في ذكرى اعدام مهرجان جرش

في ذكرى اعدام مهرجان جرش

07-07-2010 06:06 AM

  انطلقت في الاسبوع الماضي فعاليات ما يسمى مهرجان الاردن الذي  اقيمت دورته الاولى في صيف عام 2008 على اشلاء مهرجان جرش الذي قرر مجلس الوزراء آنذاك اعدامه دون بيان للتهمة التي من اجلها استحق هذا الحكم القاسي .

 

بدأ مهرجان جرش  متواضعا قبل ما يزيد على ربع قرن من الزمان  ترعاه جامعة اليرموك  ثم تطور إلى مهرجان رسمي ترعاه وزارة الثقافة الاردنيه . كان المهرجان يعقد بين  شهري تموز  وآب من كل عام في جرش، تلك المدينة الاثرية التاريخيه التي تشهد بقاياها على  تعاقب العديد من الحضارات العالمية عليها ففيها تشكيلة من الدلائل على حضارة الاغريق والرومان واليونان والمسلمين ،  ، هذه الاثار التي كانت تستخدم لاقامة فعاليات المهرجان الفنية والثقافية.



كان مهرجان جرش اردنيا بامتياز وقد عمل في ادارته نخبة كبيره من المبدعين الذين قدموا كل ما حازوه من خبراتهم وعلومهم في سبيل انجاحه في كل عام ، حتى اصبح المهرجان متنفساً لآبناء الاردن على اختلاف  انتماءاتهم  وقدراتهم فكانت مسارح جرش وساحاتها وشوارعها تستقبل مزيجا من فئات الشعب  الاردني خاصة والعربي عامه فقيرهم وغنيهم ، كبيرهم وصغيرهم ، كل منهم يختار ما يناسب ذوقه وثقافته  وتقاليده من فعاليات المهرجان المختلفه .



وبعد سنوات من انطلاقته الاولى اصبح مهرجان جرش حدثا فنيا وثقافيا عالميا ، اخذت تتجه اليه انظار الفنانين والادباء والشعراء الاردنيين والعرب والفرق الفنية العالميه حتى انه اصبح محطة مهمه في المسيرة الفنيه لكثير من المطربين العرب واصبح شرف المشاركه في المهرجان قمة المجد والشهره ، فمن لم يشارك فيه من الفنانين  فوت فرصة رائعه للانطلاق الى قلوب الملايين وقد كان هو الخطوة الاولى على طريق الفن لكثير من المطربين العرب مثل كاظم الساهروأحلام ونوال الزغبي وغيرهم الكثير ، كما ان عملاقة الفن والشعر والادب  العربي شدت وصدحت وتألقت على مسرحه الجنوبي والشمالي مثل فيروز، صباح فخري، محمد عبده، نجاة الصغيرة، سعدون جابر، وردة الجزائريه ، سميرة سعيد، مارسيل خليفة، ماجدة الرومي، الشاعر أدونيس ، ملحم بركات، الشاعر البردوني ، الشاعر محمود درويش ،الشاعر سميح القاسم. وغيرهم الكثير ، وفي ساحاته وشوارعه تألقت الكثير من الفرق الفنيه العالميه  الاوروبيه والامريكية  والاسيويه والافريقيه ،  بالعروض الفولكلورية الراقصة ، ورقصات الباليه والأمسيات الموسيقيةوالشعرية، والمسرحيات وعروض الأوبرا، كما كانت تقام على هامشه معارض لبيع المصنوعات اليدوية التقليدية .



كان المهرجان اردنيا بامتياز كما قلنا ، لكن كانت هناك ايادٍ خفيه ربما ارادت ان تتخلص من كل ما هو اردني ، فبعد ان تخلصنا من اكبر المشاريع الاقتصادية والتنموية الاردنيه التي اقامها الرعيل الاول بالعرق والدموع مثل البوتاس والفوسفات ومصفاة البترول وشركة الاتصالات وشركات الكهرباء والمياه وغيرها الكثير  ، توجهوا الى ثقافتنا ليتخلصوا من مهرجان الاردنيين مهرجان جرش ، ليستبدلوه بمهرجان الاردن الذي لا يحمل من الاردن الا الاسم والمفارقة العجيبه ان من ينظمه شركة فرنسيه متخصصه في تنظيم الاحتفالات بذكرى قيام الكيان الصهيوني .

في هذا العام ومع انطلاقة ما يسمى مهرجان الاردن اتخذ  الفنانون الاردنيون عن طريق نقابتهم ، والكتاب والادباء الاردنيون عن طريق رابطتهم قرارا  بمقاطعة المهرجان وعدم المشاركة فيه او الحديث عنه بعد ان قررت ادارة المهرجان التخلص  من آخر ما يرتبط بالاردن من خلال الغاء مشاركة الفنانيين والادباء الاردنيين فيه .

 

اقيموا مهرجاناتكم كما تشاؤون ولتنظمها لكم الشركات الصهيونيه او المتصهينه ، فهذا شأنكم ، ولكن اعيدوا لنا مهرجان الاردنيين ، مهرجان جرش . 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد