السياسات الغربية ضاعفت من معاناة المرأة

mainThumb

24-01-2010 12:00 AM

في المؤتمر الدولي الحادي والعشرين لجمعية شؤون المرأة في جنوب شرق آسيا والمحيط الهادي والذي رعته الأمم المتحدة، فقد قدرت الإحصائيات أن النساء على مستوى العالم: 1- يشكلن ما نسبته 51% من السكان.

2- ينجزن ما نسبته 66% من العمل.

3- يحصلن على ما نسبته 10% من الدخل.

4- يملكن ما نسبته 1% من الثروة.

هذه الإحصائية تدل على أن قضية المرأة قضية إنسانية أو عالمية وليست مقتصرة على المرأة العربية وبالتالي فإن الحديث عن تمكين المرأة يجب أن يكون على مستوى عالمي ومن هنا فإنه لا بد من تشجيع منطق التعاضد بين دعاة تمكين المرأة في العالم العربي والمجتمع الإنساني من أجل النهوض بواقع المرأة وتحقيق التنمية والعدالة والأمن، والسلم، إلا أن ذلك لا يلغي خصوصية واقع المرأة العربية ولا سيما أن هناك ارتباطا عضويا بين واقع المرأة العربية والواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي العربي وأن انعكاس هذا الواقع على المرأة أكثر تأثيراً منه على الرجل.

أن الغرب الذي يتشدق الآن بحقوق الإنسان وتمكين المرأة قد تأخر كثيراً في منح المرأة حقوقها فعلى سبيل المثال ثم منح المرأة حق التصويت في بريطانيا عام 1918 وفي الولايات المتحدة الأمريكية عام 1919 ثم تلا ذلك توجه بقية الدول الغربية إلى منح المرأة حقوقها السياسية بينما نجد أن الإسلام قد منح المرأة كافة حقوقها منذ مئات السنين، وعلاوة على ذلك فإن أبرز ما يؤخذ على الحركة النسائية الغربية أو ما يسمى بـ The Feminist Movement أنها جعلت المرأة الغربية هي النموذج أو المعيار دون مراعاة لخصوصية أو اختلاف الثقافات والظروف فيما يتعلق بالمرأة في دول العالم الثالث.

أما بخصوص المرأة العربية ودورها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية فأن المرأة العربية قد شاركت الرجل في النضال والكفاح منذ عشرات السنين ففي أوائل ومنتصف القرن الماضي كانت الأولوية لقضية التحرر الوطني إذ لا معنى أو قيمة للحديث عن حقوق المرأة أو حريتها في ظل الاحتلال ولذا فقد لعبت المرأة دوراً هاماً في النضال الوطني ضد الاستعمار ومن الصور الناصعة للمرأة في هذا المقام الدور الذي لعبته المرأة الجزائرية أثناء الثورة الجزائرية (1956-1962) حيث نقلت الرسائل والأسلحة والطعام للمجاهدين ولكن لسوء الحظ فإنه بعد تحقيق الاستقلال تم إنكار دور المرأة وبطولاتها وبقيت في الجزائر وغيرها من الدكتاتوريات العربية أسيرة ثقافة ذكورية تسليطه.

أما بخصوص واقع المرأة العربية في ظل المتغيرات المحلية والإقليمية والدورية فانة يمكن التوقف عند 4 محاور رئيسة هي: 1- أثر الاحتلال الأجنبي (فلسطين، العراق، الصومال) حيث تقع أسوأ الانتهاكات لحقوق الإنسان أثناء الاحتلال وبطبيعة الحال تنال المرأة نصيبا مزدوجا من الانتهاكات الجسيمة تحت وطأة الاحتلال في ظل أوضاع إنسانية مزرية مثل: انتشار الفوضى وانعدام الأمن مما يمثل بيئة خصبة لمعاناة المرأة وتعرضها للاضطهاد والاغتصاب والقتل علاوة على زيادة معاناتها بسبب غياب الرجل نتيجة الاعتقال أو الانشغال بالمقاومة فعدد النساء اللواتي فقدن أزواجهن في العراق نتيجة الاحتلال وصل إلى ما يزيد عن 2 مليون، الأمر الذي يؤكد أن العراقيين الآن هم الهنود الحمر الجدد الذي يتعرضون للإبادة على أيدي الأمريكان الغزاة.

2- أثر الحروب الأهلية (السودان، الجزائر، الصومال) لقد أكدت تقارير منظمات دولية إنسانية أن ما حدث في السودان في دارفور يصل إلى حد الجرائم ضد الإنسانية وقد تعرضت النساء في ذلك الإقليم المضطرب إلى شتى أنواع الاضطهاد والتعذيب والتشريد والقتل والاغتصاب، فيما عانت المرأة في الجزائر الكثير بسبب مواقف المتشددين الإسلاميين.

3- أثر الحرب على الإرهاب بعد أحداث 11/9/2001 فقد أدت الحرب على الإرهاب إلى آثارٍ كارثية على العالم العربي ولا سيما أن ردود الأفعال الأمريكية قد تجاوزت كل الحدود الأمر الذي أدى إلى تنامي الجماعات الأصولية ذات المواقف المتشددة تجاه حرية المرأة ومشاركتها أو تمكينها.

4- أثر العولمة بالرغم من الجوانب الإيجابية للعولمة حيث أصبح العالم قرية صغيرة تتصل وتتداخل الثقافات والأفراد والسلع وغيرها إلا أن نتائج العولمة ولا سيما في المجال الاقتصادي كانت لها آثار سلبية على المرأة ولا سيما أن العولمة زادت الفجوة بين الأغنياء والفقراء وزادت الأزمات المالية وفاقمت معدلات الفقر والبطالة والحرمان.

وحول واقع المرأة الأردنية فأن الأردن من أوائل الدول العربية التي منحت المرأة حق الترشيح والتصويت وكذلك التوقيع على معاهدة إنهاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة وقد يعزى ذلك لدور القيادة السياسية ذات الأفق النير وكذلك انتشار التعليم حيث حققت المرأة في الأردن وضعاً جيداً بالمقارنة مع شقيقاتها العربيات إلا أن ذلك لا يعني أن المرأة في الأردن قد وصلت إلى كل ما تريده، إذ لا تزال في منتصف الطريق ولا تزال الكثير من التشريعات ومنظومة القيم والثقافة تحول دون تعزيز مشاركة المرأة وتمكينها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد