المعلم وظلم ذوي القربى ..
المعلم وظلم ذوي القربى ..
معلمنا في الميدان شمَّاعة لكل الشامتين سواء من مسؤولي التربية أو من الطالب أو من المجتمع ، فالبُعد عن الشفافية في العمل والظلم في وزارة التربية ومديرياتها هو السبب الأكبر في تردي التعليم في عرين أبي الحسين ، بدءاً من تعيين القادة التربويين المسؤولين والذين يتم تعيينهم بالواسطة ، وهؤلاء هم الكارثة والطَّامة الكبرى على جهاز التربية والتعليم في الأردن .
أولياء الأمور يذهبون إليه بأرجلكم ويطلبون منه أن يربي أبناءكم ثم يغضبون إن ارتكب ولو هفوة بسيطة في حقهم ويقيمون الدنيا ولا يقعدونها وينعتونه بأقبح الألفاظ وأرذلها وينسون أنهم بشر وأن كل البشر خطاءون. إذا أخطأ ثارت الدنيا عليه وإذا أحسن أو أجاد كان الجندي المجهول الذي لا يذكره أحد. هل يريدونه أخرس لا يتكلم أم جلمودا يضرب به عرض الحائط وتنهال عليه المعاول والمطارق دون أن يئن أو يتألم. أليس هو بشر أيضا؟
لا ينتظر منهم أجرا ولا شكرا ولا يطلبها منهم وهو عفيف النفس إذا عُرضت عليه المساعدة منهم لأن نفسه أبيَّة عزيزة. يعمل ويطلب الأجر من الله أما أجره من الدنيا فلا يكاد يسد عوزه ومع ذلك يصبر ويتألم في صمت وكبرياء وإذا شاهد أبناءهم داخل الصف هش لهم وبش واعتصر الألم في داخل نفسه واحتسب أن لا ذنب لهم في سوء حاله وان أجره على الله.
يغضبون من سوء سلوك أبنائهم معهم ويغضَُون الطَّرف عنهم ويعللون النفس بحسن سلوكهم بعد الذهاب إلى المدرسة وينسون أن اصل الشجرة بذرة وأن الشوك لا يعطي عنبا ويطلبون من المعلم أن يتولى تصحيح ما فشلوا به في تربية أبنائهم فإن لم توافق طريقته هواهم ثاروا وقلبوا عليه ظهر المجنٌ.
إذا كنا نعُدُّ المعلم حجر الزاوية في العملية التعليمية فإن الطالب يعتبر محورها الأهم و بين الطرفين علاقة قوية تزداد فاعلية إذا فهم كل طرف دوره و رسالته فالمعلم هو المسؤول عن عملية التعلم من خلال ما يتبعه من طرائق و وسائل و أساليب و أدوات كي يحقق الأهداف التربوية و التعليمية ، و مسؤولية الطالب التفاعل مع ما يقدم له من معارف و مهارات و علوم وذلك من خلال الجد و الاجتهاد و الاستذكار و التركيز و الانتباه و الاستعانة بالله أولا ثم بمعلميه و العودة إلى أسرته إذا احتاج إلى معين . و السؤال الذي يفترض على التربويين طرحه و بحثه هو : من هو المعلم الذي نريده لطلابنا ؟ قد تطول الإجابة على مثل هذا السؤال و لكن بشكل مختصر أقول نريد معلم يعشق العمل التربوي و يؤمن بأنه صاحب رسالة لا وظيفة تربطه بوزارته فحسب و عندها لا يكون همه سوى قبض الراتب في نهاية كل شهر ، نريد معلم يغرس في عقول و نفوس طلابه القيم الإيمانية و الجمالية تجاه دينهم و وطنهم وولاة أمرهم ، نريد معلم يكون أسوة حسنة لطلابه في كل تصرفاته و أقواله و أفعاله تجعلهم ينظرون إليه بكل افتخار و يحملون له كل معاني التقدير و الاحترام و لا يرون منه ما يجعلهم يفقدون ما كان يجب عليهم القيام به تجاه من يعلمهم و يربيهم من حب و وفاء و احترام ، نريد معلم يعطي طلابه فرص الحوار و يتيح لهم التعبير و يدربهم على المناقشة و المحاورة و يعلمهم كيف يختلفوا و يظهروا على الوجه المضيء و المشرق لدينهم ، الدين الإسلامي العظيم الذي يأمر بالوسطية و ينهى عن الغلو والتطرف و يدعو إلى المحبة و السلام و التسامح . نريد معلم يحرص على تنمية الاتجاهات السليمة عند طلابه و يصحح لهم الأفكار الخاطئة و ينبههم إلى خطورة اعتناق الأفكار المنحرفة عن جادة الحق و الصواب و يعيد توجيه ميولهم إلى الطريق المستقيم الذي يضمن لهم حياة كريمة و عيشا سعيدا ، نريد معلم يدرك أهمية المعرفة و دور الثقافة في بناء شخصيته و تحقيق تكاملها فلا يبخل على نفسه بكل جديد مفيد في مجال عمله أو كل ما يعينه على تطوير قدراته و تحسين مهاراته و إبراز أدائه. نريد معلم لديه الاستعداد الجيد إلى تنويع أساليبه و طرائقه أثناء التدريس بعيدا عن الجمود والتقليدية التي لا تساعد طلابه على التحصيل الدراسي الجيد و لا تعينه على تحقيق التعلم المطلوب. نريد معلم يؤمن بأهمية دوره في مجتمعه الكبير و أن ذلك الدور يتعدى أسوارالمدرسة إلى الإسهام في تنمية مجتمعه من كل النواحي الاجتماعية والأمنية و النفسية . نريد معلم يدرك أن نجاح مدرسته مرتكز بداية على التفاهم بين منسوبيها و حسن علاقتهم و تقديرهم لبعضهم و قناعتهم بالمشاركة الفاعلة وأن الشعور بروح الفريق في العمل هو الروح المشجعة على تحقيق الأهداف و الوصول إلى الغايات والإيمان بأن الفرد قليل بنفسه كثير بإخوانه و أن احترام الأنظمة المدرسية و السير وفق الرؤى التربوية و احترام الرؤساء في العمل من سمات المربين الناجحين وواجب ملزم . هذا بعض ما نريد من المعلم و هناك المزيد .
من هنا لا يتأتى لنا هذا إلا بإيجاد القيادي التربوي الذي يتصف بالخُلق أولاً وبالشفافية ثانياً والعدالة ثالثاً ، لِما يقع من ظلم على المعلم في الميدان من بعض القيادات العليا متمثلة بمديري التربية وكثرة المُنظرين حولهم ، لأنهم السبب الأساس في تردِّي الوضع النفسي للمعلم والذي ينعكس سلباً على وضع الطالب ،والذين لا يجيدون كيفية التعامل مع مرؤوسيهم إلا بالصراخ والتعامل بفوقية غبيَّة ، والسبب أنهم وصلوا لهذه المراكز بالتعدي على حقوق الآخرين .
وفي النهاية نرجو الله أن يوفق ولي امرنا جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم ويبقى سدٍّا منيعاً أمام الفاسدين والمتطفلين ، ويحمي أردننا الغالي من كلِّ سوءٍ وعاش أبو الحسين أباً حانياً لكل أبناء الوطن .
الاحتلال يشن غارات جوية على شمال وجنوب وشرق لبنان
الحوثيون: أجبرنا طائرات الاحتلال على التراجع باستخدام صواريخ محلية
ترامب يصف تأسيس ماسك لحزب سياسي جديد بالسخيف
منتخب السيدات تحت 23 عاما يخسر أمام تونس
ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات في تكساس الأميركية
288 شهيداً خلال 100 ساعة في غزة
ترامب: قريبون جداً من صفقة بشأن غزة
«الخادمة» .. التي خدمها الجميع
هل تتحطم أحلام غزة على صخرة أهداف نتنياهو
إشارات ضعيفة على إطلاق وساطة جديدة في السودان
هل تخلت إدارة ترامب عن حل الدولتين
توقعات بالتوصل إلى اتفاق بشأن غزة خلال 24 ساعة
حبس وغرامة تصل لـ 500 دينار لمرتكب هذه المخالفة
مطالبون بتسديد أموال مترتبة عليهم لخزينة الدولة .. أسماء
مرشحون للتقدم للإختبار التنافسي لإشغال وظيفة معلم
تعيين أول سيدة برتبة متصرف في الداخلية .. من هي
الأشغال تدعو مرشحين للإمتحان التنافسي .. تفاصيل
الحكومة ترفع أسعار المحروقات بنوعيه البنزين والديزل .. تفاصيل
توحيد فتحة عداد التكسي في الأردن .. تفاصيل
المفرق: بوابة الأردن الشرقية ومطار المستقبل
انسحاب منتخب الأردن يثير غضب الإعلام العبري .. تفاصيل
1039 قطعة أرض للمعلمين في سبع محافظات
مهم بشأن ارتفاع أسعار اللحوم والزيوت ومنتجات الألبان
غدًا .. تشغيل خطي نقل عمّان إربد وجرش رسمياً
بيان عاجل من السفارة الأميركية في عمّان