الساعة الثالثة والعشرون قبل ولادة الوطن البديل …
وكلما ضاق الخناق على أعناق دهاقنتهم كلما طرحوا على طاولة السياسية الشرق أوسطية مخططاتهم الجهنمية من جديد. وإن ألعوبة الوطن البديل التي ينادون بها ما هي إلا واحدة من أوراقهم التي يعبثون بها بأمن المنطقة، فهذه اللعبة الخطيرة لا تهدد أمن الأردن وكيانه السياسي فحسب، إنها تهدد جميع دول الجوار، بل وتهدد العرب جميعا.
لكن الغريب في الأمر أن الرد الأردني على هذا الطرح الصهيوني العدواني لم يكن إلا ردا شعبيا فقط، والأغرب من هذا أننا لم نرَ حراكا رسميا أردنيا فاعلا و حاسما، ولا عربيا رسميا وشعبيا شاجبا ولا محذرا. وفي ظني أن السبب يعود في ذلك إلى حالة التقصير السياسي والإعلامي الرسمي الأردني الذي لم يفعِّل دوره على مرأى العالم ومسمعه؛ ولم يفضح خطورة هذا المؤامرة الصهيونية، ويكشف زيفها وعدوانيتها.
لقد ارتفعت في الآونة الأخيرة درجة التوتر السياسي الأردني، وأشار (البارومتر) إلى تزايد ملحوظ على نسبة سخونة هذا الحراك الداخلي الذي بدا جليا من خلال رد قادة الرأي الوطني برسائلهم التحذيرية المحملة بأعلى درجات المسؤولية الوطنية على القراصنة الصهاينة. فتصدى لذلك المحاربون القدامى ببيان وطني واضح الرؤى والتوجهات ، ثم تبعته مبادرة دولة أحمد عبيدات التي تفيض بقدر كبير من المسؤولية الوطنية الصادقة، وجاء بعدها بيان الباشا عبد الهادي المجالي المتعاضد مع كل ما سبق، وتوالت بيانات الأحزاب والنقابات، وتعليقات الكتاب, وتدافع المواطنون لتأييد ما جاء في كافة هذه المبادرات والبيانات، والتفَّتْ حولها غالبية الأطياف السياسية والشعبية التي أكدت أن الوطن للجميع، وأن التصدي لمؤامرة الصهاينة هو مسؤولية الجميع. مما أكد أن حالة الصحوة السياسية الوطنية قد صحت بعد طول غياب، وعادت بعد زمن من التغييب.
كما أنه لوحظ أن جميع هذه البيانات متفقة على تشخيص الخطر، ووصف العلاج الذي يسهم في تمتين الجبهة الداخلية، وتماسك الصف الوطني. وإن الأهم فيما وصفته هو تفعيل الميثاق الوطني الأردني الذي أصبح تفعيله ضرورة ملحة ومطلبا وطنيا، مما يستدعي إعادة التصويت عليه من جديد لتمتينه وتقوية فصوله ومواده، وخاصة ما جاء في الفصل السابع منه، والمتعلق بالعلاقة التاريخية بين الشعبين الشقيقين:
((( ـ : إن الهوية العربية الفلسطينية هوية نضالية سياسية، وهى ليست في حالة تناقض مع الهوية العربية الأردنية ويجب أن لا تكون، فالتناقض هو فقط مع المشروع الصهيوني الاستعماري ....، وبهذا المفهوم يصبح الأردن وفلسطين حالة عربية واحدة، بنضالهما المشترك في التصدي للمخطط الصهيوني التوسعي ورفضهما الحازم لمؤامرة الوطن البديل .
ـ : وعلى هذا الأساس ، فإنه لا يجوز بأي حال من الأحوال أن تفهم العلاقة الأردنية - الفلسطينية أو أن تُستغل أيُّ حالة فيها من أي طرف وتحت أي ظرف، لتصبح مدخلا للانتقاص من حقوق المواطنة وواجباتها، أو سببا لإضعاف الدولة الأردنية من الداخل، وخلق الظروف التي تؤدي إلى تمرير المشروع الصهيوني لتحويل الأردن إلى بديل عن فلسطين ...)))
إن كل من يحاول قراءة هذا الفصل من الميثاق، أو تلك المبادرات أو البيانات الصادرة مؤخرا قراءة منحرفة، أو يهدف إلى خلخلة توجهاتها الوطنية، فهو واحد من اثنين: إما أنه غير واع بخطورة المرحلة، أو أنه مؤيد للطرح الصهيوني الذي سيُفقد فلسطين العزيزة هويتها العربية والإسلامية.
ولصدّ هذه الهجمة الصهيونية الشرسة فإن الأردن يملك أوراقا قوية تمكنه من حرق كل الأوراق المطروحة على الطاولة السياسية في المنطقة، وتمكنه من قلبها رأسا على عقب، وسينجم عن ذلك قلب جميع الموازين والخطط والبرامج التي يخطط لها الصهاينة وعملاؤهم، وإن أوراقنا الوطنية معروفة للقاصي والداني، وإن شرَّ من يتقن قراءتها هم الصهاينة أنفسهم، وعملاؤهم.
أيها الأردنيون الصادقون، علينا أن لا نستهين بأي طرح تطرحه الحكومات الإسرائيلية المتتالية، فجميع ما تطرحه له صلة وثيقة بمشروع الدولة الصهيونية الكبرى التي تبحث عن قبائلها العشر الضائعة، وإن هذا النمط من المشاريع التوسعية يُدرس ويُمرَّر في كل المخابر السياسية والأمنية الصهيونية، وتتم قراءة نتائجه بعناية ودقة، وتوضع لها كافة (السيناريوهات) المؤدية إلى الأساليب الأنجع في التنفيذ.
أيها الأردنيون، إن المنطقة تمر الآن في حالة جدّ خطيرة، مما يتطلب من الأردن الرسمي خطابا دبلوماسيا مدروسا، وعلى درجة عالية من الوعي والإتقان يتولاه قادة سياسيون بارعون، وإعلام مميز؛ لأن المنحنى، كما هو ملاحظ، يسير باتجاه خلق حالة من الفوضى الخلاقة في المنطقة. ويتطلب من الأردن الشعبي والجماهيري أيضا الوعي الكامل بخيوط هذه المؤامرة، والاستعداد لمجابهة خطرها.
فالمطلوب منا أيها الرابضون على جمر الغضا أن نجهض ولادة الوطن البديل قبل موعدها، وأن لا نصحو في الساعة الثالثة والعشرين؛ ونندم ساعتئذ ندم الكُسَعيِّ. مع تمنياتي لوطني العزيز،قيادة وشعبا، بالعزة والمنعة. وللحديث بقية...
تمديد فترة التقديم لمشاريع البحث والإبداع الجامعية
بورصة عمان تغلق تداولاتها على ارتفاع الأربعاء
الأردن يعزي ليبيا بوفاة رئيس الأركان ومرافقيه بالطائرة المنكوبة
رئيس الوزراء يهنئ المسيحيين بالأعياد
ارتفاع عدد اشتراكات الإنترنت بالمملكة
وزير النقل يبحث مع طيران الإمارات تعزيز التعاون
الأمانة تنفذ مشاريع بـ 3 ملايين دينار لتحسين البنية التحتية
الاحتلال يواصل خروقاته بغارات وقصف على غزة
مذكرة نيابية تطالب بدعم النشامى من مخصصات الترويج السياحي
انخفاض مستوردات الأردن من النفط الخام ومشتقاته
أورنج الأردن تنظم التصفيات الوطنية لبطولة أبطال مركز أورنج الرقمي
محافظة البلقاء تحتفل باليوم العالمي للتطوع وتُكرّم جامعة عمّان الأهلية
النواب يحيل تقرير ديوان المحاسبة إلى لجنته المالية
وظائف شاغرة بدائرة العطاءات الحكومية
تجارة عمان تدعو لإنشاء مجلس أعمال أردني -أذري
جماهير الأرجنتين تنحني للنشامى بعد نهائي كأس العرب
يوتيوب يعود للعمل بعد تعطله لآلاف المستخدمين
بحث التعاون بين البلقاء التطبيقية والكهرباء الأردنية
القضاء على داعش .. مسؤولية جماعية
الطب الشرعي يكشف سبب وفاة شاب مفقود في الكرك
ارتفاع جديد في أسعار الذهب محلياً
حوارية في اليرموك بعنوان المدارس اللسانية المعاصرة
بدء الامتحانات النهائية للفصل الأول لطلبة المدارس الحكومية
اعلان توظيف صادر عن صندوق المعونة الوطنية .. تفاصيل
رضوى الشربيني في تصريحات نارية
توصيات اللجنة المالية في الأعيان بشأن الموازنة العامة
انطلاق فعاليات أولمبياد اللغة الإنجليزية العالمي للجامعات 2025


