دخان الوزارة ونارها ..
أخبرنا أبو حيان التوحيدي : " أن الجرجرائي عرض يوما على أبي سليمان المنطقي رغبته في تولي الوزارة في دولة بني العباس، فسأله المنطقي قائلا : هل تطيق دخانها، قبل أن تحرقك بنارها؟؟ فأجاب بـ : نعم. وبعد فترة من الزمن وإذا بالجرجرائي وزيرا، ولكن لم يطل عليه الوقت بمنصبها إلا وقد دخل السجن، وقطعت يداه...!!، فعلق أبو سليمان قائلا: حَرَقته بنارها قبل أن تَخْنقه بدخانها...".
فوطيس تولي حقيبة وزارية قد يجر مهلكة وندما، خاصة في بلد تملؤه الأهواء، وتتقاذفه الشائعات، وينتشر في شوارعه، وحاراته، وصالوناته السياسية اللغو، والفتك بأجساد العباد، ووري شرر الزناد، فنجد الكثير من الناس الذين يوردون من أحبوا أو كرهوا موارد الهلاك .
فعندما يتقلد أحد الناس حقيبة ما يأتيه في بداية توليه لهذا المنصب المهنئون، ويشمر عن سيقانهم المحبون، ويقف بين يديه المُبجِّلون، والمقدِّرون، ويتدافع نحوه من يقدم النصح والإرشاد، ويحذره من مغبة الرشوة والفساد، ويهديه لأخذ العبرة والموعظة من سير السابقين، وأخبار السالفين والمتقدمين، ويحذره من أن تكبو ركائبه، وأن لا تجود بالغيث سحائبه. فيكتوي دولته أو معاليه بنار المحبين المنتهزين، وتحرقه رمضاء الحاقدين ، و ترميه سهام الكارهين، و تطعنه سنان الرافضين ، فهو أمام فئتين الأولى شر من الثانية. فالأولى تجمل الصورة، وتجعلها بهية، والثانية تلونها بالسوداوية. فإذا ما اقترف الرجل خطيئة، أو ارتكب جريرة، كثر شانئوه، وقل شاكروه، وتنفس الصعداء كارهوه، ونكص على أعقابهم محبوه؛ فيكون في غيابات الجب وحده، وينشر المحبون والكارهون الشائعات ضده. فتوحدهم المصالح والأهواء، ويجمعهم الشيطان على الإغواء.
هذه حال المناصب الوزارية، وحال حاملي حقائبها السنية. الصورة رائعة في أيامها الأولى، مشوهة في ساعاتها الأخيرة. حيث تتكالب عليه مراكز الدراسات وأسئلة الاستطلاعات، وتكون نسب الرضا متدنية، وآراء العباد متجنية، ويكون في ذلك مؤشر أولي على طرح الثقة، وانقلاب الهوى، وتبدأ رحلة العبث والاغتيال، وطرح الشائعات والتقولات دون وجود ما ُيستند إليه من حقائق دامغة، أو إثباتات دالة ، وينتهي المطاف بالإقالة أو الاستقالة، فيحترق دولته أو معاليه بنار الوزارة ويذر في عينيه رمادها قبل ان يخنق بدخانها،...
فيا أيها الناس، ويا بعض قادة المجتمع المدني، ويا أيها القلة من الكتاب، والصحفيين الباحثين عن السبق الصحفي الهابط، والشهرة الرخيصة، لا تعيشوا على ضبابية الكلمة، ولا تقتاتوا على سادية المقالة، أو تتسلقوا عبر سوداوية الصورة. اتقوا الله العظيم بكل ما تفترون وتكتبون ، وبكل ما به عن الحقيقة تحيدون. كونوا منصفين وصادقين مع الله، ومع أنفسكم، ومع الناس ، ولا تسهموا بقتل الشخصيات وطرح الشائعات، فالوطن للجميع، والحقيقة أقوى من التضليل، وارتاحوا وأريحوا ، ولا تطفئوا أي بصيص أمل في نهاية النفق.
ورحم الله التوحيدي، وغفر له ولنا ، فإن في مقابساته، وبصائره، وأخلاقه، فيض من العبر، ومحاسن ومساوئ أخبار البشر. و عذرا لكم أعزائي القراء فلحديثي معكم بقية ...
yahoo .cm @ alnooti_2005
تمديد فترة التقديم لمشاريع البحث والإبداع الجامعية
بورصة عمان تغلق تداولاتها على ارتفاع الأربعاء
الأردن يعزي ليبيا بوفاة رئيس الأركان ومرافقيه بالطائرة المنكوبة
رئيس الوزراء يهنئ المسيحيين بالأعياد
ارتفاع عدد اشتراكات الإنترنت بالمملكة
وزير النقل يبحث مع طيران الإمارات تعزيز التعاون
الأمانة تنفذ مشاريع بـ 3 ملايين دينار لتحسين البنية التحتية
الاحتلال يواصل خروقاته بغارات وقصف على غزة
مذكرة نيابية تطالب بدعم النشامى من مخصصات الترويج السياحي
انخفاض مستوردات الأردن من النفط الخام ومشتقاته
أورنج الأردن تنظم التصفيات الوطنية لبطولة أبطال مركز أورنج الرقمي
محافظة البلقاء تحتفل باليوم العالمي للتطوع وتُكرّم جامعة عمّان الأهلية
النواب يحيل تقرير ديوان المحاسبة إلى لجنته المالية
وظائف شاغرة بدائرة العطاءات الحكومية
تجارة عمان تدعو لإنشاء مجلس أعمال أردني -أذري
جماهير الأرجنتين تنحني للنشامى بعد نهائي كأس العرب
يوتيوب يعود للعمل بعد تعطله لآلاف المستخدمين
بحث التعاون بين البلقاء التطبيقية والكهرباء الأردنية
القضاء على داعش .. مسؤولية جماعية
الطب الشرعي يكشف سبب وفاة شاب مفقود في الكرك
ارتفاع جديد في أسعار الذهب محلياً
حوارية في اليرموك بعنوان المدارس اللسانية المعاصرة
بدء الامتحانات النهائية للفصل الأول لطلبة المدارس الحكومية
اعلان توظيف صادر عن صندوق المعونة الوطنية .. تفاصيل
رضوى الشربيني في تصريحات نارية
توصيات اللجنة المالية في الأعيان بشأن الموازنة العامة
انطلاق فعاليات أولمبياد اللغة الإنجليزية العالمي للجامعات 2025


