هيئة شباب عشيرة الجزازية .. والعودة إلى دور مفصلي

mainThumb

09-05-2009 12:00 AM

* موسى صبيحي الجزازي
عندما تصبح المسؤولية الوطنية حافزاً للشباب على العمل والبناء، سيكون الوطن بخير، وعندما يدرك الشباب أن اضطلاعهم بمسؤولياتهم العامة جزء من مستقبل وطنهم، فهذا يعني أن ملامح المستقبل ستكون مبشرّة، وعندما يتنادى شباب العشيرة الواحدة إلى الاجتماع من أجل التآلف والتعارف، والتواصل البنّاء لتحقيق مصلحة متصلة بمصالح الوطن فهذا يعني أن القضية المجتمعية، التي تشكّل منطلق التغيير وأساسه، باتت تشغل أذهانهم وأن نداء الوطن بصوره المختلفة يلقى آذاناً صاغية، وتتلقفه عقول مفكّرة يشغلها الوطن بكل همومه وأحلامه وطموحات أبنائه..
انتابتني هذه الأفكار الممزوجة بمشاعر الاعتزاز والفخر، وأنا أشارك في لقاءات جمعت مجموعة كبيرة من شباب عشيرة الجزازية التي أنتسب إليها، وتم خلالها عرض الكثير من الأفكار والمبادرات الجميلة التي تنم عن مسؤولية اجتماعية وطنية رفيعة، في إطار سعي لتشكيل هيئة لشباب العشيرة تبدأ من الاهتمام بشؤون العشيرة وشجونها، لتنطلق بعد ذلك إلى المدينة فالمنطقة فالإقليم فالوطن بأسره، اهتماماً يشي بالكثير من الشعور بالمسؤولية، المعزّز بالإدراك العميق بأن هذا الوطن يستحق من أبنائه الكثير الكثير وعلى كافة المستويات بدءاً من الأسرة فالعائلة فالعشيرة فالحي فالمدينة فالإقليم..
إنها واحدة من الاهتمامات المدعومة بأولويات النهوض والتحرك الإيجابي المسكون بمحبة العشيرة والمدينة والوطن.. ولا شيء أقرب من هذا التواصل الجميل المختلط بالإحساس المرهف وهو يحفّز الشباب على ترجمة الطموح إلى ممارسة وبرامج عمل، تبدأ من اللحظة التي تحركت فيها دوافع الشعور بالمسؤولية تجاه عشيرتهم وأبنائها إلى النظرة الأكثر طموحاً وأعمق مسؤولية صوب مكونات وطنهم الاجتماعية وتلاوينه الثقافية والفكرية، لكي تسهم في عملية التغيير والتطوير الإيجابي، عبر محاولات جادة ترسم ملامح المستقبل بأمل وثقة..
نشد على أيدي شباب عشيرة الجزازية وعلى مبادرتهم المسؤولة تجاه عشيرتهم ومدينتهم الأم ووطنهم الكبير، ولعلها البذرة الطيبة التي دفعت هؤلاء الشباب إلى الانطلاق بعيداً عن المصالح الشخصية الضيقة، والمطامح المحدودة، في واحدة من المبادرات التي ينبغي أن تعمم بين شباب العشائر الأردنية إيذاناً بمرحلة تتشكّل فيها رؤية وطنية موحدة عبر مجموعة من الرؤى المجتمعة على مصلحة الوطن، تقرر أي مسار نسلك، وأي طريق يمكّننا من تجاوز الصعوبات والتحديات بجدارة ونجاح..
أنا واثق بأن توجهاً من هذا القبيل سيكون له انعكاس إيجابي ملموس على مسيرة العشيرة وسيرسم توجهات أبنائها بما يحقق مصالحها الكلية، وسيعكس وجهاً باسماً لكل واحد منهم، كما سيكون له أثر كبير على المجتمع، خصوصاً عندما تحقق التجربة نجاحاتها وتغدو نموذجاً يمكن للآخرين محاكاته في إطار مسؤولية اجتماعية مشتركة تتجاوز مسؤولية مؤسسات وشركات الأعمال لتطرح أنموذجاً جديداً يحاكي ذلك الأنموذج الذي عرفه الآباء والأجداد وكان سائداً لحقبة طويلة عبر مسيرة وطنية عريقة لعبت فيها العشيرة دوراً مفصلياً فاعلاً في التغيير والتطوير والتضامن وتنمية المجتمع..


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد