ليندا .. وماكس ، وإشكالية الذكر والأنثى !!!!!

mainThumb

08-05-2009 12:00 AM

 

* ايمن الفقرا

قصة غريبة ملخصها – على ذمة راويها – ان ليندا وهي فتاة أمريكية سئمت المحاولات الفاشلة للزواج من رجال لأربع مرات ، فقررت ان تداوي دائها بالزواج من كلبها واسمه ماكس حيث ألبسته بذلة العريس ، وتزينت هي كأبهى صبية لفارس أحلامها ،ودواء اوجاعها .

وحين سئلت عن سبب زواجها هذا المثير للجدل ، قالت : إن الكلب ،عفوا " ماكس" سيكون معها أكثر وفاء من ازواجها السابقين ، وأنه أي ماكس لن يقيم علاقات محرمة مع غيرها كما قام أزواجها السابقون بذلك . انتهى ملخص القصة .

نتساءل هنا ، ولعل تساؤلنا بريئا، هل وصلت الفتاة إلى نقطة اللاعودة ، إلى النقطة التي ماعادت ترى فيها فرقا واضحا ذا قيمة بين الإنسان والحيوان كالخيط الذي يفصل بين ظلمة الهزيع الأخير من الليل والفجر المضيئ؟؟ ام هي سذاجة الإنسان وتفاهة رأيه وتفكيره في لحظة يغيب فيها العقل وتضمحل فيها خيارات الإنسان الإنسانية ، ليستبدلها بخيار الحيوان ، لعل العطار يصلح ما افسد الدهر ؟؟؟!

ام لعله وراء الأكمة ما ورائها ، فتملك هذه الفتاة التفسير الذي لن يرضي الرجال وذكوريتهم ، فاتخذت هذا القرار الجريء لتكسر الحاجز النفسي وربما الحاجز البيولوجي كذلك بين الإنسان والحيوان ؟

لعل هذه الفتاة أرادت ان تقلب السحر على الساحر وطاولة الحياة المستديرة التي تأخذ أكثر مما تعطي ، وتتحيز لجنس الذكور على حساب بني جنسها لتبين للمتحلقين حولها زيف ادعاءاتهم وهشاشة حياتهم ؟ فالحياة بنظرها معركة يسعى كل طرف فيها لإفناء الآخر دونما هوادة

وبلا ادنى درجات الود والتفاهم في هذه القرية العالمية التي كلما زادت حضارتها تعقيدا وتطورا على الصعيد التقني والمادي ، زادت رداءة وتدهورا على الصعيد الإجتماعي والإنساني ، فالمقياس هو مدى الإشباع الذي يحصل عليه الفرد – ذكرا كان أو انثى - لحاجاته ورغباته ونزواته ، وليشرب الآخرون ماء المحيط .

في العصر الحاضر يقال أن الرجل هو الذكر الوحيد الذي يضرب أنثاه !! أفلا يدل ذلك على أنه متوحش له رأس آدمي رجعي ولو بلغ عنان السماء؟ قد يسأل البعض لم لا نقول أن النساء صرن مخلوقات لا تحتمل .

لنكن منطقيين في طرحنا ، رجالا ونساءً ، لكل منا أخطاؤه وعثراته ، نجاحاته وانتكاساته ، سلبياته وإيجابياته . فلم إذا لا يتقبل كل طرف طرفه الآخر على طبيعته وعلى سجيته دونما تلميع أو تشويه ودونما مواربة أو تملق ، فلا قيمة لجدارية بيضاء إذا لم تكن خلفيتها سوداء ،

والضد يظهر محاسنه الضد .

لست أفلسف الواقع ، ولست أجافيه ، إنما أعاينه وأفكر في العلاقة المأزومة بين ليندا والرجال ، التي ربما نسقطها على ما نسبته تسعة وتسعون بالمئة من علاقات الزواج في هذه الأيام ، وربما القادم أسوأ . لقد نفضت هذه القصة ، أو بالأحرى هذا الخبر غبارا مزمنا غطى عيوننا ، واستغشى قبلها قلوبنا فأوحى لنا باننا سائرون بالإتجاه الصحيح ،وأن السعادة غدت إحدى مقتنيات جيوبنا المتخمة بعبثية المادة وصدأ المادية ، فهيهات تجتمع سعادة وتعاسة !!

aimanfgara@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد