شارع بإسم صدام .. ودول بإسم أمريكا !

mainThumb

21-01-2010 12:00 AM

تامر البواليز

بغض النظر عن رؤيتي وغيري لشخص الشهيد صدام حسين فهو فرد كغيره من بني البشر الذين عاشوا على هذه الأرض وبالطبع له العمل الخير والسلبي ، فلا أعتقد وأنا المحب لشخصه أنه كان معصوماً كالأنبياء من أولي العزم على سبيل المثال ، لذلك أرى من الأجدى أن نرى في أخطاءنا سبيلاً لمعرفة جادة الصواب وعدم الوقوف عندها والنحيب عليها لإنها حدثت والأمر كان .

وفي سياق الحديث أود أن أعرج على حدث إعلامي أخذ من التفكير والنقد والاستهجان ما لا يستحقه من فئة أترك للتاريخ الحكم عليها من خلال ما صنعته من الأمجاد وصون الكرامة لأبنائها كل على أرض وطنه الممزق من العرب الحقيقيين الذين لا يقبلون الضيم والخنوع والسيطرة عليهم من الغير مهما كانت الظروف والأحوال الآنية لهم في أي زمان ومكان ، ولعلنا شهدنا ما يسمى الاعتراض على تسمية شارع بإسم الرئيس العراقي الراحل في إحدى بلدات الكرك المعروفة لنا ، وبالطبع أعطي هذا الخبر متسعاً لا بأس به من قراءات وتعليقات أصحاب الرأي بشكل مبالغ به نوعاً ما .

وبناء على ما سبق أود فقط أن أعبر عن رأيي في هذا الأمر الذي أرى فيه بداية نوع من التعبير عن ما يجول في عقل صاحب هذه الفكرة من ضرورة إستذكار هذا القائد العربي الذي ذاع الصيت له على جميع أصقاع الأرض وإجتمعت قوى الأرض من أجل دحره لأسباب نعلمها ويريد الآخرون الغفلة عنها ، وبالتالي فلست أرى في الأمر شيئاً مبالغاً به إلى حد كبير ولست أرى ضيراً أيضاً من التراجع عن قرار التسمية لإنه وبكل بساطة هو مجرد أيقونة رمزية لا أكثر لزمن إنتهى ولا يعد الأمر إحياءاً لشخص عدوهم اللدود الرئيس الراحل من قبره مرة أخرى كما هي الفكرة عند الفراعنة ، وبالتالي القدوم به إلى قرية في الكرك ، لذلك فلا أرى ضرورة للخشية أيها الأشاوس البررة من التسمية التي أثارت وأحرقت وأغاضت فئة تكن كل الحقد والضغينة لشخص القائد الراحل .

إذا فتسمية مجرد شارع بإسم الشهيد صدام قلبت الدنيا ولم تقعدها في بعض العواصم العربية ، عند أولئك الذين يرون في الأمر تذكيراً به وتعبيراً عن إمتنان البعض له ، ولكنهم غفلوا عن ما هو أشد من هذه التسمية التي يرون فيها طامة كبرى عليهم ، نسوا أنهم قاموا بتمليك لا مجرد تسمية أراضيهم وثرواتهم لعدو صدام حسين ورفاقه من أبناء الأمة العربية أجمعين ، هؤلاء الأعداء الكرام ! الذين يسحقون أدمغة الأطفال في غزة ويقطعون أوصال الأطفال في جنين وأحرقوا أجساد الأمهات في الخليل وهدموا البيوت في القدس ودمروا العراق بأسره واغتصبوا عرضه وثرواته وتاريخه الذي يغيظهم ، وهم أيضاً من قصف مصنع حليب الأطفال في السودان ومن يهدد أمن لبنان وسوريا وغيرها ، هؤلاء يستحقون التمليك أيها السفير لا التسمية ! أيها المعارضون هؤلاء لهم الحق في أن يتملكوا الغالي والنفيس هؤلاء لهم الحق في السيطرة على حقولكم النفطية في الخليج العربي بأسره ، هؤلاء لهم الحق في نشر جيوشهم الساعية للتحرير عند الحاجة ! في شبه الجزيرة من أرض العرب وغيرها بالطبع ولهم الحق في استخدام أراضيكم لتدمير شعوب وحضارات منذ ألاف السنين ، هؤلاء لهم الحق أيها المستفزون بأن يستغلوا أموالكم الطائلة في خوض حروب لا ناقة لنا من وراءها ولا جمل ، لهم الحق في كل ذلك ....... ولكن مجرد قرية في الأردن صغيرة بحجمها وكبيرة في تاريخها تسمى المزار تود تسمية شارع أصم وأبكم وعاجز وأعمى لم ولن يقوى على قول كلمة الحق هذا الشارع الذي سينادى لعله يجيب ! بإسم صدام حسين ، هذا أمر في غاية الخطورة ويهدد الأمن القومي لبلاد الأبراج وجوارها وسيؤثر على صلة الوصل عند البعض مع أعدقاءنا !! في الموساد الإسرائيلي وزملاءنا في المخابرات الأمريكية وستسحق علاقة إمبراطورية سكان الشارع في المزار مع أحباءهم ممن يقومون بطرح العطاءات لتدمير القدس وبناء الجار العازل وأشقائه ، والكثير من سلبيات هذه التسمية البغيضة ؟؟ .

إنه لأمر مضحك جداً وبالفعل يا أمة ضحكت من جهلها الأمم ، وفي الخاتمة أناشد رئيس البلدة المعني بالأمر التراجع التام عن الأمر وليستعيض عنه بعبارة أشيرها عليه وهي النص المعروف ( قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر وقتل شعب أمن مسألة فيها نظر ) لعلها تصل إلى أسماع هؤلاء النيام وليخسأ الخاسئون .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد