الغش في امتحان الثانوية العامة

mainThumb

24-01-2010 12:00 AM

كان لافتا للنظر عدد حالات محاولات الغش التي تم رصدها والإعلان عنها من قبل وزارة التربية والتعليم, ولجان امتحان الثانوية العامة بشكل عام هذا العام, خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار عدد الحالات المسكوت عنها, أو الحالات التي لم يتم اكتشافها. امتحان الثانوية العامة مفصلا مهما في حياة الطلبة وذويهم, والنجاح في اجتياز امتحان الثانوية العامة يمثل الحلم المشروع للطالب وولي الأمر, ولكن النجاح ينبغي أن يقوم على أسس موضوعية من الاجتهاد والدراسة الجادة والمواظبة.

نعم النجاح في امتحان الثانوية العامة مفتاح المستقبل, والباب الذي يلج الطالب منه إلى عالم الطموح وتحقيق الذات, ولكنه نجاح ينبغي أن يكون صادقا لا مزورا. الضغوطات التي يعيشها الطالب وتعيشها الأسرة ربما تكون سببا من أسباب تنامي ظاهرة الغش في امتحانات الثانوية العامة, وما قد يرافقها أحيانا من اعتداءات على المراقبين أو إجراءات أخرى من شانها أن تعكر صفو الأجواء الاختبارية.

القلق والخوف من الفشل بشكل عام يولد الاستعداد, ولا أقول هنا القلق والخوف من الفشل بمعناهما السلبي, والذي يعيش الطالب معه حالة من الاضطراب النفسي الانفعالي, بل القلق الذي يشعر الطالب معه بالمسئولية, ويدفعه للاستعداد الحقيقي الصادق للدخول إلى معترك الحياة بأقدام ثابتة وقامة شامخة وعزيمة صلبة وطريق واضحة المعالم.

تقييم تجربة امتحان الثانوية العامة ينبغي أن يكون من قبل جهات محايدة متخصصة بدلا من الاعتماد على آراء بعض الزملاء الكتاب أو استطلاعات آراء بعض الطلبة أو أولياء الأمور والذين يحاولون أن يرسموا صورة مشوهة عن واقع الامتحان لتحقيق بعض المكاسب الرخيصة أو الرغبات الشخصية والتي- وللأسف الشديد- يعلو صوتها فوق صوت الموضوعية والمصلحة العليا للوطن.

وزارة التربية والتعليم مطالبة بأخذ كل الملاحظات التي ترد من الميدان, ومن الطلبة وأولياء الأمور, ودراستها بشفافية وتمعن وتأن وعلمية وموضوعية ومصداقية بعيدا عن الخوف من بعض أقلام الناقدة وغير المؤهلة, أو انسجاما مع رغبات بعض أولياء الأمور في نجاح أبنائهم في امتحان الثانوية العامة وحصولهم على معدلات مرتفعة بغير وجه حق.

النظام التربوي الأردني عامة بحاجة جادة ملحة إلى وقفة مراجعة وتقييم شاملة, فامتحان الثانوية العامة كشف ويكشف عن مواطن خلل كثيرة وهي بحاجة إلى علاج شاف شامل.

مستقبل الأردن أمانة بيد وزارة التربية والتعليم, وبيد كل المؤسسات المعنية بالشأن التربوي, وعليه فإننا نأمل من وزارة التربية والتعليم, وبمشاركة من كل المؤسسات التربوية ذات العلاقة, أن تبدأ مشروعا وطنيا طويل الأجل وواضح الخطى والمعالم للنهوض بواقع التعليم في الأردن.

abdallahazzam@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد