطوا الوطن كل شيء حتى ارواحهم ترخص من اجل الوطن بينما تعلم اصحاب الدولة والمعالي والعطوفة والسعادة ان يعطوا الوطن طالما الوطن يخدم مصالحهم وهذا جزء بسيط من مفارقات كثيرة والتاريخ شاهد.

عودة الان الى القواسم المشتركة بين هؤلاء اصحاب الدولة والمعالي والعطوفة والسعادة.

اولاً: ان هذه الوجوه التقليدية هي نفسها الوجوه التي تتناوب وتتداور على المواقع المختلفة في الاردن في العقود القليلة الماضية وان كان بعظهم امتداداً لابائهم واجدادهم.

ثانياً: هذه هي نفس المجموعة المسئولة عن المشاكل والتحديات التي يمر بها الوطن, هم السبب وهم نفسهم الذين فشلوا فشلاً ذريعاً في حل هذه المشاكل فما الجديد منهم؟ كيف نتوقع منهم ان يحلوا المشاكل والتحديات التي يواجها الاردن العزيز ؟ فاقد الشيء لا يعطيه!

ثالثاً: كلهم من اصحاب الملايين وهنا ادعو الله ان يزيدهم غنى ويفقرنا نحن معشر المقطوعيين زيادة على فقرنا ولكن كيف اصبحوا اصحاب رؤس اموال؟؟ وكيف حصلوا عليها؟؟

تعلمت من الغربة انهم عندما يضعوا بيل غيتس, ورن بفت, لورنس اليسون,كارلوس سليم وغيرهم من اغنياء العالم على رأس القائمة في مجلة فوربز على سبيل المثال فيعطى مختصر عن ثروة هؤلاء الاغنياء وكيف اصبحوا اصحاب مليارات , ولكن كيف اصبح اصحاب الدولة والمعالي والعطوفة من اصحاب الملايين. هل يحق لنا معشر المقاطيع ان نقرأ مختصراً كيف اصبحوا اصحاب رؤوس اموال حتى لا نظلمهم؟؟؟؟؟؟وحتى لا يتهمنا احد بانا حاسدين لهم وليس عندنا غير الجعجعة تجاه هذه النخبة!!!

رابعاً: يقال بان جميع اصحاب الدولة والمعالي والسعادة يتمتعون بالخبرة والحنكة والعلم لادارة شوون البلاد ,اذا كان هذا صحيحاً لماذا كل هذه التحديات والمشاكل؟؟ ولماذا الوطن يمر في كل هذا المصاعب ؟؟ اين العصا السحرية التي يملكها اصحاب الدوله والمعالي ؟؟

واخيراً لا بد من الاشارة الى ان معشر المقاطيع لديهم من الكفاءة والخبرة والحنكة والتجربة لادارة شئون البلاد, الفرق ان معشر الدولة والمعالي قد اخذو فرصهم وفشلوا وما رأى الوطن منهم الا المصاعب, و معشر المقاطيع ما زال ينتظرون ان يكون لهم الدور في محاولة اصلاح ما افسده اصحاب الدولة والمعالي.

اجمل وصف يمكن ان اصف فيه اصحاب الدولة والمعالي والسعادة(وسامحوني على هذا الوصف ) بمثل الرجل في نهاية الستينات و السبعينات من عمره وقد زوجوه من فتاة(المنصب او الموقع) في العشرينات من عمرها فعلى قدر ما يعطى لهذا الرجل من فياغرا فلن ينفع الفتاة ولن ينفع نفسه. الفتاة تبقى على حسرتها وفي النهاية الرجل سيصاب بنوبة قلبية وفي النهاية فضيحة على جلاجل كما يقول اخوتنا المصريين. وهذه حال اصحاب الدولة والمعالي والعطوفة ومواقع الدولة المختلفة.

هذه الحكومة هي استمرار للفشل المتعاقب للوزارات الأردنية واستمرار لنفس المسيرة التي اوصلتنا الى من نحن عليه. التغير والاصلاح والتطوير الذي يسعى له جلالة الملك عبدالله حفظه الله لن يتم حتى نخلص من هذه الوجوة التقليدية واعطاء الفرصة لاجيال جديدة نظيفة عفيفة مصلحتها الاردن والاردنيين وخدمة جلالة الملك والوطن.

sajedmohd@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد