دونما أطراف
أقلامي عاجزة حائرة في وصفك لا قدرة لي لايصال مكنونات نفسي ... سطوري مكفهرة تلاشت أمام سحر حسنك وطبيك ، حروف مبعثرة هنا وهناك لا أستطيع أن ألملمها . " اشتد عوده " جملة تقال حينما نرى الطفل الصغير قد كبر وصار رجلا ً صلدا ًيعتمد عليه ... وها أنا يا أمي أصبحت بفضلك رجلا ً يقف أمام معمعة الزمان ... يقف رغم ما جرعته سنينه القاسية كؤوسا ً من العذاب ... معك يا أمي وفي حضنك المنيع انتصرت ... استطعت أن أهزم آلامي وأقهر عجزي وقلة حيلتي ... لأقف أمام ظروف قاسية كقوة الصخور ...
بفضلك استطعت أن أقف دونما أطراف . إنه لأخف وطأة على النفس أن يخلق الانسان معاقا ً فيتكيف مع إعاقته منذ نعومة أظفاره ... أما وأن يكون صحيح الجسم فيبتليه الله في صحته "إنها والله لغصة" ... وأية غصة... الحمد لله على كل حال ... كنت في الثامنة من عمري حين ناداني صديقي معاوية لألعب معه في شارع الحي ... لبيت دعوته غير آبه لصراخ أمي " لا تذهب يا زيد تعال يا حبيبي ..." ولكن ماذا عن شقاء الاطفال !!!!! لم أصغ لنداء أمي ولم أعرها أي اهتمام فقد كنت شغفا ً بكرة القدم .. ورحت ألعب مع معاوية وبقيت ألعب حتى ذهبت الكرة بعيدا ً وركضت لالتقاطها ...
لقد كنت في سبات عميق أظنه دام إسبوع ... استيقظت ... استيقظت على بكاء أمي ... وليتني لم أستيقظ ... كنت أنظر في عينيها الذابلتين متسائلا ً ما بك يا أمي ؟؟ لماذا تبكين ؟؟ ولماذا أنا هنا ... وقبل أن أكمل أسئلتي التفت ذراعاها مطوقة عنقي بحنان حارق ... لم أر أمي بهذه المرارة إلا عندما توفي أبي ... كان عمري آنذاك خمس سنوات لم أكن أدرك معنى الموت ...تمنيت وقتها أن أحمل كل آلام أمي على ظهري ... واسترد ابتسامتها الندية التي سرقتها الاحزان ... إتكأت على حافتي سريري وهممت لتقبيل وجنتيها ...اردت الوقوف ترى أين رجلاي ... أخذت أتحسس علني أجدهما ...
صعقت بمرارة الحقيقة فقد تعرضت لحادث سير اضطر من أجله الاطباء بتر ساقاي ... حينها أدركت سبب هذه المرارة في بكاء الغالية ... كيف أستطيع الوقوف بعد الآن ؟؟ كيف سأمارس هوايتي مع معاوية والاصدقاء ؟؟ وكيف سأذهب إلى المدرسة ؟؟ وكيف وكيف ؟؟؟؟ لم أجد سوى دموع كادت أن تجف .... وقفت أمي إلى جانبي كظلي لا تفارقني ... تمسح دموعي وتواسي جراحي وتصبرني على ما ألم بي وتذكرني دائما ً أن أحمد الله جلت قدرته على كل شيء وأن أرضى بقضائه جل شأنه ... انتقلت إلى حياة جديدة بت أعتاد عليها يوم بعد يوم ...
صرت أستمد قواي من هذه الأم المثالية وأتسلح بسلاح الصبر كما كانت تعلمني دائما ً . كنا في عوز شديد وفقر ... لا معيل لنا بعدما توفي والدي _رحمه الله _فأنا أكبر إخوتي ... كان لي أخ اسمه رافع كان يصغرني بسنتين وكان لي اختين توأمين في السنة الثالثة من عمرهما ... اشترت أمي ماكنة خياطة متواضعة وصارت تخيط عليها لنساء القرية فلم يكن في قريتنا عمل لنسائها آنذاك فقد تعلمت عليها من جارتنا أم سلمان و أصبحت أمي ماهرة في الخياطة تفوق مهارتها أم سلمان ... وأصبحت جميع النسوة يلبسن مما تخيطه أمي حتى أنها أصبحت تبيع لنساء العاصمة ...
دأبت أمي على إقناعي في إكمال دراستي وإتمام ما فاتني منها ... سجلتني في مدرسة لذوي التحديات الخاصة في العاصمة وكانت تحملني وتوصلني مع العم "أبي راشد" وكانت مواظبة على متابعة دروسي وتشجيعي الدائم لأن أحصل على المرتبة الاولى وكنت دائما ً عند حسن الظن ... وفي الثانوية العامة كانت تسهر معي .. تتابعني عن كثب وكأنها أحد طلاب هذه المرحلة وتهيء لي جوا دراسيا ًً وتقول لي دائما ً " شد حيلك يا زيد حتى تحصل على معدل عالي " وكنت آخذ بنصائحها القيمة على الدوام ...
تلك الفرحة التي لطالما تمنيتها وحلمت بها (فرحة النجاح) استطعت من خلالها أن أرسم على وجه الغالية ابتسامة حقيقية لا يشوبها حزن ولأول مرة منذ سنين ... قالت لي أمي :" لازم تدرس جامعة يا ابني معدلك بأهلك " ولكن الجامعة مرحلة صعبة كيف سأجتازها . بقيت أمي المثابرة الاولى حتى أتعدى هذه المرحلة الدراسية ... وبالفعل استطعت بعون من الله أن أجتازها .. تخرجت من الجامعة بتقدير " امتياز " ليس هذا فحسب بل ظلت تشجعني وتتابعني وتقوي في ّ العزيمة حتى صرت مدرسا ً ... (( لم أشعر قط بالعجز وأنت معي يا أمي ولولاك ما كنت أنا هذا الرجل المتفائل المقبل على الحياة ... تعلمت منك الكثير ... وصرت أ ُؤمن إيمانا ً لا يعتريه شك بأن وراء كل رجل عظيم أم لا سيما إن كانت مثلك يا أمــــــــــــــــي )) .
مراقبون: الدورة الثانية فرصة لتفعيل دور النواب الرقابي والتشريعي
البيت الأبيض: ترامب يلتقي أمير قطر قبل زيارته لماليزيا
الجيش يضبط متسللاً على الحدود الشمالية
الجيش يحبط تهريب مخدرات عبر بالونات
الكواري: تأهل النشامى يضع الكرة الأردنية بين النخبة
الأونروا تجدد دعوتها لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة
لولا ينتقد الأمم المتحدة لعجزها عن حماية ضحايا حرب غزة
مايكروسوفت تطلق Copilot Mode في متصفح إيدج
وزير الطاقة يتفقد غرفة المراقبة والتحكم بشركة توزيع الكهرباء
مشروع لإلغاء الليل يثير رعب العلماء والفلكيين
الأردن الثالث عربيا في مؤشر الفجوة بين الجنسين بنسبة 65.5%
إصابة 3 فلسطينيين من قاطفي الزيتون باعتداءات إسرائيلية جنوب نابلس
اتحاد المزارعين يعلن الحد الأعلى لسعر تنكة الزيت
إحالة موظف في أمانة عمان للمدعي العام .. تفاصيل
انخفاض أسعار الذهب في السوق المحلية
الحكومة تعلن عن وظيفة قيادية شاغرة
فتح باب التجنيد في الأمن العام .. تفاصيل
وظائف شاغرة في الضمان الاجتماعي .. تفاصيل
وظائف شاغرة ومدعوون لإجراء المقابلات .. أسماء
تذبذب أسعار زيت الزيتون رغم التحديد .. تفاصيل
هذا ما سيحدث بقطاع السيارات بعد 1-11-2025
دمج العمل والسفر: نصائح للإنتاجية والاكتشاف
بعد وفاته المفاجئة .. من هو نصير العمري
مدعوون للامتحان التنافسي والمقابلات الشخصية .. أسماء
ما هي الألوان التي تناسب بشرتي





