الأردن إلى أين ؟؟!

mainThumb

24-01-2010 12:00 AM

لا شك بأن واقع الحريات العامة في الأردن يشهد تراجعا كبيرا في كل الاتجاهات وهذا أمرا مقلقا لدى كل من لديه ذرة انتماء حقيقي لهذا الوطن الحبيب ، وليس لهذه الحكومة أو تلك وبأمانة الكلمة أقول أن الأردن بلدا عظيما ولكن للأسف الشديد أن حكوماته لا تعرف قيمته ، ولو استعرضنا مسيرتنا خاصة بعد مرحلة الهامش الديمقراطي الذي ولد 1989م على أثر هبة نيسان المجيدة بعد نحو أكثر من خمسين عاما من الانغلاق والعرفية وبالفعل بعد تلك الهبة المجيدة حدثت انتخابات لمجلس النواب الحادي عشر الذي كان على القوائم المفتوحة بشكل نزيه ومحايد ، وقد أفرزت تلك الانتخابات مجلسا قويا لم يشهده الأردن إلا في انتخابات عام 1956م التي جاءت بـ سليمان النابلسي رئيسا للوزراء وكان الأمل أن يستفيد صناع القرار في وطننا من أخطاء الماضي خاصة إجهاض أول تجربة ديمقراطية في الأردن عام 1956 م ، والتي أفرزت رئيس وزراء حزبه منتخب من قبل الشعب ولكن للأسف شيئا من هذا لم يحدث بسبب قوة الشد العكسي من الديناصورات المستفيدة من غياب الديمقراطية ولعل السياسة الأردنية ومنذ إبرام معاهدة وادي عربة المشئومة قد أخذت منحنى آخر وأصبح الوضع الداخلي للأسف الشديد في أدنى سلم الأولويات انظروا لتخبط وخلط الأوراق كما حدث مؤخرا على أثر العملية الانتحارية التي نفذها المواطن الأردني همام البلوي ، وقد أعلنت طالبان باكستان بأن منفذ العملية أردني الجنسية وهنا انبرت الحكومة وأعلنت في كل إعلامها بأن منفذ العملية ليس أردنيا ولا علاقة للأردن به وما هي إلا ساعات حتى عادت واعترفت بعد إعلان أمريكا الذي جاء مؤيدا ما أعلنته طالبان باكستان وأن منفذ العملية أردنيا ، وقد قال أحد كبار المسئولين في الحكومة بأن الأردن سيطارد الإرهابيين داخل وخارج أرض الوطن ، إننا نتفهم الأولى حيث من حق أي دولة محترمة أن تحمي أمنها وأمن مواطنيها ولكن ما هي مصلحتنا في الأردن بمحاربة الإرهاب كما تسميه أمريكا خارج أرض الوطن إلا خدمة المصالح الأمريكية .

لقد كانت صدمة لنا ونحن نستمع لذلك المسئول الذي يتحدث عن ذلك وكأن الأردن قد أصبح يمتلك إمكانية دولة عظمى بمعنى أن هناك كما هو واضح تحالفا مع إدارة البيت الأسود في هذا الاتجاه وهذا يعتبر توريطا للأردن نحن في غنى عنه مع رفضنا المبدئي لما يسمى بتنظيم القاعدة وأفكاره التكفيرية ، إننا نفهم أن مصلحة الأردن في حماية أمنه الداخلي وهو مرتبط أيضا بأمن الأشقاء العرب خاصة دول الجوار وعلى رأسها فلسطين التاريخية التي أصبحت تسمى بالإعلام الناطق بالعربية بإسرائيل والمعروف أن الكيان الصهيوني المسمى بإسرائيل هو الخطر الحقيقي الذي يهدد أمن واستقرار ليس الأردن فحسب ولكن أمن واستقرار المنطقة بشكل عام لأنه جسم غريب زرع بها ، وكما تشهد الساحة الأردنية تراجعا كبيرا في حرية الرأي وخاصة الصحافة ناهيك على التضييق على الأحزاب الوطنية المعارضة حتى أصبحت مجرد ديكورات والنقابات المهنية وكم مسيرة سلمية منعت لأجل الصهاينة وعملائهم في بلاد العرب أوطاني ، ماذا نسمي الاعتداء في عز النهار على رمز وطني بوزن ليث شبيلات ، وبعد ذلك يدعى البعض بأنها مجرد مشاجرة ، ماذا نسمي اعتقال المساعيد وغيره أليس ذلك تراجعا كبيرا عن النهج الديمقراطي ، ولذا نرفع صوتا عاليا بالقول أن الحرية والديمقراطية ليست منحة من أحد ولكنها خيار الشعب فلم يعد اليوم للدينصورات المنقرضة مجالا في رحابة القرن الواحد والعشرون ، وعلى الحكومة الأردنية وكل الحكومات العربية أن تعلم أن العلاقة مع واشنطن لا تمر إلا من قلب تل أبيب أو تل الربيع المحتلة والعلاقة مع هؤلاء تعني بالجانب الآخر القطيعة مع الشعب ، وأمريكا ليس لها صديق.

إننا نشعر بالخطر المبكر على الأردن جراء بعض السياسات القاصرة وزج ووطنا بما لا يعنيه من حروب لا ناقة له بها ولا جمل ولهذا نقول حاسبوا من الانخراط بحروب أمريكا العبثية التي أدانها كل العالم المتحضر ، وبعد يقول الزعيم العربي الخالد جمال عبد الناصر بأن حرية الكلمة هي المقدمة الأولى للديمقراطية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد