الارهاب .. حـرب مبـادىء أم حـرب مصالــح

mainThumb

19-01-2010 12:00 AM

أمجد المجـالي / أمين عام حزب الجبهة الأردنية الموحدة

يدرك الجميع أننا نواجــه شكلين من أشكـال الإرهـاب إحداها يشـرف عليه تنظــيمات ترفــع شــعار التصــدي للظلم ,وتحت هـذا العـنوان تمتهن القـتل وتنشــر الإرهــاب وآخـر يقــوم علـى أسس عرقــية وعنصـرية تستــهدف الشــعوب الآمنة, تقودهــا دول كـبرى وغــيرها بذريعة مكافحــة وتصفــية الإرهاب تجري في إطارها محاولات إلغـاء دور حركات التحـرر الوطنـي وتحتل دول وأراض وتظلم وتركــع شعـوب, وتستخدم ممارسات لايتحملها العقل البشــري تتمثل في اعتماد سياســات قمعية وتصفيات جسدية وإحــياء للعصبيات القومـية والعـرقية والإثنية والدينيـة والطائـفية والمذهــبية والتي أفرزت حــروبا أهلـية دمــوية.
وفــي خضــم الصـراع بين الظاهرتين يدخـل العالـم فـي متاهــات وينقسـم الشـارع الدولي بين مؤيـد ومعارض لهذا أو ذلك رغـم كون كليهما ارهـابا ورغم كونهما يشكـلان خطــرا علـى أمن واستقرار وسلامـة الشعـوب أينما تواجدت,وفي نفس الإطار تتسع رقعة الإرهـاب كإفراز طبيعي وحتمي فـي أجــواء القهر والإحتقان التي ولدتها عـقود من الظلـم والقـهرالناجمين عـن الاحتلال والتهجير ابتداء مــن فلسـطين ومــرورا في العــراق وانتهاء فـيما تشهده المنطقة العـربية مـن تآمـر دولي يأتي علـى شكل مشاريع بمسـميات مختلفة بـما فيها مشــروع الشـرق الأوســط الجديد والشـرق الاوسـط الكبير والذي جل غايتهما فكفكة المنطقة العربية وإعــادة تركيبها بغرض إضـعاف هذه الامة وبشكل يخدم مصالح بعض الدول وأطــماع اسرائيل في المنطقـة ناهيك عن الغزو الثقافي الغربي الذي يستهدف كل مقومات الأمة بـما فـيها لساننا العربي , عماد هويتنا القومية .
وندرك أيضا أن الإرهاب بكافة اشكاله وصـوره قد أصـاب المجتمعـات الإنسانية بالإحباط وأشــاع ثقافة الخوف والكراهية بين الشعوب والأفـراد مما جعل منه عبئا ثقيلا مرهقا ومدمــرا للنفس البشرية ويفرض علـى مـن يمارسه التخلي عن جزء من آدميته وإنتمائه للجنس الذي كرمــه الله تعالى هو الجنس البشري , قال تعالى "ولقد كرمنا بني آدم "صــدق الله العظـيم .
واستطرادا?Z فنحن ندين الإرهاب الذي تمارسه كل التنظيمات الإرهابية التي تسببت في قتل الكثير وتهجيرالكثيرمـن المدنيين الأبرياء وفـي نفس الوقــت فنحن نديــن الارهــاب الذي تمارســه الدول والذي تسبب ويتسـبب في قتل النساء والشيوخ والأطفال بالمئات والآلاف يوميا فكلاهما إرهاب, وحتى لا يتصاعد الارهاب أو يستفحل فإن محاربته أصبحت مهـمة عالـمية وشرعية وإنسانية وأخلاقية تمليها الواجـبات الملقاة علـى عاتـق المجتمـع الدولي فـي حماية أمن واستقرار العالم وتوفير أقصى ما يمكن مــن درجــات الطمأنينة للشعوب وهذا يتطلب توحيد مواقف الشعوب في مواجهة هذه الظاهرة وحتى نتمكن من هذا فان المطلوب أن تتخلى بعض الدول عــن المعايير المزدوجة وعن المشــاركة في الارهــاب بشكل أو بآخر حتى نقنع هذه الشعوب بعدالة هذه المهمة , لأنه من الصعب أن تقنع عراقيا واحدا أن يقف ضد الارهــاب بينما تنتهك حقـوقه وحقـوق مواطنيه صباح مســاء في سجــون أبو غـريب وغوانتنامو أو إقناع غزيا واحداً أن يكون ضـد إرهـاب التنظيمات أو يمـقت الإرهــــاب بعــد ان سقطــت كل عائلته أو جزءا منها بالفسـفــور الأبيــض واليورانيوم المنضب وبالطائــرات والصواريــخ الإسرائيلية .

أما فيما يتعلق في موقف الأردن ودوره في التصدي للإرهـاب فإننا رغـم اقتناعنا بصدق النوايا واحترمنا لدوافعها فان المطلوب من إستمرار تعاونها في الاطار الدولي أن يرتبط المـوقف بشــروط من أهمها التأكــيد على أن استخدام القوة لوحده لـن يحقق الهـدف المنشود في إجتثاث الإرهاب مــن جذوره ما لم يرافقه رفع الظلم عن الشعـوب في فلسـطين والعـراق والعمل على تنفيذ برامج ومشاريع تنموية فــي المنطقة تهدف الــى رفـع مســتوى المعيشة والحد من حالات الفقر والبطالة وبدون ذلك وكما يقول المثل العربي سنبقى ننفخ في " قربة مثقوبة " وسيبقى الباب مفتوحا أمام تنامى ظاهــرة الإرهاب ويجعل من مهمة المجتمع الدولي مهمة لاجدوى عملية منها ويجعل من الشهداء الاردنيين ضحايا في مهمة مستحيلة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد