أزعجتهم رائحة موتك .. وبعد أيام أيقظتهم ..

mainThumb

21-01-2010 12:00 AM

حسان الرواد

طالعتنا وسائل الإعلام المحلية قبل أيام, عن اكتشاف جثة رجل ستيني قد تعفنت جثته, ولم يعرف عن موته أحد إلا بعد أسبوع أو يزيد, عندما اشتكى الجيران من رائحة كريهة أزعجتهم ليكتشفوا بعد ذلك أن جارهم ومن يسكن بجانبهم قد فارق الحياة وحيدا ومنذ أكثر من أسبوع....

وأقول بمناسبة اكتشاف الجيران لجثة جارهم بعد أن تحللت وتعفنت.. ووجدوا ما يشغل أحاديثهم..ومجالسهم وقبل أن ينسوا...

لولا رائحتك أسعفتك.... لما عرفوا...ولما اشتكوا... لولا رائحتك ما اتصلوا... من يبكيك أيها الشيخ الهرم... جدران الجيران...أم قلوب أبناء كصخر الصوان... تركوك تموت وحيدا... لم يسألوا عنك...أزعجتهم رائحة موتك...؟! وبعد أيام أيقظتهم.. فسحقا لجيران لا يعرفون جارهم... إلا بعد موته... وتعفن جثمانه...؟! أو في مشاجرة ... و مغفر شرطة ..أو محكمة...؟!

ما بال الأبناء قد قست قلوبهم وتحجّرت...ما بال جيران صمّت أذانهم.. وتعفنت... وخرست ألسنتهم...وماتت نخوتهم...وتبلّدت مشاعرهم... آه يا دنيا...كتب عليك أيها الشيخ الهرم أن تموت وحيدا... بائسا هزيلا ...لم يكن يريد طعاما ... ولا شرابا ... ولا مالا ... تخطئون أيها الأبناء إذا أعتقدتم أن الآباء ينتظرون فتات طعامكم...وشرابكم...ومالكم... كان يريدا أنيسا... رفيقا ..حبيبا...أنيسا يؤنس وحدته...ويطرد كآبة شيخوخته...يريد أنيسا يلقنه شهادته عند احتضاره ... ويرسم بسمة على محياه ...كان يريد سماع كلمة يابا رضاك عليّ ...يابا ...بحبك يا يابا...يابا سامحني يابا....وبدون أدنى حاجة... أيها الشيخ الهرم...قد متّ وحيدا....لم يفقد غيابك... من كانت عينك لا تقرّ بغيابه... لم يفقد غيابك...من كانت عينك لا تنام إلا بعد أن تكحّلها برؤيته... ولكن يأبى جسدك إلا أن يفجّر حكاية شيخ هرم...مات أياما دون أن يعرف بموته أحد....

rawwad2010@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد