والله بدها هجيني

والله بدها هجيني

30-05-2010 07:57 AM

" ألهجيني تراث شعبي يعبر عن مكنون النفس ، في حالة من جيشان المشاعر الوجدانية التي يفرزها الإنسان البدوي او الريفي صوتا عاليا من " كحف الرأس " يقول فيها رسائل لنفسه ولمن حوله من المستمعين ، ولمن تحته من الاراضين ، ولمن فوقه من السماوات ، مخاطبا كل اؤلئك في هذه الرسائل بان الحالة لديه وصلت حدا لا يطاق ولم يعد مفهوما ما يجري سوى ان الرويبضة والمتنفذين والشطار فازوا بالإبل وأكلوا الأكتاف ، ولم يعد يعنيهم إلا مصالحهم الضيقة ، مالا ، وجاها، ومناصب والقاب وكل شيء، ولم يعد للغلابى والحراثين والمتقاعدين امثالي سوى ألهجيني من كحف الرأس ، لان الرأس طار صوابه ،




ولم يعد فيه سوى صراخ الصوت، مضمونه ؛ خذوا كل شيء ، وأسيلوا الماء من تحتنا كما تريدون ، كسروا جوانحنا ، وقضموا أظافرنا ، وخذونا الى المجهول ، ولنؤكل واحدا تلوا الآخر .. واتركوا لنا ألهجيني نصرخ بها في البيداء ، وعلى ظهور الجمال او في سيارة على الطرقات كيفما نشاء ، نحسب السراب ماء لان الظمأ أعطشنا والأمل أشقانا وحسن الطوية وصفاء السريرة أتعبتنا ، ولم يعد سوى ذلك البصيص الذي يلوح في الأفق المجهول ، لعل به ماء وخبزا نستغني به عن المتعجرفين وجامعي الاموال والمناصب والالقاب وبائعي الاوطان..




ما دعاني الى هذا الحديث عن الهجيني ان عبارة " والله بدها هجيني " سمعتها مرات كثيرة في الأيام الماضية وأثارت أشجاني وأنا أتذكر تلك الأيام التي كنا نصدح بها هجيني من كحف الرأس حاولت معها ان أجد رابط بين السياسة والهجيني وقد غلبتني الحيرة وصعب علي الحديث رغم تزاحم الافكار وترابط المعلومات وتذكرت قول الجواهري: وحين يطغى على الحران جمرتة فالصمت أفضل ما يطوى عليه فم وقررت ان اترك هذا الأمر لمن يعرفون السياسة في واقعها تجربة وعملا وتنظيرا، فقد اصبحوا يتحفوننا دائما بالجديد وبالمثير وبالمستغرب ولديهم القدرة على المناورة والتراجع ، ولي رجاء ان لا يحذروننا ولا يهددونا ولا يخوفوننا هذه المرة فقد تركنا لهم السياسة فليتركوا لنا الهجيني نصدح بها من قحف راسنا حتى يقضي الله امرا كان مفعولا ..، وليسمحوا لي بنقل قول الحكماء عن الحكمة نفسها التي هي اساس السياسة كما العدل الذي هو اساس الاعتدال إذا سقطت الحكمة سقط معها كل شئ ولو بعد حين … khasbeh@gmail.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد