إنّهمْ يقتلونَ الحُبّ

mainThumb

12-07-2010 07:00 AM

 

سألتُ العاشقَ الولهانْ

هل للحبّ من ألوانْ ؟

لعلّي أستدلُ عليه؛ فأشدّ الرحالَ إليه

قالِ بعدَ أنْ تلعثمَ اللسان:

أرجواني بل احمرُ قاني

وأظنّه أسود فاقع أو ابيض مائي

يبدو أنه لم يَراه

سوى ألف مرةٍ في يومْ

نِصفها في اليقظة وكلّها في النومْ

حبُّ لا يعرف الألوانْ

ولكنهُ متلونٌ كالحرباء

في عرفهِ المُبتذلْ

***

سألتُ الفتاة المتيمّة بفارسِِ أحلامِها

المتواري داخلَ حصانهِ الخشبي

ما طعمُ الحبّ؟ هل له من مذاقْ ؟

قالت: حلوٌ كالعلقم ولكنّ مرارَته تغريني

فكلمِاته العابرة تغويني

من خلفِ شاشةٍ صماءْ

نتراسلُ بعواطف عمياءْ

وذبذباتٍ من الشعورِ قتلى

ما أن تصل حتى تبلى

يبدو أنّها تحب شبحاً

يظهرُ حينَ يغيبُ النهارْ

ويتراقصُ في ليلها المنسدلْ

***

سألتُ شاعرَ غَزلْ

عن رائحةِ الحُبّ في قصائدهِ المعراة

قال: أجلْ

عبيرُ الأنوثةِ كعبقِ الورودْ

يملأ الحياةِ بالحياةِ

أنفثه من قصائدي

فذاك منّي تقديرٌ لشقائقِ الرجال

قولٌ وعملْ

خانته أبياته

وذهبَ بعيداً ليعقّ أمه

ويذيقَ زوجه طعمَ الهوانِ

ممزوجا بأبياتٍ من زجلْ

***

سألتُ إحدى المُعجبات

عن معنى الحُبّ من طرفٍ واحدْ

لشخصٍ جاحدْ

مغطىً بقالب من الشهرة

في أقاصي أحلامها العشرة

قالت : متنفسٌ لي حتى يأتي الحليلْ

وأنفك من قيودِ الأهل في غياب الخليلْ

تركتها تلصقُ صُورَه البائسة

في حياتها اليائسة

من كلّ أملْ

***

سالتُ احدَ التابعين

يقدّس ذكرى من قدْ رحلْ

ما معنى أن تذوبَ في حُبك لشخصٍ

ولو غرقتَ في الوحلْ

قال وليٌ يُحييني

ومنْ مَرضي يشفيني

وأبغض غيره كونه يؤذيني

تركته يتبرك بصخرة صماء

ويمارسُ طقوساً

من دجلْ

***

يا ترى أيكونُ الحُبّ إدعاء

وتسلية ترقى إلى هراءْ

هل هو للأرواح إذا تلاقتْ

أم للأجسادِ قبلَ الفناءْ

أيقعُ في القلبِ وَحده

دونَ أن يكابدَ والعقلَ العناءْ

أظّنه أن تحب الحياة بعدَ الحياة

وتهَبَ الوجودَ من فيضِ الأنا

أنْ تحب لله وفي الله

الذي يملأ عليك الوجدانَ

من الميلاد وحتى الفناء

أنْ تعرف النعمة لذوي الفضلْ

وأن تقابل النقمة بنعمة العقلْ

ذلك هو الحُبّ المجرّد

يقصي الألم ويحيي الأملْ

لا ما حاكَ في نفسك ولم تزلْ

تشوبُهُ مَسحة منْ خجلْ


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد