إنفلونزا فراغ عقول الشباب !

mainThumb

06-05-2009 12:00 AM

علينا في البداية تسجيل كلّ معاني الفخر و الإعتزاز لصالح فئة الشابّات و الشباب الذين لا تغمض عيونهن/عيونهم و لا تهدأ جفونهن/جفونهم إلاّ قليلا لإنهن/لأنهم يعملن/يعملون في عدة مهن مثل محطات الوقود، البقالات، الأسواق ، المطاعم وغيرها لتأمين تكاليف دراستهن/دراستهم الجامعية و مساعدة الأهل في تسيير أمور حياتهم اليومية.

تعتب برامج تلفزيونية، مقالات، تعليقات و بعض أحاديث الناس على معظم شابات/شباب هذه الأيام بسبب إصابة عقولهن/عقولهم بفايروس فراغ العقول، في الوقت الذي تقدّمت فيه كافة العلوم والفنون، و تيسّرت سبل الإتصال و تطوّرت التكنولوجيا بصورة غير عادية.

ترى ما هو المقصود بالفراغ الموجود في عقول الشباب من الجنسين؟، وما هي أسباب تواجد أو تكاثر مساحة ذلك الفراغ؟، وكيف يمكن سد أو مــلء الفراغ أو جسر الفجوة الموجودة في العقول وغير المرغوب فيها؟.

ماذا يقصد العقلاء و النقّاد بفراغ العقول؟

المقصود هنا هو عدم وجود حيّـــز في عقل معظم الشباب لطريقة أو نمط أو أسلوب تفكير ناضج منبثق في العادة عن مستوى علمي رفيع المستوى، بسبب تركيز أولئك الشباب (من الجنسين)، أثناء وقت فراغهم أو غير فراغهم (إنشغالهم)، على إختيار مدخلات في العقول، فيها يقيم الفايروس، لا فائدة مرجوة لهم فيها ومنها، أو أن المدخلات لا تتضمن في جوهرها قيما علمية أو عملية (كما ونوعا) ذات نفع للشباب وأسرهم لا آنيا و لا مستقبليا، وبما يؤدي في المحصّلة الى وجود كوادر شابة غير قادرة على العمل بإنتاجية مرتفعة تتميّز بالكفاءة الفاعلية، و الإضرار بالأقتصاد الوطني في الأمد البعيد، و تولّد إنتكاسات إجتماعية مؤسفة.

يقضي معظم الشباب (من الجنسين) جلّ وقتهم في النوم بداية، و لا يجرؤ أحد على الإقتراب منهم لإيقاظهم !، و حين تستيقظ/يستيقظ الشاب تبدأ عملية المدخلات والتي يمكن إجمالها، في معظم الحالات، بسلوكيات أو أفعال أوبرامج خاوية تتكون من: (مراجعة الرسائل القصيرة الواردة للهاتف النقّال و المكالمات التي لم يردّ عليها، الإغتسال بسرعة البرق، تغيير ملابس النوم، ومن ثم الإهتمام بالمكياج وتصفيف الشعر على وجه الخصوص، والتفاوض مع الأهل حول مصروف جيب مناسب - بغض النظر عن الحالة المادية للأهل و متطلبات الأشقاء والشقيقات -، حيث يقوم كل فرد بالتفاوض لصالحه -، القيام بواجب الرد على الرسائل و المكالمات التي لم يردّ عليها، الإلتقاء مع الزملاء عند مجمّع المواصلات، تبادل الأحاديث حول كيفية قضاء اليوم السابق ، والتي تتضمن تفاصيل المكالمات والرسائل التي تمّ تبادلها، و الأغاني التي تمّ تحميلها على ذاكرة الهاتف المحمول عبر الإنترنت، الأفلام أو المسلسلات أو البرامج أو الكليبات التي تمت مشاهدتها (متابعتها)، و تفاصيل الخلافات مع الأهل حول الأكل و عدم الموافقة على زيارة الأقارب بحجة الدراسة أو الإمتحانات !، الدراسة لمدة نصف ساعة على الأكثر. ثم تبدأ عملية الدخول الى قاعات الدراسة، بتثاقل نظرا لعدم وجود رغبة في ذلك، و يخطط للنوم أثناء المحاضرات أو الغمز و اللمز أو الرسم على الدفتر أو معاكسة المحاضر أو الإنتباه قليلا للمحاضر لضمان النجاح في المادة). يعود الشباب (من الجنسين) بعدها للتجمّع لبعض الوقت قبل الإنصراف نحو البيت لتبدأ المكالمات و مواصلة التفاهات آنفة الذكر كمدخلات في العقل.

بإختصار، إن السبب الرئيسي المسؤول عن تكاثر فايروس فراغ عقول الشباب هو عدم تولّي الأهل زمام الأمور، لكي يتمكن أبناؤهم من تنظيم وإستغلال (إدارة) الوقت بصورة سليمة/حكيمة لتعزيز قيم العلم و منحنى الخبرة و سعة المعرفة لدى الشباب ، في الوقت الذي يتمادى الشباب في إستخدام الهاتف المحمول، متابعة قنوات الفضائيات، تصفّح الإنترنت وإختيار رفاق السوء ، وكل ذلك يؤدي إلى سوء إختيار المدخلات.

ومما لا شك فيه كذلك أنه تقع مسؤولية كبيرة على عاتق وسائل الإعلام و المدارس والجامعات في إستمرار تغلغل فايروس فراغ عقول الشباب.

لقد آن الآوان لأن تتضافر جهود الأهل (من خلال الرقابة الحثيثة على الأبناء)، وسائل الإعلام (من خلال برامج توعية وتثقيف مدروسة بأمانة وعناية)، المدارس (من خلال الرقابة الحثيثة وبالتنسيق مع الأهل)، الجامعات (من خلال تغيير نمط التعامل مع الطلاب أثناء المحاضرات أي زيادة التكليفات العلمية و عقد ورشات عمل تثقيفية للشباب) لإنقاذ الشباب من الفايروس اللعين الذي فيه مخاطر جسيمة تصيب أعصاب مستقبل الآف الأسر بحمّى لا يقوى عليها أحد !!!.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد