إلى المشككين في أوردغان .. أفمن يصرخ كمن لا يصرخ.؟!

mainThumb

09-06-2010 07:00 AM

 
طالعنا أحد المسؤولين المصرين في الحزب الحاكم في مصر بتصريح يقول فيه: "إن أوردغان لا يجيد إلا الكلام" في إشارة إلا أنه لم يفعل شيئا لغزة كما فعل النظام في  مصر..؟! وليس غريبا بعد المواقف المشرفة لحكومة حزب العدالة والتنمية, أن تظهر أصوات نشاز, وأقلام مأجورة, وسهام مسمومة تحاول التقليل والتشويه من الشعبية الكبيرة التي بات يحظى بها أوردغان في الشارع العربي والإسلامي, خاصة بعد المواقف المشرّفة له منذ الحرب على غزة ومرورا بدافوس وانتهاء بأسطول الحرية؛ هذه المواقف التي عرّت النظام الرسمي العربي وأحرجته من خلال المكانة المتدنية التي ظهر بها على الساحة الدولية, لسبب أساسي وهو بعده الكبير عن نبض الشارع العربي بكافة أطيافه, على عكس الحكومة التركية التي تمثل الشارع التركي وكرامته بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ..؟!



  نعم أوردغان خطيب مفوه ولكن على الأقل كلامه فعّال ومسموع ومصحوب بأفعال وله ثقله الدولي, وقد ظهرت نتائج كلامه وتصريحاته من خلال المواقف والتصريحات الدولية بعد الاعتداء على أسطول الحرية ومقتل الأتراك في محاولة من الدول الكبرى تخفيف حدة الغضب الحكومي والشعبي في تركيا على ما حدث, وعلى عكس ذلك تماما عندما يتعلق الأمر بالدم العربي الذي يراق صباح مساء دون أن يجد من يعزي به.

 
·        نعم لتركيا مصالح وما الضير في ذلك.

يخطئ من يظن أن تركيا ليس لها مصالح فيما جرى, ويخطئ أيضا من يعتقد أن الدم العربي أغلى عند تركيا من الدم التركي الذي أريق على سفينة مرمرة, ومع ذلك نقول: أن المصالح التي تحققها تركيا من خلال مواقفها اتجاه غزة هي مشروعة وحلال عليها, ولا شك أنه عندما ترى العلم التركي يرفع في كل بقاع الدنيا ويكون له ميزة إضافية في بلادنا العربية بهلاله ونجمته, إضافة إلى صورة العملاق أوردغان والتي أظهرت نتائج إحدى الاستطلاعات الذي قام به أحد المراكز المهمة للدراسات في الدول العربية وقبل حادثة سفينة مرمرة كما صرّح بذلك الإعلامي غسان بن جدو؛  بأن أوردغان كان الشخصية الأولى شعبيا في العالم العربي, وبات المواطن العادي في الشارع العربي يتشوّق لسماع ما يقوله أوردغان بل ويطرب له. هذه النتائج والمظاهر تحمل ما تحمله من دلالات كثيرة وكبيرة والتي تحتاج منا للتأمل بشكل عام, ومن النظام الرسمي العربي بشكل خاص.

 
·        من يهن يسهل الهوان عليه.

من لا يملك خبزه لا يملك قراره السياسي, ومن تعوّد المذلة ألفها وباتت النمط الذي لا غنى عنه, ولقد أظهرت حادثة أسطول الحرية كم هم كبار وكم نحن صغار, بتنا نقرأ ونسمع عن الكرامة ونحن أبعد ما نكون عن طعمها ولذتها, حرمونا منها وأقنعونا أن هذه الحياة هي قدرنا ولا مفر منها, ما كنا نحبه كرهوه وأُكرهنا على كرهه, وما أحبوه وكرهناه أجبرنا على حبه أو التظاهر بحبه, نبضنا ليس كنبضهم ونبض قلوبهم مع قلوب غيرهم.



في دافوس عندما غضب العملاق, وانتصر لكرامة الأمة جمعاء, وخرج بكل كبرياء, كان على الطرف الآخر أمين عام الجامعة العربية, حيث وقف مع من وقف عندما همّ أوردغان بالخروج, وكان أمين عام الجامعة في هذا المشهد يمثل حال النظام الرسمي العربي العاجز, فكان يقدم رجلا ويؤخر أخرى, هل يتبع أوردغان ويغضب لغزة, أم يبقى؟ التفت هنا و ونظر هناك لا يعرف ماذا يفعل؟؟ شيء من الماضي يدفعه للخروج,  وواقع ألفه يأمره بالبقاء, حتى أمسك بيده أمين عام الأمم المتحدة وأجلسه ليبقى..؟! ولسان حاله يقول:



 وما العجز إلا أن تشاور عاجزا    وما الفعل إلا أن تهم فتفعل

 
·        دعم الاقتصاد التركي واجب وجزاء الإحسان.

على الشعوب العربية, ووفاءً للمواقف التركية المشرّفة, ودعما للاقتصاد التركي المسلم, ولتقوية حكومة حزب العدالة والتنمية التي راهنت علينا, كل ذلك يدفعنا بقوة لشراء وتسويق المنتجات التركية ويكون ذلك بشكل علني وصريح وتتبناه مؤسسات المجتمع المدني في كل الدول العربية, فإذا لم نستطع مقاطعة بضائع الدول الداعمة لإسرائيل, فأقلها يجب علينا دعم الاقتصاد التركي, فهل الإرادة الشعبية قادرة على ذلك؟

 rawwad2010@yahoo.com

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد